19-مارس-2020

sciencenews

الترا صوت- فريق الترجمة 

مع تكاثف الجهود على مستوى الدول والمنظمات لاحتواء وباء فيروس كورونا الجديد، بدأ الباحثون أخيرًا يتوصلون إلى بعض الملاحظات المهمة المتعلقة المرض والفيروس، وتحديد متى يكون معديًا بشكل أكبر، وذلك من أجل مساعدة السلطات والأفراد على ضبط انتشار المرض المتسارع وتجنب سيناريوهات مرعبة تتعلق بانهيار الأنظمة الصحية في حال عدم السيطرة على المرض وعدم القدرة على تلبية احتياجات المرضى. وفق موقع منظمة sciencenews

 أجزاء الفيروس الجينية (RNA) التي توجد في المسحات أو العينات لا تعني بالضرورة أن الفيروس "نشط" أو قادر على العدوى

قد يظهر على الأشخاص المصابين بفيروس كورونا الجديد، واسمه العلمي (SARS-CoV-2)، الذي يسبب مرض كوفيد-19، نتيجة "إيجابية" تفيد بحملهم للفيروس، وقد تظهر هذه النتيجة قبل أو بعد أن تبدو عليهم أعراض المرض. لكن دراسة جديدة أجريت على تسعة أشخاص أصيبوا بالفيروس في ألمانيا تشير إلى أن الأشخاص يكونون أكثر قدرة على نقل العدوى بشكل رئيسي قبل ظهور الأعراض عليهم وفي الأسبوع الأول من المرض!

وكانت الدراسة الألمانية قد أجريت على هؤلاء الأشخاص، حيث تم "عزل" الفيروسات المعدية من حوالي 17 بالمئة من "مسحات" الأنف والحلق، وأكثر من 83 بالمئة من عينات البلغم خلال الأسبوع الأول من الدراسة التي نشرت على موقع MedRxiv.org. 

وقد وجدت الدراسة أن المرضى قد أفرزوا آلاف إلى ملايين الفيروسات في أنوفهم وحلوقهم، بشكل أكثر بألف ضعف مما عليه الحال لدى مرضى "السارس"، وذلك وفق ما أفاد الدكتور كليمنز ويندتنر، مدير طلب الأمراض المعدية والمدارية في مستشفى " Munich Clinic Schwabing" الذي شارك في إجراء الدراسة. وهذا القدر من تضاعف أعداد الفيروسات لدى المصابين به قد يفسر سبب الارتفاع الهائل في معدلات العدوى بين الناس، وسرعة تفشي المرض بسبب ذلك. 

وكانت الدراسة قد بدأت على الأشخاص التسعة بعد فترة من تعرضهم للمرض، لذا لا يعرف الباحثون بالتحديد متى بدأت تكاثر الفيروسات في الجسد، لكن تبين بعد اليوم الثامن من ظهور الأعراض أن المادة الجينية للفيروس، (RNA)، ما تزال موجودة في المسحات والعينات التي أخذت منهم، ولكن دون أن يكون هنالك وجود للفيروسات التي تسبب العدوى، ما يشير إلى أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في الجسم ضد فيروس كورونا الجديد تعمل على القضاء على الفيروسات التي تخرج من الخلايا. 

وما تفيده هذه الدراسة على وجه التحديد، هو أن أجزاء الفيروس الجينية (RNA) التي توجد في المسحات أو العينات لا تعني بالضرورة أن الفيروس "نشط" أو قادر على العدوى، وذلك بحسب علي خان، عميد كلية الصحة العامة في جامعة نبراسكا في أوماها الأمريكية. لكن الإشارة غير المطمئنة في هذه الدراسة هو أن الشخص المصاب بالفيروس، ينتج أعدادًا كبيرة من الفيروسات في الأيام الأولى من الحضانة دون أن تظهر عليه أي أعراض، أو بأقل قدر من الأعرض، الأمر الذي يفسر السبب وراء سرعة انتشار العدوى بين الناس في مختلف الدول، والخوف من خروج الأمور عن سيطرة الجهات الصحّية لاحقًا عند الظهور المفاجئ والمتسارع لحالات عديدة من الإصابات، وخاصة بين كبار السنّ والأشخاص ذوي المناعة الأضعف، والذين يتأثرون بشكل كبير بالمرض وتظهر عليهم أعراض حادّة بسببه قد تؤدي إلى الوفاة. 

دراسة جديدة أجريت على تسعة أشخاص أصيبوا بالفيروس في ألمانيا تشير إلى أن الأشخاص يكونون أكثر قدرة على نقل العدوى بشكل رئيسي قبل ظهور الأعراض عليهم وفي الأسبوع الأول من المرض!

أما الجانب المطمئن من الدراسة فهو أن الشخص الحامل للفيروس تتناقص قدرته على نقل العدوى للآخرين بعد مرور 10 أيام على إصابته هو بالعدوى. 

هذا ويُذكر أن دراسات أخرى قد لاحظت أن الأشخاص الذي لا تظهر عليهم سوى أعراض خفيفة من مرض كوفيد-19 أو لا تظهر عليهم أعراض بالمرة رغم إصابتهم بالعدوى لا يتكاثر لديهم الفيروس بشكل كبير، وتقل فرصة نقلهم للعدوى للآخرين، مقارنة بالأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض أوضح.