28-ديسمبر-2023
تتمسك قيادة المقاومة في غزة بالخطوط العريضة التي لن تتنازل عليها في أي اتفاق قادم (GETTY)

تتمسك قيادة المقاومة في غزة في مجموعة من الخطوط العريضة (GETTY)

مع استمرار عدوانه على غزة، يدفع الاحتلال الإسرائيلي باتجاه التوصل لهدنة مؤقتة، باعتبارها العرض الوحيد الممكن، من أجل تحقيق تقدم محدود في صفقة تبادل للأسرى، مع الاستمرار برفض التوصل إلى وقف دائم إلى إطلاق النار.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن حكومة نتنياهو قدمت مقترحًا لعقد صفقة جديدة مع حركة حماس، تتضمن الانسحاب من المناطق المأهولة بالقطاع، إلى جانب السماح بإدخال إعانات إنسانية مع فترة هدنة محددة. لكن هذا المقترح تم رفضه من قبل حركة حماس، وأشارت القناة إلى أن المقترح جاء بعد وساطة أمريكية.

وفي تفاصيل العرض، تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان، وستسمح بدخول المزيد من المعدات الطبية إلى القطاع، مع فتح المعابر في المرحلة الأولى من الصفقة. وفي المرحلة الثانية، تطلق حماس سراح النساء المجندات والجنود والجثث.

قدمت حكومة نتنياهو قدمت مقترحًا لعقد صفقة جديدة مع حركة "حماس"، تتضمن الانسحاب من المناطق المأهولة بالقطاع، إلى جانب السماح بإدخال إعانات إنسانية مع فترة هدنة محددة. لكن هذا المقترح تم رفضه من قبل حركة حماس

وذكرت القناة أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد مسؤول إسرائيلي أن مصر قدمت إلى إسرائيل وحماس صفقة على ثلاث مراحل، يتم بموجبها في المرحلة الأولى إطلاق سراح نحو 40 محتجزًا من غزة، مقابل وقف العدوان لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وفي المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح الجنود والجثث، في حين ستسمح إسرائيل مرة أخرى بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

أما المرحلة الثالثة، التي تمثل إشكالية خاصة بالنسبة لإسرائيل، سوف تتضمن إطلاق سراح الرجال والجنود، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وقد رفضت حماس هذا العرض كذلك.

وتؤكد حركة حماس أنها لن توافق على أي صفقة تبادل مع الاحتلال لا تشمل وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة.

وفي سياق متصل، يتم الترويج لعرض مصري جديد يسعى لنيل قبول لدى المقاومة الفلسطينية، ويحظى بدعم عربي للدفع به على الساحة الدولية للضغط على إسرائيل لقبوله.

وفي هذا الإطار، زار العاهل الأردني عبد الله الثاني القاهرة، لبحث ما توصلت إليه اللقاءات التي شهدتها العاصمة المصرية على مدار أسبوع مع وفود من حركتي حماس، والجهاد الإسلامي، وكذلك الوفد الإسرائيلي الذي حضر إلى القاهرة، بالإضافة إلى مدير المخابرات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج، الذي نقل للمسؤولين المصريين وجهة نظر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بحسب ما نقلته صحيفة "العربي الجديد".

وبحسب مصدر مصري مطلع على العرض المصري، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن الإدارة الأمريكية تدعم الرؤية المصرية التي تتضمن ألا تكون حركة حماس هي المسيطر الرئيسي على إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب على غزة.

وكشف المصدر أن المسؤولين المصريين خلال مباحثاتهم مع وفدي المقاومة، نقلوا إليهم أن أي حديث عن "غياب كامل لحماس والجهاد الإسلامي من المشهد عقب الحرب لن يكون واقعيًا"، وأنه من الأفضل البحث في صيغ توافقية تراعي التركيبة السياسية في القطاع. 

ترفض المقاومة لمناقشة أي صيغة لاتفاق قبل وقف العدوان

ومن العوائق الرئيسية التي تواجهها المبادرة المصرية، كشف المصدر، أن الولايات المتحدة غير متحمسة لخيار وقف شامل لإطلاق النار قبل التوافق على شكل إدارة غزة بما "يضمن أمن إسرائيل"، وعدم تكرار ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. 

ولفت المصدر، إلى أن القاهرة تسعى في مبادرتها الحالية إلى طرح صيغة لا تستبعد حماس من المشهد في قطاع غزة بعد نهاية الحرب، ويضمن وجودها كشريك وليس كفاعل رئيسي، مع إيجاد طرق واضحة تضمن الرقابة على أنشطتها من جانب الإدارة التي ستتولى مسؤولية القطاع، سواء كانت حكومة تكنوقراط، أو إدارة مدنية مؤقتة يتم تشكيلها عبر لجنة الفصائل.

وكشف المصدر أن ما يثار حول العرض المصري، هو تصور وليس الوحيد، حيث تجرى مناقشات حول أفكار وأطروحات متعددة على أمل الوصول إلى صيغة تحظى بقبول جميع الأطراف.

كشف مصدر لـ"العربي الجديد" عن تواصل مكتوب جرى خلال الأيام القليلة الماضية بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل

وأوضح المصدر، أن المقترح المصري، تمّ إدخال التعديلات عليه خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من مرة، في أعقاب التواصل مع أطراف الأزمة وباقي الوسطاء. وأشار إلى أن القاهرة على اتصال وتنسيق دائمين مع الدوحة، كون العاصمتين هما جناحا إدارة جهود التوصل لحل دائم ووقف العدوان على غزة. 

وكشف المصدر عن تواصل مكتوب جرى خلال الأيام القليلة الماضية بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، تضمّن موقف القيادة الميدانية في قطاع غزة، وقيادة كتائب عز الدين القسام بشأن الخطوط العريضة التي تقبل بها قيادة المقاومة، ولا يمكن أن تتنازل عنها.

وأوضح المصدر أنه على الرغم من أن رسالة السنوار لم تحمل جديدًا، عما نقله رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية خلال زيارته للقاهرة، إلا أن المسؤولين في مصر كانوا حريصين عليها لدعم موقفهم كوسيط يملك قدرة الاتصال الفعّال مع كافة الأطراف.