15-فبراير-2021

مقطع من نصب ستونهنج (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أشار تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، إلى نجاح مجموعة من علماء  الآثار أخيرًا في حل لغز بناء الأحجار الزرقاء العملاقة التي يتألف منها النصب التذكاري التاريخي "ستونهنج"، الواقع في سالزبوري بلين في ويلتشير بالمملكة المتحدة.

تقدّر دراسة جديدة، بحسب تأريخ الفحم والرواسب في الثقوب، أن تكون حجارة ستونهنج قد وجدت في ويسلي 3400 سنة قبل الميلاد. وترجّح أنه تم نقلها لاحقًا  إلى ويلتشير

وكانت شبكة CNN  نفسها قد نشرت تقريرًا في عام 2019، ذكرت فيه فرضية أن الأحجار الزرقاء العملاقة والتي يبلغ عددها 43، قد بُنيت في الأساس في الجانب الشمالي من تلال ويسلي في غرب ويلز، وقد تمّ نقلها لمسافة 150 ميل/ 240 كيلومتر، لتستقر  في ويلتشير. 

اقرأ/ي أيضًا: أولويات جديدة لقواعد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في حقبة بايدن

بينما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية ما تحدثت عنه الدراسة البحثية المنشورة حديثًا، بخصوص كون أحد الأحجار الزرقاء التي يتشكل منها ستونهنج، لديه قاعدة عرضية غير عادية، تتطابق تمامًا مع ثقب كبير موجود في تلال ويسلي في ويلز، ما يؤكد أن هذا الحجر قد كان في السابق بالفعل هناك، وتمّ نقله مع باقي الأحجار لاحقًا إلى ويلتشير.

كما تشير الدراسة أنه حتى عام 2010، كانت 4 ثقوب فقط مرئية في تلال ويسلي، وتحديدًا في موقع وون ماون، وكان علماء الآثار يظنون أنها مجرّد أجزاء من دوائر حجرية. ونظرًا إلى أن الأبحاث الجيولوجية لم تكن حاسمة، تقرّر التوسّع في البحث. 

وقد عثر العلماء في العام 2017 على فتحتين حجريتين عملاقتين، وفي العام 2018 اكتشفوا بعض الثقوب الدائرية العملاقة. لكنهم انتظرو حتى عام 2021، ليؤكّدوا من خلال الدراسة الأخيرة، التي أشرف عليها الأستاذ المحاضر في جامعة لندن، باركر بيرسون،  أن النصب التذكاري ستونهنج، أحد أشهر المعالم الأثرية في العالم، قد وُجد في الأساس في تلال ويسلي في ويلز على شكل أحجار عملاقة متفرقة، وقد تمّ نقله إلى ويلتشير حيث أُعيد تجميع الحجارة وتركيبها لتظهر بالشكل الذي نراها عليه اليوم. 

تقدّر الدراسة بحسب تأريخ الفحم والرواسب في الثقوب، أن تكون الحجارة الزرقاء قد وجدت في ويسلي 3400 سنة قبل الميلاد. وترجّح أن يكون السكان الأوائل قد أخذوها معهم، خلال هجرتهم من ويسلي إلى ويلتشر. 

فيما يعتقد عالم الآثار باركر بيرسون،  المشرف الرئيسي على الدراسة، أن الحجارة التي يتألف منها ستونهنج اليوم، قد لا تكون أُحضرت جميعها من ويلز.

صورة جوية لحجارة ستونهنج الأثرية (Getty)

وعبر باركر بيرسون، في تصريحات صحفية، عن فرحته بهذا الاكتشاف، الذي حلّ لغزًا عمره أكثر من 5 آلاف سنة. وقال إنه من المدهش معرفة أن أحجارًا عملاقة نقلت في العصورة القديمة وفي مناطق  جبلية وعرة كل هذه المسافة، كما ينقُل طائر عشّه من مكان إلى آخر. وقال بيترسون بإنه وفريق بحثه محظوظون جدًا، لأن آثار 4 أحجار، إضافة إلى الدائرة الكبيرة، بقيت واضحة للعيان في ويسلي، برغم مرور آلاف السنين، ما سمح لهم بوضع فرضية علمية، والنجاح مع الوقت في التحقّق منها وإثباتها.

يعتبر نصب ستونهنج من أهم المعالم الأثرية في بريطانيا. وهو يدخل ضمن الأمكنة الأثرية المحمية منذ عام 1882. وأُضيف الموقع إلى لائحة اليونيسكو  للتراث العالمي في العام 1986. وظهرت أسطورة متداولة حول حجارة ستونهنج، للمرة الأولى قبل 900، تقول إن ساحرًا إيرلنديًا كان يقود مجموعة كبيرة من العمالقة للرقص في داوئر، ومن ثم تم بناء أحجار عملاقة فوق الدوائر التي تشكّلها آثار الأقدام، كنصب تذكاري للموتى. لكن دراسات كثيرة حول تاريخ هذا المعلم تبقي على تبرير سبب بناء المعلم بين استعماله كمعبد، أو كآلة رصد فلكي ورزنامة شمسية. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجزر وجهات للسفر الآمن في ظل جائحة كوفيد - 19.. 6 خيارات مقترحة

الملاحة الجوية في زمن كورونا.. تراجع عدد الحوادث وخسائر بالمليارات