تطغى الأبعاد الرمزية على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإيرلندا التي ينحدر منها أسلافه، حيث من المقرر أيضًا أن يشارك بايدن في احتفالات "الجمعة العظيمة" بمناسبة مرور ربع قرن على توقيع الاتفاقية التي أنهت "ثلاثة عقود من إراقة الدماء الطائفية في إيرلندا الشمالية".
يحصل ذلك رغم استمرار نشاط مجموعات صغيرة معارضة للسلام تنفذ بعض أعمال العنف من حين إلى آخر ، كان آخرها ما حدث أمس الاثنين عندما قام مجموعة شبان ملثمون، في منطقة كريجان ذات الغالبية السكانية من القوميين الإيرلنديين، بإلقاء عبوات حارقة على سيارة تابعة لشرطة إيرلندا الشمالية، تعبيرًا عن معارضة اتفاق "الجمعة العظيمة" للسلام التي أبرمت في مقاطعة لندنيزي، واحتجاجًا أيضًا على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإيرلندا.
بايدن سيحضر فعاليات ستقام احتفالًا بمرور ربع قرن على اتفاقية الجمعة العظيمة التي أنهت ثلاثة عقود من إراقة الدماء في إيرلندا الشمالية.
وبحسب جدول الزيارة المعلن فستكون بلدة بالينا التي تنحدر منها عائلة بايدن محطة أساسية في جولته، حيث سيلقي خطابًا الجمعة القادم أمام الآلاف من سكانها. وتقع البلدة عند ضفاف نهر موي في شمال غرب إيرلندا. وقبل محطة بلدة بالينا سيزور بايدن في إيرلندا وإيرلندا الشمالية مدينة بلفاست ودبلن وغيرها من الأماكن المرتبطة بجذوره الإيرلندية.
ولئن كانت محطات بايدن في إيرلندا يسيطر عليها الطابع الاحتفالي والعاطفي وبالمجمل غير معقدة سياسيًا حسب النيويورك تايمز، فإن جولته في إيرلندا الشمالية ستكون عكس ذلك "حيث المشهد السياسي أكثر صخبًا والذكريات أكثر قتامة".
وعلى الرغم من العلاقة الحميمة التي تربط جميع الرؤساء الأمريكيين بإيرلندا، فإن تلك العلاقة أكثر انطباقًا على الرئيس بايدن من غيره، فهو، حسب تقرير لنيويورك تايمز، ابن فخور لجزيرة إميرالد ، ومغرم بنقل شعراء مثل ييتس وشيموس هيني، وأحيانًا جده الأكبر ، إدوارد فرانسيس بلويت ، الذي تمتلئ قصائده بالمشاعر للجمهورية الإيرلندية. وسبق لبايدن أن قال ذات مرة: "كوني إيرلنديًا شكّل حياتي كلها".
بايدن ابن فخور لجزيرة إميرالد ، ومغرم بنقل شعراء مثل ييتس وشيموس هيني، وأحيانًا جده الأكبر ، إدوارد فرانسيس بلويت ، الذي تمتلئ قصائده بالمشاعر للجمهورية الإيرلندية. وسبق لبايدن أن قال ذات مرة: "كوني إيرلنديًا شكّل حياتي كلها".
وبالعودة لمحطات جولة بايدن، فإنه سيحتفل في العاصمة بلفاست بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاتفاقية الجمعة العظيمة، التي أنهت عقودًا من العنف الطائفي في إيرلندا الشمالية. وهذه الاتفاقية، حسب النيويورك تايمز، هي "إرث دبلوماسي عزيز لرئيس ديمقراطي آخر، هو بيل كلينتون الذي أظهر مهارته وسيطًا بين القوميين، الذين يسعون إلى إيرلندا موحدة، والنقابيين الذين يريدون البقاء جزءًا من المملكة المتحدة".
ففي أوائل نيسان/إبريل 1998، مكث كلينتون في البيت الأبيض لساعات مطولة لإجراء المكالمات الهاتفية التي أفضت إلى تذليل العوائق الأخيرة أمام الصفقة التي أرضت الزعيم الوحدوي، ديفيد تريمبل، وكذلك القوميين الرئيسيين: جون هيوم، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وجيري آدامز زعيم حزب العمل.
ويحاجج بعض المنتقدين لبايدن، بأن افتخاره بأصله الإيرلندي دفعه في بعض الأحيان إلى الانحياز إلى جانب معين. فعندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ في عام 1985، تحدث ضد تسهيل تسليم مقاتلي الجيش الجمهوري الإيرلندي من الولايات المتحدة إلى بريطانيا.
ويوم غد الأربعاء من المقرر أن يستقبل بايدن في بلفاست قادة الأحزاب السياسية الخمسة في إيرلندا الشمالية، بما في ذلك الوحدويون الديمقراطيون، الذين لم يوافقوا بعد على العودة للحكومة ولم يدعموا بعد أيضًا صفقة التجارة مع الاتحاد الأوروبي المترتبة عن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وهي صفقة ساهم بايدن في التوصل إليها بعد محادثاته الأخيرة مع رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك. وبالتالي سيكون تحدي بايدن في هذا اللقاء هو "ما إذا كان سيتمكن من إقناعهم بالعودة للحكومة والموافقة على اتفاقية التجارة".
وفي هذا الصدد نقلت نيويورك تايمز عن كاتي هايوارد أستاذة العلوم السياسية في جامعة كوينز في بلفاست قولها إنه "من الممكن أن يُنظر إلى بايدن على أنه يضيف مزيدًا من الضغط على النقابيين، وبدلاً من القدوم بمطرقة، فإن القليل من التشجيع المنصف سيكون مفيدًا للغاية" حسب وجهة نظرها.
وسيُحضر بايدن معه إلى إيرلندا الشمالية مبعوثًا خاصًا جديدًا للشؤون الاقتصادية هو جو كينيدي الثالث الذي كان نائبًا ديمقراطيًا وقد مثل ولاية ماساتشوستس، كما أنه سليل إحدى أشهر العائلات الأمريكية الإيرلندية.
بعد زيارة بلفاست سيتوجه بايدن في غضون أقل من 24 ساعة إلى دبلن مباشرة حيث سيجري جولة "في مواقع الأجداد" حسب ايويورك تايمز.
