25-ديسمبر-2015

عمرو الحلو نائب رئيس اتحاد طلاب مصر(فيسبوك)

الصدمة كانت واضحة في أروقة الجامعات المصرية بعد قرار وزارة التعليم العالي حل اتحاد طلاب مصر المُنتخب، في 10 ديسمبر/ كانون الأول، بداعي ما وصفته بـ"خطأ إجرائي" في عملية التصويت، في اليوم التالي مباشرة للمهلة المحددة التي منحها الاتحاد لمسؤولي الوزارة لإعلان فوزهم رسميًا.

نائب رئيس اتحاد طلاب مصر المنتخب: "الوزارة كانت تدعم قائمة الدولة بشكل واضح وصارخ"

وجاء القرار الحكومي بـ"الحل" ليُشعل الحراك الطلابي، الذي انتابه الخمول خلال الأشهر القليلة الماضية، ويصب الطلاب غضبهم على أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، معتبرين قراره محاولة لإخماد "الثورة الطلابية" المتوقعة من وراء هذا المجلس، بعد مطالبتهم بفحص ملفات الطلاب المعتقلين وتعديل اللائحة الطلابية.

"الوزارة كانت تدعم قائمة الدولة بشكل واضح وصارخ"، كلمات حادة لعمرو الحلو، نائب رئيس اتحاد طلاب مصر المنتخب والذي جرى حلّه الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري. في حواره الخاص لـ"ألترا صوت"، أكد الحلو ضعف مبررات اللجنة القانونية المشرفة على عملية الانتخابات لـ"حل مجلس الاتحاد المُنتخب"، وهذا نص الحوار كاملًا:

كيف ترى قرار وزارة التعليم العالي بحل اتحاد طلاب مصر؟

قرار الحل وإعادة الانتخابات من جديد كان بناء على وجود أخطاء إجرائية في عملية الاقتراع حسب اللجنة القانونية وهذا هزل لا يستحق الرد، فكيف للجنة مسؤولة عن إجراء الانتخابات أن تسقط في "خطأ إجرائي" ثم تعلن وبعد 15 يومًا إعادة العملية، هذا بالنسبة لنا غير مقنع تمامًا.

حسب رأيك إذًا ماهي أسباب حل الاتحاد؟

الحقيقة أن سبب إعادة الانتخابات هو أن وزارتنا كانت تدعم قائمة "صوت طلاب مصر" بشكل واضح وصارخ وهيّ القائمة المحسوبة على الدولة، وهذا قمة الفساد الإداري، خاصة أن هذا يحصل في جامعاتنا بعد ثورة 25 يناير. وكان هذا بإيعاز من حسام الدين مصطفى أحد مستشاري الوزير، والذي دعّم القائمة المنافسة لنا، ويبدو أن النتيجة خرجت على غير هواهم وبالتالي وجدوا ضالتهم في إعادة العملية الانتخابية من جديد، في تحدٍ واضح لإرادة الطلاب.

ما وجهة نظر طلاب الجامعات فيما حدث؟

ما حدث يعتبر في حد ذاته التفافًا حول إرادة الطلاب ورغبتهم في انتخاب اتحاد حر يمثلهم وليس "اتحاد ديكور"، كما نعتبر ذلك إهدارًا للمال العام من قبل الوزارة بعد قرارها إعادة العملية من جديد.

نائب رئيس اتحاد طلاب مصر المنتخب: "قرار حل الاتحاد التفاف حول إرادة الطلاب ورغبتهم في انتخاب اتحاد حر يمثلهم وليس "اتحاد ديكور"

ماهي الإجراءات التصعيدية التي ستتخذونها ضد هذا القرار؟

سيتم الإعلان عن هذه الإجراءات بعد اجتماع مجلس اتحاد طلاب مصر برئاسة الطالب عبدالله أنور رئيس اتحاد مصر المنتخب ونائبه، وقد ندرس إمكانية اللجوء إلى القضاء.

هل كانت هناك تدخلات أو مضايقات خلال فترة انتخابات اتحاد طلاب مصر؟

كانت التدخلات موجودة من خلال شرط "النشاط الملحوظ"، وهذا الشرط مثلّ مشكلة كبيرة أمام بعض الطلاب، لأنه أولاً يُحدد أن يتحول اتحاد الطلاب من كيان نقابي يدافع عن مصالح الطلاب لكيان يقوم بأنشطة فقط، وهذا غير مقبول. كما أنه يسمح بتدخلات إدارية لشطب طلاب بعينهم، والطلاب هم وحدهم من لهم حق شطب أي مرشح من خلال عدم التصويت له في الانتخابات، لكن أن تمارس وصاية عليهم ويتم شطب طلاب بدعوى أن نشاطهم غير ملحوظ فهذا يقلل من النزاهة.

لماذا يتهم البعض اتحاد الطلاب بأنهم "خلايا نائمة"؟

لا أساس لهذه الاتهامات على أرض الواقع، لكننا نقول إن طلاب مصر الوطنيين حافظوا على جامعتهم لمدة 3 سنوات رغم ظروف البلد وكنا على قدر من المسؤولية.

هل تشعر أن الاتحاد بتركيبته الحالية غير مقبول من الدولة؟

في النهاية ما يهمنا أن يكون هذا الاتحاد مقبولًا من الطلاب، ولا يعنينا أن يكون "مرضي علينا" من الوزارة أو إدارات الجامعات، فالطلاب هم من اختارونا ولم نأت بالتعيين أو بالتوصية.

ما تعليقك على الطعون التي تم تقديمها على نتيجة الانتخابات؟

تقديم الطعون من حق أي طالب في الانتخابات، لكن المشكلة كانت في موعد حددته اللجنة للنظر في تلك الطعون ولم تلتزم به دون إعلان أي سبب وقتها.

هل ترى أن حديثك أنت ورئيس الاتحاد عن ثورة 25 يناير والطلاب المعتقلين كان له دور في إعادة الانتخابات؟

رغم أن تصريحاتنا قد تم تحويرها بصورة غير صحيحة بعد الفوز في الانتخابات، إلا أن جميع أعضاء الاتحاد المنتخبين يؤكدون أن الطلاب المحبوسين على ذمة قضايا، لهم الحق في الدعم الدراسي والمعنوي والقانوني، وسنبحث هذا الملف مع إدارات الجامعات بعد إعداد بيان شامل بعددهم والتهم الموجهة إليهم. وهناك ملفات أخرى يعوّل الطلاب علينا لإصلاحها مثل القانون الطلابي والخدمات المقدمة للطلاب داخل الجامعات وكذلك ملف الحقوق والحريات الطلابية.

من ضمن أسباب الأزمة مع الوزارة الحديث عن تضامن الاتحاد مع المظاهرات، ما تعليقك؟

حرية الرأي والتعبير حق كفله الدستور المصري وتنظمه القوانين، ومن حق الطلاب أن يكون لهم منبر يوصلون من خلاله مشاكلهم وهو اتحاد الطلاب، وفي حال لم يتم التجاوب مع مطالبهم من حقهم استخدام أي وسائل سلمية لإيصال مطالبهم ومنها الحق في التظاهر".