02-مايو-2019

هدف البارسا الثالث بأقدام ميسي من ركلة حرّة مباشرة (Getty)

اقترب برشلونة بشكل كبير من حجز مكان له في نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما قاده النجم الأرجنتيني للفوز بثلاثيّة نظيفة سجّل منها اثنين، في مباراة تسيّد ليفربول أكثر مراحلها دون جدوى، بعدما أهدر نجومه العديد من الفرص، قبل أن يقلب ميسي الطاولة على الريدز.

أراد برشلونة قبل بداية اللقاء كسر عقدته مع ليفربول التي طالت منذ سبعينات القرن الماضي، عندما التقى الفريقان لأوّل مرّة على الكامب نو ضمن كأس الاتحاد الأوروبي، انتهت المواجهة تلك بفوز الريدز بهدف وحيد، ومنذ تلك اللحظة لم ينجح البلوغرانا في الفوز على الريدز بملعبهم على الإطلاق، كذلك رغب ميسي الذي يدخل المباراة قائدًا للفريق للمرّة المئة أن يصل لحاجز 600 هدف في مسيرته التي زيّنها بـ 598 كرة هزّت شباك الخصوم، وكم سيكون ذلك رائعًا إن حدث في شباك ليفربول التي لم يتذوّق ميسي حلاوة معانقتها في مسيرته.

فقد برشلونة هويته فسيطر ليفربول على المباراة وأطلقت الجماهير صافرات الاستهجان على فريقها، لكنّ ميسي قلب كلّ شيء في 7 دقائق فقط

قالها ميسي قبل بداية الموسم، وأعلن على الملأ أمام الجماهير أنّه سيجلب لهم كأس دوري الأبطال إلى الكامب نو، وبعد مسيرة حافلة في دور المجموعات استطاع برشلونة أن يهزم خصومه واحدًا تلو الآخر، إلى أن وصل لهذا الدور. من جهته يتعطّش ليفربول بشكل كبير للوصول للمباراة النهائيّة، فتحقيق ذلك يضمن منطقيًّا إنقاذ موسمه، فخرج من كأسي الرابطة الإنجليزية والاتحاد الإنجليزي، وبات منافسه على صدارة الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي قاب قوسين أو أدنى لحسم اللقب، لذلك سيغفر الجميع لليفربول هذا الموسم إن ظفر بدوري أبطال أوروبا، ومن أجل تحقيق ذلك كان لزامًا على كتيبة يورغن كلوب الرحيل إلى ملعب الكامب نو.

اقرأ/ي أيضًا: قمّة كروية منتظرة.. برشلونة يبحث عن فوزه الأول على ليفربول في الكامب نو

بدأت المباراة دون جسّ نبض، ضغط كثيف من قبل الفريقين على دفاعات الخصوم مع غياب اللمسة الأخيرة أمام المرمى، وكانت أولى الهجمات الخطرة من نصيب أصحاب الأرض، لكنّ دفاع ليفربول حوّل كرة راكيتش  إلى ركنيّة، بعد ذلك أربك ساديو ماني ومحمّد صلاح أصحاب الأرض بمحاولات خطرة تكفّل الدفاع بإبطال خطورتها، قبل أن ينفّذ كوتينيو أولى التسديدات على مرمى ليفربول فريقه السابق، لكنّ الحارس أليسون بيكر سيطر على الموقف. وشهدت الدقيقة 24 خسارة يورغن كلوب أبرز أوراق لعبه بعد إصابة الغيني نابي كيتا إثر احتكاك مع راكيتش، فاضطر مدرّب الريدز أن يشرك جوردان هندرسون بدلًا عنه.

بعد ذلك بدقيقتين استطاع لويس سواريز أن يفتتح أهداف البرسا بعدما انسلّ بين دفاع ليفربول وأودع كرة جوردي ألبا العرضيّة في شباك فريقه السابق. أراد ليفربول أن يعدّل النتيجة قبل نهاية الشوط الأوّل، لكنّ تحرّكات محمّد صلاح وساديو ماني خلفهم فينالدوم لم تُجدِ نفعًا أمام دفاع صلب، ومع بداية الشوط الثاني كانت نيّة الريدز واضحة في تسجيل هدف التعادل مبكّرًا، لكنّ تيرشتيغن أنقذ بأعجوبة تسديدتين قويّتين من جيمس ميلنر ومحمّد صلاح، كان ذلك في الدقيقتين الثانية والثامنة من الشوط الثاني.

