15-يونيو-2023
gettyimages

البرلمان اللبناني فشل للمرة 12 في انتخاب رئيس جديد للبلاد (Getty)

عاد الحديث في لبنان مجددًا إلى شروط إنجاح الحوار والتوافق على مرشح رئاسي عقب إخفاق جلسة يوم أمس الأربعاء في تنصيب رئيس جديد ينهي حالة الشغور الرئاسي المستمر منذ أشهر. 

تتزامن الدعوات للحوار مع قرب وصول المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان ممثلًا للرئيس الفرنسي ماكرون، للمساهمة في تجاوز الفراغ الرئاسي

ودعا حزب الله وحركة أمل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى حوار وطني لإنهاء الأزمة، في وقت دعا فيه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى الالتقاء للتباحث حول ورقة الأولويات الرئاسية مع أي تعديلات لازمة عليها،  فيسهل "التلاقي على الأسماء التي تتناسب مع هكذا برنامج سيادي إصلاحي"، على حدّ وصفه.

بودكاست مسموعة

وتتزامن هذه الدعوات مع قرب وصول المبعوث الفرنسي الجديد جان إيف لودريان إلى لبنان ممثلًا للرئيس الفرنسي ماكرون، محملًا "بمبادرة جديدة" بعدما أصبحت "مبادرة الإليزيه الأولى بدعم ترشح فرنجية متجاوزة"، مع الإشارة إلى نفي الإليزيه الدائم دخوله "معركة طرح الأسماء".

وبناء على ذلك، تزايد الحديث، عن ما بات يسمى "الخيار الثالث" أي تسمية مرشح توافقي من غير الاسمين المطروحين جهاد أزعور وسليمان فرنجية.

getty

وتتزايد الضغوط على الزعماء اللبنانيين، للخروج من حالة الشغور الرئاسي، وآخرها بيان للخارجية الأمريكية اعتبر أن "الشلل السياسي التام في لبنان مشكلة لا بد لزعمائه من حلها"، كما حمل البيان الأمريكي "انزعاج واشنطن لمغادرة نواب لبنانيين جلسة البرلمان لمنع التصويت على انتخاب الرئيس"، في الجولة الثانية التي رفعت بذريعة عدم اكتمال النصاب (86 نائبًا) وهو نصاب مختلف في صحته الدستورية. 

ودعا بيان الخارجية الأمريكية "زعماء لبنان و نخبته إلى التوقف عن تقديم مصالحهم وطموحاتهم على مصالح الشعب" على حد تعبير البيان.

دعوات لحوار جاد

وفي ظل "استحالة" حصول أي طرف على 86 صوتًا لحسم الفوز لصالح مرشحه، وبالنظر لعدم قدرة أي مجموعة سياسية على الحفاظ على نصاب الـ86 للدورة الثانية، وجد الفرقاء في لبنان أنفسهم أمام ضرورة العودة للحوار، وبدأ ذلك بالدعوات لاستئنافه.

وكانت البداية بتأكيد رئيس البرلمان نبيه بري على أن انتخاب رئيس للجمهورية "لن يتحقق إلا بالتوافق وسلوك طريق الحوار".

مضيفًا عقب انتهاء جلسة الانتخاب: "كفى رميًا بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ، ولنعترف جميعًا بأن الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة، وانتهاج سياسة الإنكار، لن نصل إلى النتيجة المرجوة التي يتطلع إليها اللبنانيون والأشقاء العرب والأصدقاء في كل أنحاء العالم، الذين ينتظرون منّا أداءً وسلوكًا يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدده".

getty

وأردف بري قائلًا: "بداية البدايات لذلك هي الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك لن يتحقق إلا بالتوافق وسلوك طريق الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار".

وحدّد بري مواصفات الحوار بأن "يكون من دون شروط، لا يلغي حق أحد في الترشح، وتتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤية مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق من دون إقصاء، أو عزل، أو تحدٍّ، أو تخوين، وأن يكون تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة".

بدوره دعا مرشح "حزب الله وحركة أمل لمنصب الرئاسة" زعيم تيار المردة فرنجية "لحوار بنّاء مع الجميع نبني عليه للمرحلة المقبلة لإحقاق المصلحة الوطنية"، حسب تعبيره.

على ذات المنوال عزف أيضا "حزب الله اللبناني" الذي قال نائب رئيس مجلسه التنفيذي علي دعموش، في بيان، إن "كل السيناريوهات المحتملة لجلسة انتخاب الرئيس لن تؤدي إلى نتيجة"، مشيرًا إلى أن "ما يؤدي إلى النتيجة المطلوبة له طريق وحيد هو الحوار والتفاهم والتوافق على مرشح جامع، يلمّ اللبنانيين، ويكون قادرًا على معالجة الملفات التي تهمّهم، ومنفتح على الجميع في الداخل والخارج".

على الطرف الآخر بادر المرشح جهاد أزعور بنشر بيان عقب جلسة يوم أمس أعرب فيه عن أمله في أن يكون المشهد الجديد "حافزًا على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، وعلى المضي في العملية الانتخابية من أجل مصلحة الشعب اللبناني".

getty

ومساءً نشر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تغريدة في حسابه على تويتر  قال فيها: "جلسة اليوم أثبتت كما قلنا أمس أن لا أحد يستطيع تخطي المكوّن المسيحي في رئاسة الجمهورية وأن لا فرض للرئيس من أحد على أحد وأن التيار ملتزم ويتبع قناعاته فقط"، مضيفًا بأن "كل عناد سيقابله عناد آخر فلا حلّ إلا بالتوافق على البرنامج و على الرئيس من دون إقصاء أو تشاطر، ولا نجاح لأي رئيس بلا برنامج متفق عليه" متابعًا القول في ذات التغريدة "أسقطوا الشروط المسبقة فهذا ليس حوارًا، وأقلعوا عن نظريات الفرض والتحدّي فهذا ليس لبنان، ولاقونا إلى ورقة الأولويات الرئاسية مع أي تعديلات لازمة عليها، فيسهل التلاقي على الأسماء التي تتناسب مع هكذا برنامج سيادي إصلاحي وخلاصي!".

زكي وزكية الصناعي

ويفهم من هذه الدعوات توجه زعماء لبنان نحو مرشح ثالث توافقي في ظل الضغط الدولي المتواصل والتحديات الداخلية التي تفرضها الأزمة الاقتصادية الصعبة.