07-نوفمبر-2019

من مظاهرات طلاب المدارس في لبنان (مواقع التواصل الاجتماعي)

تزامن دخول الانتفاضة اللبنانية يومها الـ20، مع مرور أسبوع على تقديم سعد الحريري استقالة من رئاسة الوزراء. وحتى اليوم، لم يدعُ رئيس الجمهورية ميشال عون، لاستشارات نيابية، الأمر المخالف للأعراف السياسية، ما يعكس بالنسبة للمراقبين، تخبط المجموعة الحاكمة.

كان لانضمام طلاب المدارس صدى واسع في الشارع اللبناني، خاصة مع تعامل بعض المدارس مع دعوات الطلاب للانتفاض بالتهديد

ورغم اللقاء الذي جمع سعد الحريري مع وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والذي استمر عدة ساعات، إلا أنه لا يبدو أن ثمة حل في الأفق، في ظل الحديث عن إصرار باسيل على التواجد في الحكومة المقبلة.

اقرأ/ي أيضًا: الانتفاضة اللبنانية تتوسع وخطاب السلطة يفشل مجددًا

في الأثناء، يزداد زخم الانتفاضة اللبنانية على مستوى الفعل الاحتجاجي، واللجوء إلى خيارات تكتيكية أخرى، مع انضمام الطلاب إلى الاحتجاج.

طلاب لبنان إلى الشارع لـ"إنقاذ مستقبلهم"

خلال الأيام القليلة الماضية، اختار المتظاهرون تكتيكات احتجاجية جديدة، بعد أن تخلوا جزئيًا عن خيار قطع الطرقات بسبب جدل حول تداعياته السلبية على صورة الانتفاضة، فتحولت الوجهة نحو التمركز احتجاجًا أمام المؤسسات العامة والإدارات الحكومية.

وشهدت مدينة صيدا، يوم الثلاثاء الماضي، مظاهرات حاشدة تركزت أمام المرافق الأساسية في المدينة. كما شهدت تحولًا نوعيًا بانضمام طلاب المدارس للاحتجاجات.

وكان لانضمام طلاب المدارس صدى واسع في الشارع اللبناني، خاصة مع تعامل بعض المدارس مع دعوات الطلاب للانتفاض بالتهديد، فقد انتشر مساء السبت الماضي، تسجيل صوتي لمديرة مدرسة "الراهبات المخلصات" في عبرا، بالقرب من صيدا، تهدد فيه التلاميذ بالفصل النهائي من المدرسة، حال شاركوا في تظاهرات يوم أمسٍ الأربعاء.

انتشر التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وتعددت التعليقات عليه، مع تأكيد حقوقيين على أن المدرسة لا تمتلك الحق قانونيًا في منع الطلاب من المشاركة في أي حراك احتجاجي.

كما عرف التسجيل تعليقات غاضبة على نبرة مديرة المدرسة التهديدية، خاصة مع انتشار صورة للمديرة تجمعها بجبران باسيل، ثم دفاع أعضاء بارزين في التيار الوطني عن قرار المديرة، أبرزهم وزير المهجرين، غسان عطا الله، الذي برر للقرار بقوله: "مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار"!

انقلاب السحر

وفي حين كان من المفترض أن يثني التسجيل الصوتي لمديرة المدرسة، الطلاب من المشاركة في التظاهرات؛ حدث العكس، فكان الشرارة التي أشعلت الحركة الطلابية، إذ استفاق اللبنانيون صباح أمس الأربعاء، على مشهد التلاميذ بزيهم المدرسة، مشاركين في التظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية.

أعطى مشهد مشاركة طلاب المدارس، بعدًا جديدًا للانتفاضة، خاصة مع خطابهم الذي ظهر في مقابلات تلفزيونية، كاشفًا عن وعي بواقع البلاد. ورفع الطلاب عدة لافتات عكست خطابهم الاحتجاجي، جاء في بعضها: "مش رايح أتعلم تاريخ.. جاي أكتب التاريخ". 

"ثورة الطلاب"

على إثر ذلك، أطلق نشطاء على تظاهرات الأربعاء، السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، "ثورة الطلاب"، وتحوّل لوسم على تويتر، غرد عليه أكثر من ستة آلاف مغرد، متفاعلين مع مشاركة الطلاب والتلاميذ في الانتفاضة.


هذا لم تكن مدرسة "الراهبات المخلصات" الوحيدة التي هددت التلاميذ في حال مشاركتهم في الاحتجاج، إذ نشر نشطاء وصفحات على فيسبوك، عن مدارس أخرى هددت تلاميذها في حال مشاركتهم في الاحتجاجات، الأمر الذي يبدو أن لم يكن له صدى بين التلاميذ.

خريطة الحراك الطلابي

خرج الطلاب والتلاميذ في مختلف مناطق لبنان، مشاركين في مسيرات الانتفاضة، فخرج طلاب مدرسة حرمون في قضاء راشيا في تظاهرة قرب مدرستهم بعد أن رفضوا دخول الفصول الدراسية، كما نظم طلاب بعض مدارس بيروت مسيرات احتجاجية بين كركون الدروز ومار إلياس.

وكان لافتًا تمرد طلاب مدرسة "زهرة الإحسان" في طرابلس على قرار إدارة المدرسة باحتجازهم داخل الصفوف لمنعهم من التظاهرة، بالخروج من الشبابيك عبر إحدى الرافعات، والالتحاق بزملائهم في مسيرات الانتفاضة.

وفي سياق متصل، أعلن أحد المعلمين في مدرسة "SSCC" بمنطقة البوشرية، استقالته بسبب قرار المدرسة الرافض لمشاركة الطلاب في التظاهرات.

في حين كان من المفترض أن تثني تهديدات المدارس التلاميذ عن المشاركة في الاحتجاجات، حدث العكس وشارك آلاف الطلاب في مسيرات الانتفاضة

وعلى جانب آخر، خرج طلاب الجامعات في مسيرات تأييد لمطالب الانتفاضة، مثل طلاب الجامعة اللبنانية في الدبية، وطلاب جامعة الحكمة في منطقة فرن الشباك، وغيرهما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الاستقالات الجماعية من "الأخبار".. كشف آخر ما تبقى من الستار

فنانو البلاط في لبنان.. وجه السلطة "اللامع"