تراجع البارسا بشكل ملحوظ نحو المناطق الخلفية، وسيطر ليفربول على الملعب من بابه لمحرابه، وتفوّق بالاستحواذ على الكرة والتمريرات وحتّى المواجهات المباشرة مع لاعبي أصحاب الأرض، فلم ينجح لاعبو فالفيردي في فرض نسقهم على المباراة، وما أن يقطعوا الكرة من مهاجمي ليفربول حتّى يفتكّها منهم خطّ الوسط وتعود الخطورة من جديد لرفاق محمّد صلاح. وأهدر جيمس ميلنر فرصة خطرة للغاية من على نقطة منطقة الجزاء، عندما مرّر محمّد صلاح كرة عرضيّة تركها ماني لزميله ميلنر، فصوّبها بقوّة نحو الشباك، لكنّ تيرشتيغن أنقذ مرماه للمرّة الثالثة في ربع ساعة. أداءٌ ضعيف من أصحاب الأرض لم يعهده المتابعون منذ سنوات طويلة، ما دفع الجماهير لإطلاق صافرات الاستهجان على فريقهم في واقعة نادرة، وهنا رأى فالفيردي ضرورة الرضا بالنتيجة الحاليّة وهي التقدّم بهدف وحيد، وتعزيز دفاعاته مع التخلّي عن أحد أبرز مفاتيحه الهجوميّة، فأخرج كوتينيو وأدخل المدافع سيميدو علّه ينقذ مرماه من أهداف محقّقة، والأقدار ستتكفّل بما تبقّى من حلول هجوميّة.

اقرأ/ي أيضًا: الغيابات تقصم ظهر توتنهام.. وأياكس يقترب من نهائي دوري الأبطال

وفي وقت كان خلاله لاعبو ليفربول يحرثون الملعب بغية تحقيق هدف التعادل ظهر ميسي الغائب عن اللقاء، فقتل أحلام الريدز، عندما ارتدّت كرة سواريز من قائم أليسون فتهادت في صدر ميسي الخالي من الرقابة، وسار بها نحو المرمى، هدف هو الأوّل للنجم الأرجنتيني في شباك ليفربول. تهادت أسارير لاعبي البلوغرانا وجماهيرهم بعد هذا الهدف، في وقت انهارت به معنويات رفاق محمّد صلاح، وقبل نهاية المباراة بثماني دقائق سنحت لبرشلونة ركلة حرّة مباشرة نفّذها ميسي بنجاح ليسجّل هدف فريقه الثالث، وهدفه رقم 600 مع فريقه بالمسابقات كافّة.

 وعلى الرغم من ذلك لم يرمِ ليفربول بمنديله الأبيض، فشنّ هجمات خطرة علّها تسجّل هدفًا يعزّز حظوظهم في مباراة الإياب، فصوّب فيرمينيو كرة أنقذها بأعجوبة راكيتش من على خطّ المرمى، فوجدها محمّد صلاح أمامه وسدّدها بقوّة نحو قائم تيرشتيغن الأيمن، ومع نهاية المباراة فرّط البديل ديمبلي بتمريرة ساحرة من ميسي وأهدر انفرادًا تامًا مع الحارس إليسون، لينهي البارسا مباراة ذهاب نصف دوري أبطال أوروبا لصالحه بنتيجة 3-0، في مباراة تسيّدها ليفربول، وأحدث ميسي فيها الفارق، فتفوّق الريدز على البارسا، وهزم ميسي ليفربول.  

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مفاجأة مدوّية لأياكس في تورينو.. ولا مكان لمعجزات اليونايتد في برشلونة

توتنهام بطلًا لملحمة الموسم.. وليفربول يضرب موعدًا مع برشلونة