01-فبراير-2024
مدن أمريكية تطلب بايدن بوقف إطلاق النار

(Getty) جرت تسع دعوات على الأقل لوقف إطلاق النار في ميشيغان، حيث يمثل العرب الأمريكيون 5% من الأصوات

أصدرت 47 مدينة أمريكية قرارات رمزية تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، في حين أصدرت ست مدن أخرى قرارات تدعو إلى السلام على نطاق أوسع، بحسب تحليل وكالة رويترز. وهي خطوة يُنظر لها، باعتبارها تفرض مزيدًا من الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أجل دعم وقف إطلاق النار، قبيل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.

وتم إقرار معظم قرارات وقف إطلاق النار في ولايات ديمقراطية مثل كاليفورنيا، وتم إقرار 14 منها على الأقل في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، والتي يمكن أن تكون حاسمة في محاولة إعادة انتخاب بايدن ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

صوت مجلس مدينة شيكاغو يوم الأربعاء، لصالح الموافقة على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مما يجعلها أكبر مدينة في الولايات المتحدة تقوم بذلك

وقالت عضو مجلس ديترويت غابرييلا سانتياغو روميرو، التي صوتت لصالح تمرير قرار وقف إطلاق النار في أكبر مدينة في ميشيغان، إن ذلك يعكس الإحباط، خاصة من قبل المسؤولين الشباب والأشخاص الملونين، تجاه بايدن وغيره من قادة الحزب الديمقراطي. مضيفةً: "نريد قيادة مستعدة للاستماع إلينا. يتعين على الديمقراطيين الاستماع إلى الشباب، والاستثمار في التنوع، والاستماع فعليًا إلى ناخبيهم".

وجرت تسع دعوات على الأقل لوقف إطلاق النار في ميشيغان، حيث يمثل العرب الأمريكيون 5 % من الأصوات، وكان هامش فوز بايدن في انتخابات 2020 على ترامب أقل من 3 %. وأظهر استطلاع للرأي أجري في تشرين الأول/أكتوبر أن دعم بايدن بين الأمريكيين العرب انخفض إلى 17 % من 59 % في عام 2020.

وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي في ولاية نورث كارولينا المتأرجحة دوغلاس ويلسون: "هذه [الحرب] ستكون في أذهان الناخبين".

وقالت هيلاري رونين، المشرفة على مجلس مدينة سان فرانسيسكو، إن المئات من السكان اليهود والمسلمين حثوها على التصويت لصالح القرار الذي تم تمريره في المدينة، وهي واحدة من أكبر المدن التي وافقت عليه. قالت رونين "بالنسبة للأشخاص مثلي، اليهود الذين لديهم أفراد عائلات في إسرائيل، من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتخذ موقفًا ضد هذه الحرب".


اقرأ/ي: مؤرخ أمريكي: واشنطن متواطئة مع جرائم "إسرائيل" في غزة

نورمان فينكلشتاين: من أجل هذا كذب بايدن لصالح "إسرائيل" في مجزرة المعمداني


وقال محمد خضر، وهو أمريكي فلسطيني أسود ومدير السياسات في الحملة الأمريكية لحقوق الإنسان الفلسطينية، إن المناصرين "يأملون أن يعترف أولئك الذين يتمتعون بسلطة التصويت المحلية أو الفيدرالية بناخبيهم الفلسطينيين".

ورفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار، وهو الإجراء الذي أيدته غالبية الأمريكيين، بحجة أن الوقف الإسرائيلي لإطلاق النار من شأنه أن "يشجع حماس".

وفي سياق متصل، صوت مجلس مدينة شيكاغو يوم الأربعاء، لصالح الموافقة على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مما يجعلها أكبر مدينة في الولايات المتحدة تقوم بذلك. وكسر عمدة المدينة براندون جونسون التعادل 23 مقابل 23 لضمان تمرير القرار.

وفي يوم الثلاثاء، خرج المئات من طلاب مدرسة شيكاغو العامة من الفصول الدراسية دعمًا للقرار.

وقال أحد السكان خلال جلسة التعليق العام التي سبقت مناقشة المجلس والتصويت: "أنت تخدم مقاطعة تعد موطنًا لأكبر عدد من السكان الفلسطينيين في أمريكا، الفلسطينيون الذين كانوا هنا لأنهم منفيون على مدار الـ 75 عامًا الماضية. على مدى أربعة أشهر، سمعتمونا بصوت عالٍ وواضح، ومن المؤسف أن الأمر استغرق كل هذا الوقت."

وحضر القس جيسي جاكسون، الناشط في مجال الحقوق المدنية، الاجتماع المؤيد للقرار. وهو واحد من العديد من الزعماء الدينيين السود في جميع أنحاء البلاد الذين دعوا الرئيس الأمريكي بايدن إلى وقف إطلاق النار.

واعترف عضو المجلس المحلي دانييل لا سباتا، أحد رعاة القرار، يوم الأربعاء بأن تصويت المدينة لن يؤثر بشكل مباشر على السياسة الدولية. وأضاف: "نحن نصوت بالتضامن. نصوت لمساعدة الناس على الشعور بأنهم مسموعون في عالم الصمت".

أزمة بايدن

وخلال أحداث انتخابية شارك فيها بايدن أو كانت للحزب الديمقراطي، ظهرت دعوات عدة لوقف إطلاق النار، ووصف بايدن فيها بـ"جو الإبادة الجماعية"، وكان بايدن حاضرًا في عدة مناسبات من هذه.

ووقعت هذه الحوادث في ولايات مثل ميشيغان وفيرجينيا وكارولينا الجنوبية وإلينوي وواشنطن ومينيسوتا، مما يشي بمهمة صعبة على الرئيس الأمريكي، في هذه الولايات غير المحسومة، في ظل دعمه غير المحدود لتل أبيب.

ويعتقد 50% ممن صوتوا لصالح بايدن في عام 2020 أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، بحسب استطلاع أجرته مجلة الإيكونوميست/يوجوف. 

وجد استطلاع حديث أجراه مركز بيو، أن بايدن يواجه نسبة رفض بنسبة 71% من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، في حين أن 49% من الناخبين السود -الذين خدموا كجزء رئيسي من الائتلاف الانتخابي الوطني للديمقراطيين لعقود من الزمن- لا يوافقون على أدائه الوظيفي.