28-أبريل-2018

تمثيل مشهد الإعدام في أحد الاحتجاجات ضد تنفيذ العقوبة في السعودية (رويترز)

بالرغم من ادعاءات منظومة محمد ابن سلمان الدعائية المتكررة بشأن الإصلاحات المزعومة، إلا أن الواقع الحقوقي والمعيشي، ناهيك عن السياسي، يبقى بعيدًا كل البعد بما هو أسوأ بكثير مما تحاول تصويره الماكينة الدعائية التضليلية. في هذا الخبر المترجم بتصرف عن صحيفة "الغارديان" البريطانية بنسختها الدولية، رصد لحالات إعدام متكررة في الفترة الأخيرة ضد سعوديين، متهمين بتهم غير عنيفة مثل المخدرات وغيرها من الجنح، ويعتمد على تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية المعروفة.


صرحت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن المملكة العربية السعودية أعدمت 48 شخصًا خلال الأشهر الأربعة الماضية، نصفهم بتهم المخدرات غير العنيفة. وحثت المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها المملكة على تحسين ما أسمته "نظام العدالة الجنائية المعروف عنه أنه غير عادل".

أعرب خبراء الحقوق مرارًا وتكرارًا عن قلقهم إزاء عدالة المحاكمات في السعودية

وتُعد المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي تضم أعلى معدلات للإعدام في العالم، إذ يواجه المدانون بجرائم الإرهاب والقتل والاغتصاب والسطو المسلح والاتجار بالمخدرات عقوبة الإعدام.

وقد أعرب خبراء الحقوق مرارًا وتكرارًا عن قلقهم إزاء عدالة المحاكمات في المملكة، والتي يحكمها شكل صارم وأصولي من الشريعة الإسلامية. وتقول الحكومة إن عقوبة الإعدام تُمثل رادعًا للحيلولة دون وقوع المزيد من الجرائم. وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش، "إنه لأمر سيء بما فيه الكفاية أن تنفذ المملكة العربية السعودية عقوبة الإعدام على الكثير من الناس، مع أن العديد منهم لم يرتكبوا جرائم عنيفة. وينبغي أن تتضمن أي خطة للحد من تنفيذ عقوبة الإعدام في الجرائم المتعلقة بالمخدرات تحسينات على نظام العدالة الذي لا يقدم محاكمات عادلة".

اقرأ/ي أيضًا: تأسيس مملكة محمد بن سلمان "المتهوّرة".. الحكاية من أولها

وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش أن السعودية نفذت ما يقرب من 600 عملية إعدام منذ بداية عام 2014، أكثر من ثلثها في قضايا المخدرات. وقد أُعدم ما يقرب من 150 شخصًا العام الماضي في المملكة، حيث تُقطع رؤوس المُدانين باستخدام السيف.

واقترح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المرشح التالي لاعتلاء العرشِ، في مقابلة أجراها هذا الشهر مع مجلة تايم، أن المملكة العربية السعودية قد تنظر في تغيير العقوبة في بعض الحالات، باستثناء القتل، من الموت إلى السجن مدى الحياة، في محاولة لأن يخفف من صورة السعودية "المتطرفة" بينما يسعى إلى تلميع صورة عهده المتستر بعهد والده وتجاوز عديد الملفات التي تدين السعودية داخليًا وخارجيًا أمام الرأي العام الدولي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السعودية عملاق تمويل الإرهاب في بريطانيا.. الفضيحة مستمرة

"التدخل السافر".. سياسة بن سلمان لجر السعودية نحو الهاوية