12-يناير-2021

مدرج في مطار أتاتورك في إسطنبول (Getty)

انتشرت مطلع عام 2021، الكثير من الدراسات والإحصاءات التي  أشارت إلى انخفاض في عدد حوادث الطائرات في العام 2020، مقارنة بالأعوام السابقة. وفي الوقت الذي حاول مسؤولو وأصحاب شركات الطيران، تصوير الأمر وكأنه تطوّر كبير في عملهم لناحية رفع مستوى الأمان، وبالتالي الترويج لشركاتهم والتسويق لها، فإنّ السبب الحقيقي وراء هذا التراجع كان سببه انتشار فيروس كورونا الذي عطّل النسبة الأكبر من الرحلات، وأدى إلى إغلاق الكثير من المطارات لأسابيع طويلة. 

سجّل العام 2020 نسبة 0.27 حادث لكل مليون رحلة جوية، فيما سجّل العام 2019 نسبة 0.18 حادثة لكل مليون رحلة، ما يوضح أن حركة الملاحة الجوية كانت أكثر أمانًا في العام 2019

بحسب موقع to70 المتخصص بحركة الملاحة، تعرّضت 40 طائرة لحوادث خلال الطيران في العام 2020، من بينها خمسة حوادث قاتلة تحطّمت بها الطائرات بشكل كامل. وقد أدّت هذه الحوادث إلى مقتل 299 شخصًا. بالمقارنة، تعرّضت 86 طائرة للحوادث في العام 2019، لكن المفارقة أن عدد الضحايا كان أقل من ضحايا العام 2020، حيث بلغ 257 ضحية فقط. أما فيما يخصّ معدّل الحوادث المدمرة للطائرات بالنسبة لعدد الرحلات، وبحسب to70 دائمًا،  فقد سجّل العام 2020 نسبة 0.27 حادث لكل مليون رحلة، فيما سجّل العام 2019 نسبة 0.18 حادثة لكل مليون رحلة، ما يوضح أن حركة الملاحة الجوية كانت أكثر أمانًا في العام 2019 من العام 2020، بعكس ما تحاول بعض المواقع الترويج له. 

اقرا/ي أيضًا: ما هي أرخص شركات الطيران في العالم؟

وتشير الدراسة أيضًا إلى أن عدد الرحلات الإجمالي قد انخفض خلال العام 2020، بنسبة 44 % عن عدد الرحلات في العام 2019، بسبب جائحة كورونا. 

مفارقة أخرى في هذا المجال، وهي مفارقة مؤسفة بطبيعة الحال، هي أن أكثر من نصف قتلى حوادث الطائرات التي وقعت في العام 2020، كانوا على متن الطائرة الأوكرانية التي أسقطها صاروخ إيراني عن طريق الخطأ، بُعيد تحليقها من أحد مطارات طهران.

أثّر إذًا انتشار كوفيد 19 سلبًا على حركة الملاحة الجوية، وقلّص عدد الرحلات، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على كل القطاعات المرتبطة بالطيران، من شركات تصنيع الطائرات، إدارات المطارات، شركات الطيران، شركات الصيانة وما إلى ذلك.

بالنسبة للمطارات الكبرى حول العالم، انخفضت مداخيلها الفصلية بنسبة وسطية تقارب الـ 60 % منذ أن بدأت بإجراءات الإقفال أو تقليل عدد الرحلات، وتخفيض عدد الركّاب في الطائرة الواحدة، تنفيذًا لقواعد التباعد الاجتماعي. 

أثر انتشار فيروس كورونا سلبًا على حركة الملاحة الجوية، وقلّص عدد رحلات الطيران، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على كل القطاعات المرتبطة بالطيران

بخصوص التوقعات قصيرة المدى نشر موقع إياتا المتخصص بشؤون الطيران، دراسة توقعت أن تكون أكثر من 4.3 مليون وظيفة مرتبطة بشكل مباشر بعالم الملاحة الجوية، مهددة بشكل جدي في الفترة المقبلة، في حال استمرت أحوال جائحة كورونا على ما هي عليه.

اقرأ/ي أيضًا: أزمة كورونا تضرب قطاع الطيران.. بوينغ الأمريكية تطلب دعمًا بـ50 مليار دولار!

وبحسب تقرير آخر على الموقع نفسه، يُتوقّع أن تستمر خسائر شركات الطيران في العام 2021، بالرغم من التفاؤل النسبي الذي بثّه في الأجواء، التطورُ الحاصل في مجال لقاحات فيروس كورونا. من المرجح بحسب التقرير أن تنخفض خسائر شركات الطيران مجتمعة إلى 38.7 مليار دولار أمريكي، بعدما كانت أكثر من 118 مليار دولار أمريكي في العام 2020. 

فيما يخص مصانع الطائرات وقطع الصيانة، تتوقّع الدراسة أن يشهد هذا القطاع انتعاشًا في النصف الثاني في العام 2021، والبدء في التعافي من الخسائر التي لحقت به. مع الإشارة إلى أن الكثير من المصانع والشركات المرتبطة بصناعة الطائرات وصيانتها، كانت قد أعلنت إفلاسها في العام 2020. فعائدات هذه الشركات انخفضت من  813 مليار دولار أمريكي في العام 2019 إلى 328 مليار دولار أمريكي فقط في 2020. إذا تم احتساب التكلفة العالية والمصاريف الكبيرة في هذه الشركات، فإن السواد الأعظم منها حقّق عجزًا في ميزانه التجاري في عام 2020 الذي سيدخل التاريخ، كواحد من أسوأ الأعوام على الإطلاق في هذا المجال.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أكثر 10 خطوط جوية آمنة في العالم

إذا كنت مسافرًا في الطائرة.. تجنب هذه المأكولات