23-ديسمبر-2020

لقاح سينوفاك الصيني في يد حاكم ولاية ساوباولو البرازيلية (أليكسندر شنايدر/Getty)

أعلنت الصين أن مراكز الأبحاث الطبية لديها تطوّر ما لا يقل عن خسمة لقاحات لفيروس كورونا، وقد وافقت السلطات الصينية بالفعل على هذه اللقاحات، وحصل أكثر من مليون مواطن صيني على الطعم حتى الآن. وقد تقدّم عدد من الحكومات بطلبات رسمية إلى حكومة الصين للحصول على كميات من اللقاحات الجديدة، بعدما حصلت إندونيسيا على الشحنة الأولى من اللقاح الصيني Sinovac، حيث تستعد السلطات الإندونيسية لإطلاق حملة تلقيح واسعة في البلاد.

سيكون من شأن توزيع اللقاحات الصينية على عدد من الدول في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية بأسعار معقولة تعزيز أدوار الدبلوماسية الصينية ومصالحها الاستراتيجية

وذكرت شبكة BBC عبر موقعها على الإنترنت، أن اللقاح الصيني Sinovac  يعمل عن طريق استخدام جزيئات فيروسية مقتولة، لتعريف جهاز المناعة في الجسم على الفيروس، دون المخاطرة بردة فعل خطيرة للمرض. بالمقارنة، فإن اللقاحات التي يتمّ تطويرها في الدول الغربية، تعمل بتقنية MRNA، أي من خلال حقن جزء من الشيفرة الجينية لفيروس كورونا في الجسم، مما يدفعه إلى البدء في صناعة بروتينات فيروسية كافية لتدريب جهاز المناعة على مهاجمته. 

اقرأ/ي أيضًا: لقاحات كورونا تقسم العالم من جديد

أما بحسب شبكة CNN، فإنّ الصبن وعدت بإرسال مئات الملايين من جرعات لقاح فيروس كورونا إلى البلدان المجاورة لمساعدتها في مكافحة الوباء، كما وعد القادة الصينيون بإعداد قائمة جديدة من البلدان "النامية" ذات الأولوية بالحصول على اللقاحات.

من جهتها ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلًا عن أشخاص مشاركين في تطوير اللقاح الصيني Sinovac، أنه، أي اللقاح، أثبت فعاليته في المراحل المتأخرة من التجارب في البرازيل. وذكرت المجلّة أن البرازيل هي أول دولة خارج الصين،  تُتمّ المراحل الأخيرة من التجارب المتأخرة على هذا اللقاح، والتي يتم اختبارها أيضًا في كل من إندونيسيا وتركيا حاليًا.

أعلنت الحكومة الصينية عن اعتبارها اللقاح شبيهًا بالغذاء العام العالمي Global Public Food، وعن نيتها القيام بكل ما يلزم لمساعدة الدول النامية في الوصول إلى هذا اللقاح بأفضل الأسعار

وتمرّ عملية تجريب اللقاحات بخمس مراحل أساسية، حيث تتمّ  في الفترة التمهيدية تجربة على اللقاح على الحيوانات، للتأكد من عدم تشكيله خطورة على الحياة، ولمعرفة كيفية تجاوب الجهاز المناعي معه. في الجولة الثانية، يُعطى اللقاح لعدد قليل من الأشخاص تتراوح أعدادهم بين 10 و50 شخصًا. في الجولة الثالثة يتم تجريب اللقاح على مئات الأشخاص، لدراسة العوارض والمضاعفات، وتحديد تأثير اللقاح على الجهاز المناعي. وفي الجولة الرابعة يُعطى اللقاح لآلاف الأشخاص، لتحديد مدى فعاليته. والمرحلة الأخيرة هي مرحلة التنفيذ، حيث يراجع المنظمون كل النتائج ويحللونها، بهدف وضع اللمسات التنفيذية والإجرائية للحصول على الترخيص، وتصنيع اللقاح وتوزيعه. 

في الوقت الذي ترفع شركات الأدوية الأمريكية أسعارَ لقاحاتها بشكل جنوني، ستحاول الصين الاستفادة من نجاح لقاحاتها، لتوزيعها بأسعار مقبولة للدول الفقيرة والنامية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الصين في تعزيز علاقاتها الدولية. وبالتالي، ومع توارد أخبار من أكثر من بلد عن ظهور سلالة جديدة من الفيروس، فإن الفترة المقبلة ستشهد حرب لقاحات حقيقية بين أكثر من جهة، مع الإشارة إلى أن روسيا ليست تمامًا خارج هذه الحرب، حيث كانت من أوائل الدول التي أطلقت لقاحها الخاص، وهو لقاح Sputnik v وبدأت بتوزيعه بالفعل في أكثر من مدينة روسية. 

الصحيفة الصينية واسعة الانتشار South China Morning Post ذكرت أن ثلاث شركات أدوية صينية رائدة ومتخصّصة في مجال تطوير اللقاحات، قد أبرمت اتفاقات مؤخرًا مع عدد من الدول في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والأدنى، لتزويدها باللقاحات. وقد أبرمت هذه الاتفاقات، بُعيد إعلان الحكومة الصينية عن اعتبارها اللقاح شبيهًا بالغذاء العام العالمي Global Public Food ، وعن نيتها القيام بكل ما يلزم، لمساعدة الدول النامية في الوصول إلى هذا اللقاح بأفضل الأسعار، وضمن إمكانياتها وقدراتها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إخطار "برتقالي" من الإنتربول: احذروا من لقاحات كورونا المزيّفة والمسروقة

الاتحاد الأوروبي يخصص 10 مليارات دولار أمريكي لتوفير لقاحات كورونا

بايدن وزعماء أمريكيون سابقون يسعون لتعزيز ثقة الأمريكيين بلقاحات كورونا