23-يونيو-2023
gettyimages

الإعلان الإثيوبي عن اقتراب الملء الرابع لسد النهضة تزامن مع حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى باريس للمشاركة في قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" (Getty)

أعلن وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، عن اقتراب سد النهضة من الملء الرابع، بعد 3 عمليات ملء سابقة أثارت حفيظة دولة المصب مصر، في ظل إصرار أديس أبابا أن عمليات الملء  لم تتسبب في ضرر لدول المصب، وكذلك سيكون الملء الرابع حسب موقف الخارجية الإثيوبية.

جاء إعلان اقتراب الملء الرابع لسد النهضة المثير للجدل بين دول المنبع ودول المصب أثناء كلمة ألقاها أمس الخميس ديميكي ميكونين في"المنتدى الأفريقي حول الاستخدام العادل للأنهار العابرة للحدود في أفريقيا"

وجاء إعلان اقتراب الملء الرابع لسد النهضة المثير للجدل بين دول المنبع ودول المصب أثناء كلمة ألقاها أمس الخميس ديميكي ميكونين في"المنتدى الأفريقي حول الاستخدام العادل للأنهار العابرة للحدود في أفريقيا" المنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمشاركة وزراء خارجية دول حوض النيل.

وانتهز الوزير الإثيوبي الفرصة لتأكيد بلاده على رفض ما وصفه "التدخل غير البناء وغير المبرر" لجامعة الدول العربية في ملف سد النهضة. وذلك في رد إثيوبي متكرر على بيان "قمة جدة"، الأخيرة أيار/مايو الماضي، الداعم للأمن المائي لدولتي المصب مصر والسودان، والمتمخض عن قرار عربي مقتضاه أن الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، وسارعت حينها الخارجية الإثيوبية إلى إصدار بيان اعتبرت فيه بيان قمة جدة  "محاولة مصرية للضغط على أديس أبابا، وإهانة للاتحاد الأفريقي". لترد القاهرة، بتأكيد موقفها الداعي إلى "الوصول إلى اتفاق حازم بشأن ملء وتشغيل السد الإثيوبي".

واعتبر ميكونين في هذا السياق إن: "مشروع سدّ النهضة مشروع وطني وأفريقي، يهدف إلى إخراج الملايين في المنطقة من الظلام، وأظهر قدرة الأفارقة على تعبئة مواردهم المحلية بأنفسهم لتمويل مشاريع بمليارات الدولارات". 

ودعا وزير الخارجية الإثيوبي في ذات السياق إلى "ضرورة التصديق على اتفاقية الإطار التعاوني لحوض نهر النيل".

وفي ذات الكلمة الافتتاحية اعتبر ميكونين، أن "حوض النيل يعاني من تحديات طبيعية"، مشددًا على أنّه "حان الوقت لمضاعفة الجهود لمواجهة مثل هذه التحديات". واصفًا سد النهضة الإثيوبي بأنه "مظهر من مظاهر الاستفادة من الموارد المائية والاستخدام المنصف والمعقول". زاعمًا أن سد النهضة الإثيوبي "له فوائد هائلة لدول حوض النيل".

ويرى محللون مصريون أنّ أديس أبابا "تستفيد من الظروف الحالية، ومن الوضع في السودان، وخروجه الآن من المفاوضات، ووجود مصر وحدها في هذا المسار، كما تستفيد من وجود مقر الاتحاد الأفريقي على أراضيها، حيث تواصل رفض كل المفاوضات"، وبالتالي فجميع الأوراق الرابحة حاليا بيد إثيوبيا في الوقت الذي تنفذ فيه أوراق دول المصب مع اقتراب اكتمال الملء الرابع في غضون 3 أشهر، ليبقى الخيار الوحيد المتاح للقاهرة هو العودة لمجلس الأمن الدولي.

وكانت إثيوبيا قد أكملت الملء الثالث للسد الذي تقيمه على النيل الأزرق في 12 آب/أغسطس 2022، بتخزين 22 مليار متر مكعب من المياه.

زكي وزكية الصناعي

يشار إلى أنّ الإعلان الإثيوبي عن اقتراب الملء الرابع لسد النهضة تزامن مع حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى باريس للمشاركة في قمة "ميثاق مالي عالمي جديد"، المنعقدة حاليًا، وعلى هامش القمة تداولت وسائل إعلام مصرية مقاطع لمصافحة حارّة بين الرئيس الإثيوبي والمصري.