16-أكتوبر-2018

توالت الاغتيالات بشكل مقلق في العراق (Getty)

على الرغم من انخفاض مستوى الحوادث الإرهابية في العراق عمومًا وفي العاصمة بغداد بشكل خاص في الفترة الأخيرة، إلا أن الملف الأمني لا يزال الهاجس الأكبر، حيث شهدت الأشهر القليلة الماضية جرائم اغتيال ممنهجة لشخصيات بارزة ومشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي في العاصمة، فضلًا عن جرائم خطف واغتصاب وقتل طالت أطفال في عموم البلاد.

 عبر مواطنون عراقيون عن قلقهم من تصاعد حدة جرائم الاغتيال وجرائم الخطف والاغتصاب، التي طال بعضها أطفالًا في بغداد ومناطق أخرى من البلاد

وكانت آخر حادثة شهدتها العاصمة، قد وقعت الأحد 14 تشرين الأول/أكتوبر، حين عثر على جثة رجل دين تابع للتيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر، والذي تصدرت قائمته الانتخابات العراقية الأخيرة، يدعى علي الساعدي. وظهر على جثة الشيخ التي كانت ملقاة في إحدى الساحات المتروكة شرقي بغداد، آثار رصاص.

ويأتي اغتيال الساعدي بعد أيام قليلة من مقتل الفتى حمودي المطيري، من مواليد 2003، وناشط على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، طعنًا بالسكين بعد خطفه من شارع اليرموك، غربي بغداد، وبعد أسبوعين من اغتيال وصيفة ملكة جمال العراق لسنة 2015 تارة فارس.

إثر ذلك كشف وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني في العراق قاسم الأعرجي، قبل أيام، عن المجموعة المتورطة بمقتل فارس، مؤكدًا أنها جماعة متشددة ومدربة على حد قوله، دون كشف مزيدٍ من التفاصيل حول سير التحقيقات. وقال الأعرجي في تصريح تلفزيوني إن "قتلة تارة فارس هم نفسهم من قتلوا كرار نوشي"، مضيفًا أنها "جماعات تعمل تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

يشار الى أن "كرار نوشي" هو ممثل مسرحي وطالب في كلية الفنون الجميلة قتل في العاصمة بغداد، خلال شهر تموز/ يوليو من العام الماضي، حيث عثر على جثته ملقاة شرقي العاصمة بعد يومين من اختطافه، بعد تهديدات بالقتل بسبب أسلوبه في ارتداء الملابس ومظهره.

اقرأ/ي أيضًا: ضحايا الخميس في العراق.. حملة اغتيالات ضد العارضات والعاملات في التجميل

من جانبها تحدثت مصادر أمنية رفيعة، عن تورط قيادات بارزة في فصيل مسلح، دون كشف اسمه، باغتيال عارضة الأزياء والناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي، تارة فارس، والفنان كرار نوشي، كاشفة عن صدور أوامر عليا بملاحقة تلك القيادات، فيما أشارت إلى عزم السلطات الأمنية العراقية الكشف عن بعض نتائج التحقيق في عمليات القتل التي شهدتها البلاد مؤخرًا، واستهدفت باقة من الفتيات الشهيرات.

وتوصلت السلطات بحسب تلك المصادر، إلى "معلومات مهمة" عن بعض حالات القتل تلك، وتمكنت من الوصول إلى "الجناة" ومعرفة هوياتهم.

يأتي اغتيال الساعدي بعد أيام قليلة من مقتل الفتى حمودي المطيري، من مواليد 2003، وناشط على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، طعنًا بالسكين بعد خطفه من شارع اليرموك، غربي بغداد

الى ذلك عبر مواطنون عراقيون عن قلقهم من تصاعد حدة جرائم الاغتيال وجرائم الخطف والاغتصاب، التي طال بعضها أطفالًا في بغداد ومناطق أخرى من البلاد، فيما رأوا أن اغتيال بعض الأسماء البارزة على مواقع التواصل الاجتماعي في وضح النهار وفي الأماكن العامة، هو تحدٍ للأجهزة الأمنية العراقية ودليل على نفوذ وسطوة من يقف وراء تلك الجرائم.

ويقول محسن جواد لـ "ألترا صوت"، إن "أجندات داخلية وقد تكون خارجية حتى تقف وراء تلك الجرائم، في محاولة لقتل الجمال في البلاد ونشر التشدد والخوف"، مطالبًا بمعالجة الثغرات الأمنية والكشف عن نتائج التحقيق في الجرائم الأخيرة، ومعاقبة مرتكبيها بشكل يساهم في ردع "العصابات والمجموعات المسلحة"، ووضع حد لمسلسل الاغتيالات و"الجرائم البشعة".

يشار إلى أن البلاد، سجلت مؤخرًا إلى جانب حوادث الاغتيال والقتل، جرائم خطف واغتصاب طالت أطفالًا لم تتجاوز أعمارهم العاشرة، أبرزها وقعت في العاصمة بغداد، وأعلن وزير الداخلية اعتقال مرتكبها، في حين تسجل مدن أخرى بين فترة وأخرى جرائم قتل لأسباب عشائرية وأخرى تتعلق بخلافات أسرية في أغلب الأحيان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شبح الكوليرا وغول التهميش.. البصرة وحدها تقاتل

آلاف حالات التسمم في البصرة.. مشهد مكتمل لمدينة منكوبة