22-ديسمبر-2022
gettyimages

زار الرئيس الروسي بيلاروسيا بالتزامن مع مناورات عسكرية مشتركة (Getty)

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيلاروسيا قبل أيام ضمن زياراته الخارجية المحدودة خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وتزامنت الزيارة مع مناورات عسكرية روسية بيلاروسية مشتركة. في الوقت الذي تحدث فيه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو إن القوات الروسية تواجه القوات المسلحة للدول الغربية في أوكرانيا. معتبرًا أن "زيادة الوجود العسكري للناتو على حدود روسيا وبيلاروسيا يثير قلق روسيا".

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيلاروسيا قبل أيام ضمن زياراته الخارجية المحدودة خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وتزامنت الزيارة مع مناورات عسكرية روسية بيلاروسية مشتركة

وتزايد الحديث عن إمكانية قيام روسيا بفتح جبهة شمالية في إطار حربها على أوكرانيا، واعتبرت تلك المصادر أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيلاروسيا تأتي في هذا السياق، حيث سيختبر مدى استعداد السلطات في بيلاروسيا على الإقدام على مثل هذا السيناريو الذي أطلق عليه البعض تسمية "الحملة الشتوية على أوكرانيا"، كما يهدف بوتين من وراء زيارته أيضا إلى التعرف على مدى جاهزية التشكيلات التابعة للقوات الروسية في بيلاروسيا لفتح جبهة قتال على الناحية الشمالية التي يبدو حسب، صحيفة "برافدا" الروسية أن العد التنازلي لها قد انطلق في انتظار إعلان لحظة الصفر من طرف الكرملين مع بداية العام الجديد 2023.

جبهة حقيقية أم خطوة تكتيكية؟

يجادل بعض المتابعين لمجريات الحرب في أوكرانيا أن مهاجمة روسيا لكييف من بيلاروسيا هي خطوة تكتيكية أكثر منها فتح جبهة قتال حقيقية، الغرض منها دفع أوكرانيا أو إقناعها بقدرة موسكو على مهاجمتها من الشمال، مما سيجبر الأوكرانيين، حسب هذه القراءة على توجيه عدد كبير من قواتهم صوب الجبهة الشمالية "الوهمية" خوفًا من اختراقات مشابهة لما حدث في الشرق والجنوب الأوكرانيين حيث تتركز عمليات القتال. 

getty

وتصبح الخطوة ضمن السعي الروسي إلى تخفيف الضغط على قواتها في الجبهتين الشرقية والجنوبية مما يسمح لها بتنفيذ ضربات في  أماكن أخرى، بعد تشتيت القوات الأوكرانية عبر مناطق متباعدة، علمًا بأن القوات الأوكرانية بدأت استعادة بعض المناطق التي ضمتها روسيا شرقي أوكرانيا وجنوبها.

يترافق هذا التقدم الأوكراني على الأرض، مع قيام القوات الأوكرانية بتنفيذ عدة هجمات في الأراضي الروسية مما يشير إلى إمكانية نقل المعركة إليها. بالإضافة إلى اعتراف بوتين بأن قوات بلاده تواجه صعوبات حقيقية في الشرق الأوكراني بسبب المقاومة الشرسة التي أبداها الأوكرانيين هنالك في الدفاع عن باخموت واسترداد خيرسون.

والحديث عن الجبهة الشمالية لم يقتصر على المصادر الروسية، فقد تحدثت عنه أيضًا بعض دوائر صنع القرار والرّصد في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد توقع "معهد دراسات الحرب الأمريكي" قرب قيام الروس بمهاجمة أوكرانيا من بيلاروسيا في الشمال، معتمدًا في ذلك التوقع  على إعلان وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي أنّ: "تدريبات تعبئة الروس في ميدان التدريب في بيلاروسيا مستمرة بلا توقف، وتشمل الدبابات ومركبات المشاة القتالية والقناصة ورماة آر بي جي 7".

هل يمكن أن تطور الجبهة البيلاروسية؟

لا يوجد مؤشرات واضحة حتى الآن على إمكانية فتح جبهة عسكرية من بيلاروسيا. والكرملين اعتبر أن أي إشارات حول زيارة بوتين إلى بيلاروسيا بهدف إدخالها إلى "العملية الخاصة بأوكرانيا" هي غير صحيحة.

في الوقت نفسه، قال الرئيس البيلاروسي إن روسيا قدمت منظومة إس 400 لهم، كما أن روسيا تعمل على تدريب طيارين بيلاروسيين على استخدام طائرات خاصة، مؤكدًا على أن بيلاروسيا لن تضمن أمنها من دون مساعدة روسيا. وتحدث الرئيس البيلاروسي عن قلقه من استعداد الدولة المجاورة لعدوان وشيك محتمل على بلاده.

getty

من جانبها، قالت الخارجية الأمريكية إنها ستحاسب بيلاروسيا على أي دعم تمنحه لروسيا في الحرب على أوكرانيا، رغم أن البنتاغون تحدث عن أنه لا يوجد أي معلومات تشير لعمل عسكري وشيك ضد أوكرانيا عبر حدود بيلاروسيا.

رسائل زيلنسكي للكونغرس الأمريكي 

في سياق متّصل وجّه الرئيس الأوكراني فجر اليوم الخميس رسائل عدة للكونغرس الأمريكي، حيث أكّد أمام الكونغرس أن "أوكرانيا صامدة رغم كل المشكلات التي تواجهها"، وأنها "ستقوم بكل ما في وسعها من أجل تحقيق النصر على روسيا"، مشددًا على أن "الحرب الحالية لا تتعلق فقط بأوكرانيا وأوروبا بل تتعلق بمستقبل الديمقراطية وهي دفاع عن حرية الشعوب"، وفق وصفه.

getty

وذكر زيلنسكي أن "مدينة باخموت ما تزال صامدة رغم قصف المرتزقة المتواصل منذ أيار/مايو الماضي"، مشيرًا إلى أن "المدفعية التي تمتلكها قوات بلاده ليست كافية للدفاع عن مدينة باخموت"، مضيفًا في ذات السياق أن "المساعدات المالية هامة جدًا بالنسبة للأوكرانين ونحن نتعامل معها بأعلى قدر من المسؤولية".

ووجه زيلينسكي نداءً للكونغرس بقوله: "بإمكانكم تسريع نصرنا في الحرب عن طريق تسريع وتيرة مساعدتكم لنا"، معتبرًا أن "السبيل لدعم مقترح أوكرانيا للسلام هو أن تظل القيادة الأمريكية في دعم أوكرانيا صلبة ومن الحزبين الديمقراطي والجمهوري".

وجه زيلينسكي نداءً للكونغرس بقوله: "بإمكانكم تسريع نصرنا في الحرب عن طريق تسريع وتيرة مساعدتكم لنا"

كما أشار زيلنسكي إلى  المُسيّرات الإيرانية التي قال إنها "تشكل تهديدا لبنيتنا التحتية الحيوية"، مؤكدًا أن "ملايين الأوكرانيين سيعانون من نقص وسائل التدفئة بسبب القصف الروسي" بواسطة المسيرات الإيرانية وغيرها.