17-فبراير-2020

من وقفة الحراك الطلابي للمطالبة بإلغاء رسوم التعليم (ألترا صوت)

احتشد العشرات من طلاب الجامعة اللبنانية، يوم الإثنين، أمام مبنى وزارة التربية للمطالبة بإلغاء الرسوم الدراسية المقررة على الطلاب والتي يعجز الكثيرون عن دفعها، ورغم تأجيل الجامعة للموعد النهائي للدفع عدة مرات إلا أن مئات الطلاب أصبحوا مهددين بالفصل من الجامعة لعدم قدرتهم على السداد.

 المئات من الطلاب مهددين بعدم قدرتهم على متابعة الدراسة نتيجة عدم قدرتهم على تسديد الرسوم والأقساط الجامعية نتيجة الأزمة الاقتصادية المتفجرة وهشاشة الظروف المعيشية

وقد ألقى ممثل تكتل طلاب الجامعة اللبنانية بيانًا خلال المظاهرة قال فيه إن المئات من الطلاب مهددين بعدم قدرتهم على متابعة الدراسة نتيجة عدم قدرتهم على تسديد الرسوم والأقساط الجامعية نتيجة الأزمة الاقتصادية المتفجرة وهشاشة الظروف المعيشية.

اقرأ/ي أيضًا: "رجعوا التلامذة".. طلاب لبنان ينتفضون رغم تهديدات المدارس

وأضاف البيان أنه بحلول الاثنين 17 شباط/فبراير 2020، تنقضي آخر مرحلة للطلاب لتسديد هذه الأقساط، ومع عدم الإعلان عن أي تأجيل أو إجراءات بديلة، فإن المئات من زملائنا أصبح مصيرهم الدراسي معلقًا ومهددًا ورهينة البيروقراطية الإدارية.

وطالب التكتل في بيانه بإعفاء الطلاب غير القادرين على تسجيل الرسوم للعام الدراسي الجامعي الحالي وتفعيل نظام المنح الاجتماعية بمختلف المراحل الدراسية، مُشيرًا إلى أن الجامعة اللبنانية هي نتاج نضال طلابي وتحركات شعبية في وجه استغلال الجامعات الخاصة، ولم تكن يومًا جزءًا من رؤية الدولة لدورها الوظيفي، وأن هذا النضال مستمر اليوم في مواجهة التجاهل الحكومي من قبل الجهات المعنية، مُطالبين وزير التربية والتعليم العالي، طارق المجذوب، بتحمّل مسؤوليّاته تجاه الجامعة الوطنيّة وطلابها بشكل عاجل.

يقول حسن شهاب، الطالب بالسنة النهائية بكلية الطب بالجامعة اللبنانية وعضو اللجنة المركزية للتكتل، لـ ألترا صوت"، إن النضال الطلابي من أجل توفير تعليم مجاني وجيد ولائق، مستمر منذ فترة طويلة لكن وقفتنا اليوم هامة وعاجلة لأننا أمام أمر واقع، حيث إن لنا زملاء يُقارب عددهم بإحصاء غير رسمي 1200 طالب لم يستطيعوا دفع رسوم التسجيل في الجامعة بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الطاحنة التي تمر بها البلاد حاليًا.

ويوضح شهاب قائلًا: "لقد تم إنشاء صندوق للتبرعات لدعم الطلاب غير القادرين على الدفع، إلا أننا لا نعلم على أي أساس يتم قبول ورفض الطلاب وكيف يُحدد هذا الصندوق مدى فقر واحتياج أسرة الطالب لدعمه أو لا في ظل غياب الرقابة بشكل كامل عليه وعدم إعلان أية معايير واضحة لهذه الآلية".

مايا زبداوي، طالبة علوم سياسية فلسطينية ومندوبة تكتل طلاب الجامعة اللبنانية عن فرع الحدث، قالت إن التحرك يهدف إلى الضغط على السلطات اللبنانية نحو إعطاء كافة الطلاب القاطنين على الأراضي اللبنانية حقهم في تعليم مجاني، الذي تُصادره السلطات لحساب التعليم الخاص فيما يتوافق مع السياسات النيوليبرالية التي تتبعها الحكومة اللبنانية. نريد أن تعود الجامعة الوطنية إلى أمجادها التي بُنيت على أساس نضال طلابي تاريخي ضد البرجوازية اللبنانية الذي خضبه دماء الشهيد الأول للحراك الطلابي في لبنان فرج الله حنين عام 1951 من أجل إنشاء جامعة وطنية".

اقرأ/ي أيضًا: دفعة جديدة على حساب اللبنانيين: ما الذي سيحدث بعد تسديد اليوروبوندز؟

أما زينب علي، طالبة ماجيستير في العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية فرع الروشة، فتقول بأنهم أتوا اليوم من أجل تفعيل قانون المنح الاجتماعية للطلاب بشكل عادل، فالمفترض أن الطالب لا يتحمل سوى رسوم التسجيل في الجامعة والتي أصبحت فوق طاقة الكثيرين من أسر الطلاب، وبعد استبدال هذا النظام بشكل غير رسمي بصندوق للتبرعات زادت المأساة، لأن أموال الصندوق يتم صرفها بشكل محاصصة طائفية على المقربين والمحسوبين على المسؤولين عن الصندوق دون رقابة.

طالب التكتل في بيانه بإعفاء الطلاب غير القادرين على تسجيل الرسوم للعام الدراسي الجامعي الحالي وتفعيل نظام المنح الاجتماعية بمختلف المراحل الدراسية

وتتراوح رسوم التسجيل بالجامعة اللبنانية الحكومية بين 500 ألف ليرة ومليون و50 ألف ليرة لبنانية أي ما يُعادل 350 إلى 700 دولار أمريكي تقريبًا سنويًا، في الوقت الذي تُعاني منه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة تسببت في انتفاضة شعبية تفجرت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نتج عنها استقالة حكومة سعد الحريري وتشكيل حكومة جديدة برئاسة حسان دياب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 "يسقط حكم المصرف".. عقدة رياض سلامة في منشار الاقتصاد اللبناني