28-نوفمبر-2023
تطرح الإدارة الأمريكية مجموعة أفكار يعتزم بلينكن مناقشتها خلال زيارته للمنطقة (GETTY)

تطرح الإدارة الأمريكية مجموعة أفكار لما بعد الحرب يعتزم بلينكن مناقشتها خلال زيارته للمنطقة (GETTY)

يعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة الشرق الأوسط هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يصل إلى كل من الضفة الغربية المحتلة، وإسرائيل. وتأتي الزيارة بالتزامن مع الهدنة الإنسانية المتواصلة منذ أربعة أيام في قطاع غزة.

وبحسب مسؤول في وزارة الأمريكية تحدث لوكالة "رويترز" للأنباء، فإن هدف الزيارة هو تسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وزيادتها، وتعزيز الحماية للمدنيين، والمساعدة في إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس.

بلينكن سيناقش عدة نقاط، مثل ما يوصف بـ"اليوم التالي"، واحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين من غزة

وأضاف المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته، أن "بلينكن سيناقش أيضًا مع الشركاء في المنطقة مبادئ واشنطن المتعلقة بمستقبل غزة، والحاجة إلى وجود دولة فلسطينية مستقلة، كما أنه سيحضر مؤتمر كوب28 في دبي".

وستكون هذه الزيارة الثالثة للوزير الأمريكي للمنطقة منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، التي تلاها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف في آخر إحصائيات سقوط 15 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم العظمى من المدنيين.

ومنذ عملية 7 تشرين الثاني/أكتوبر، أجرى بلينكن مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين والعرب للمساعدة في منع اتساع نطاق الحرب، لتصبح حربًا إقليمية، وللمساعدة في إطلاق سراح المحتجزين في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث تتكشف كارثة إنسانية كبيرة هناك، بالإضافة لبحث مستقبل غزة ما بعد الحرب.

وهذا الأسبوع، دعا بلينكن خلال زيارة لليابان، إلى الحاجة إلى حل سياسي دائم للصراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، وطرح تصور الإدارة الأمريكية لشكل حكم قطاع غزة بعد الحرب، حيث شدد على أن الفلسطينيين هم من سيحكم غزة، وهو ما يعارض فكرة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن إلى أجل غير مسمى في القطاع.

وفي حين أن الخطة الأمريكية لم تظهر معالمها الكاملة بعد، حيث ينتظر  بلينكن مناقشتها مع الدول العربية وإسرائيل والقادة الفلسطينيين، إلا أن وزير الخارجية حدد "الخطوط الحمراء" للولايات المتحدة، وتوقعاتها للوضع ما بعد الحرب. إذ أكد خلال مؤتمر صحفي في العاصمة طوكيو على عدة نقاط وهي: "لا لإعادة احتلال غزة بعد نهاية الحرب، ورفض الحصار على غزة، والحاجة لـ"فترة انتقالية"، يكون الفلسطينيون جزءًا منها. واستبعد بلينكن مسألة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتقليص مساحة القطاع، من خلال الاحتلال الإسرائيلي.

وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية، حين قالت إن بلينكن سيناقش خلال الزيارة النقاط التي حددها في طوكيو، والخطوات الملموسة لتعزيز إنشاء دولة فلسطينية في المستقبل.

في المقابل، أكد نتنياهو أن المسؤولية الأمنية في قطاع غزة، ستعود لإسرائيل لفترة غير محددة، قائلًا: "أعتقد إن إسرائيل ستتحمل، لفترة غير محددة، المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية"، وبدا أن هذا الموقف على نقيض من تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يقولون: إن "إسرائيل لا تريد إدارة قطاع غزة بعد حماس".

ويحاول المسؤولون الإسرائيليون توضيح أنهم لا يعتزمون احتلال غزة بعد الحرب، لكنهم لم يوضحوا بعد كيف يمكنهم ضمان "الأمن" دون الحفاظ على وجود عسكري، وفق ما تقول وكالة رويترز.

وفي هذا الإطار، يأتي موقف السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكمًا محدودًا على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بأن غزة، هي جزء لا يتجزأ من تصورها للدولة الفلسطينية المستقبلية، وأنها لن تذهب إلى غزة على متن دبابة عسكرية إسرائيلية.

ويؤكد كبار المسؤولين بما في ذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة يجب أن تكون مصحوبةً بحل سياسي ينهي احتلال إسرائيل للأراضي التي احتلتها عام 1967.

وقال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، هذا الأسبوع: "(نحن) لن نذهب إلى غزة على متن دبابة عسكرية إسرائيلية، سنذهب إلى غزة كجزء من حل ورؤية شاملة وسلمية”، مؤكدًا أن "الضفة الغربية بحاجة إلى حل، وبعد ذلك غزة ضمن إطار حل الدولتين".

محددات أمريكية

ووفق صحيفة "هآرتس"، يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته إلى تسليط الضوء على جهوده الرامية إلى تحسين الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

ومن المقرر أن تهبط أولى رحلات الإغاثة الثلاث التي يسرها الجيش الأمريكي في مصر اليوم الثلاثاء، وفقًا لكبار المسؤولين الأمريكيين، محملة بمواد تشمل السلع الطبية والمساعدات الغذائية (بما في ذلك المواد المخصصة للأطفال على وجه الخصوص) والملابس الشتوية الآن بعد أن بدأ موسم الأمطار.

وستقوم الأمم المتحدة بتسليم المساعدات إلى الفلسطينيين، في حين من المتوقع أن تصل الطائرات الأخرى في الأيام المقبلة. ويأتي ذلك بعد خمس قوافل مساعدات سابقة على متن رحلات تجارية يسرتها إدارة بايدن.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى: "كان فريقنا يعمل على مدار الساعة لتعزيز ثلاثة خطوط رئيسية للجهود"، وهي: "توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية؛ الضغط من أجل استعادة الخدمات الأساسية (المياه، على وجه الخصوص)؛ وتأمين آليات مناسبة لمنع الاشتباك بالنسبة للمدنيين في غزة"، وفق ما ورد في هآرتس.

وفق صحيفة "هآرتس"، يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته إلى تسليط الضوء على جهوده الرامية إلى تحسين الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

وفي السياق نفسه، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "الولايات المتحدة، أوضحت لإسرائيل أنه عندما تتوسع العملية العسكرية إلى جنوب قطاع غزة، عليها أن تتجنب تهجير المواطنين الفلسطينيين من منازلهم قدر الإمكان". وجاء على لسان مسؤول حكومي أمريكي كبير في إحاطة صحفية: "من المستحيل تكرار حجم النزوح الذي شهدناه في شمال قطاع غزة، فهو سيكون فوق أي قدرة لنظام المساعدات الإنسانية".

وأضافت: "بحسب المسؤول الكبير، فقد تم نقل هذه الرسالة بوضوح إلى إسرائيل، من مستوى الرئيس الأمريكي وما دونه، وتم توضيح أنه يجب على إسرائيل أن تخطط بعناية فائقة للعملية العسكرية في جنوب قطاع غزة وفي وسطه، من أجل منع تهجير السكان وضمان عدم حدوث أي ضرر لملاجئ الأمم المتحدة ومرافق البنية التحتية والمستشفيات".