23-أبريل-2019

يعيش الصحافيون في اليمن في واحدة من أخطر بيئات العمل في العالم (تويتر)

من أجل البقاء وإعالة أسرهم، يعمل صحفيو اليمن وسط مخاطر باتت تهدد حياتهم ومستقبلهم، حتى أصبحت المهنة نفسها تهمة يعاقب عليها، في بلد تحكمها جهات عديدة متناحرة، مدعومة من أطراف إقليمية ودولية.

شملت الانتهاكات بحق الصحفيين اليمنيين القتل ومحاولة القتل، بالإضافة إلى اعتداءات وتعذيب واختطاف وتهديد وتحريض وتشهير ومحاكمات وحجب مواقع إلكترونية

إما أن تكون معي وإلا فأنت ضدي، شعار أطراف الصراع في البلاد. فليس هناك صحفي محايد مهمته نقل الحقيقة في نظر السلطات التي تحكم البلد المتشظي بين الحوثيين وحكومة هادي من جهة، ومليشيات المجلس الانتقالي وقوات تحالف الرياض وأبوظبي من جهة أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: أبرز 4 صحفيين قتلوا خلال الأشهر الأخيرة

وبحسب تقرير المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، فإن أربعة آلاف انتهاك بحق العاملين في الصحافة، وقعت خلال عام واحد على يد طرفي الصراع.

تناول التقرير الذي يحمل عنوان "الإجهاز على الشهود" الانتهاكات، التي طالت الصحفيين والإعلاميين، والمؤسسات الإعلامية من 1 كانون الثاني/يناير 2018 حتى 30 كانون الأول/ديسمبر من نفس العام، حيث بلغت 4364 حالة انتهاك. وحسب التقرير فإن الحالات الناجمة عن الانتهاكات الجماعية جاءت في المقدمة وبواقع 4050 حالة بنسبة 92.9%؛ تلاها 202 حالة طالت الأفراد (صحافيين وعاملين) بنسبة 4.6%، في حين طالت الانتهاكات 112 مؤسسة ووسيلة إعلامية بنسبة 2.5%.

كما توزعت حالات الانتهاك على 46 نوعًا؛ جاءت في مقدمتها الانتهاكات التي طالت الأفراد بعدد 31 نوعًا بنسبة 67%؛ تلتها الانتهاكات التي طالت المؤسسات والوسائل بعدد 11 نوعًا ونسبة 24%، والانتهاكات الجماعية بعدد 4 أنواع ونسبة 9%.

بينما كانت سبع جهات رئيسية مسؤولة عن حالات الانتهاك خلال 2018، جاء في مقدمتها جماعة "أنصار الله" الحوثيون، إذ تسببت بـ4288 حالة انتهاك بنسبة 98.2%؛ وحكومة هادي بـ40 حالة انتهاك بنسبة 0.9%، وجهات مجهولة بـ20 حالة بنسبة 0.5%، والتحالف السعودي بـ6 حالات بنسبة 0.13%، فيما ارتكبت جهات إعلامية 6 حالات انتهاك بنسبة 0.13%؛ في حين رصد التقرير 3 حالات انتهاك بأثر رجعي بنسبة 0.06%، وتنظيم القاعدة بعدد 1 حالة بنسبة 0.02%.

وتوزعت الانتهاكات على 14 محافظة يمنية، في حين رصدت 5 حالات خارج اليمن، حيث جاءت العاصمة صنعاء في مقدمة المحافظات؛ بواقع 4248 انتهاكًا بنسبة 97.3%؛ تلتها محافظة تعز بعدد 26 حالة بنسبة 0.6%، وعدن 23 حالة بنسبة 0.52%، والحديدة 22 حالة بنسبة 0.50%، وذمار 7 حالات انتهاك بنسبة 0.16%، ولحج 6 حالات بنسبة 0.13%.

وكان 39 صحفيًا لقوا حتفهم في اليمن منذ اندلاع الصراع في العام 2014 وحتى 2018، فيما تعرض أكثر من ألف صحفي لانتهاكات متنوعة، فكل الأطراف تعاملت بعدائية مطلقة تجاه الصحفيين، ما يجعل البلاد من المناطق الأخطر في العالم على حياة الصحفيين.

فخلال العام الماضي 2018، الذي تعتبره منظمة "صحفيات بلا قيود" اليمنية غير الحكومية، العام الأكثر دموية، قُتل 12 صحفيًا، منهم 6 على أيدي قوات التحالف، فيما قتل الحوثيون أربعة، وقتل مسلحون مجهولون صحفيين اثنين.

شملت الانتهاكات بحق الصحفيين اليمنيين القتل ومحاولة القتل، بالإضافة إلى اعتداءات وتعذيب واختطاف وتهديد وتحريض وتشهير ومحاكمات وحجب مواقع إلكترونية، وإغلاق وقصف مقرات مؤسسات إعلامية ومنع من السفر، فيما لم يقدم مرتكبوا الجرائم بحق الصحفيين للمحاكمة.

وفقد المئات من الصحفيين مصدر رزقهم بسبب إغلاق وسائل الإعلام، ويعانون ظروفًا اقتصادية، ناهيك عن مئات الصحفيين في وسائل الإعلام الحكومية الذين تخلت الحكومة عن صرف رواتبهم بحجج غير قانونية، فضلًا عن حملات الترهيب والملاحقة التي يتعرضون لها، في مختلف مناطق البلاد.

ورصدت نقابة الصحفيين اليمنيين 38 حالة حجب وقرصنة لمواقع إلكترونية يمنية وعربية، إضافة إلى إبطاء سرعة الإنترنت. وخلال الربع الأول من العام الجاري 2019، وثقت النقابة 28 حالة انتهاك بحق أعضائها، في ظل ظروف سيئة وخطيرة يعيشها الوسط الصحفي والإعلامي باليمن.

اقرأ/ي أيضًا: مخلفات الحرب..آلاف المعاقين في جنوب اليمن

ورصدت النقابة في تقرير لها، 6 حالات اختطاف واعتقال، فيما لا يزال هناك 15 صحفيًا مختطفًا بينهم 14 لدى الحوثيين، وصحفي لدى تنظيم "القاعدة" بمحافظة حضرموت، في ظروف اختطاف غامضة منذ العام 2015. كما وثق التقرير 4 حالات اعتداء على صحفيين ومنزل أحدهم، و11 حالة محاكمة وتحقيق، علاوة على ثلاث حالات حجب مواقع إلكترونية، وحالتي منع من السفر والزيارة للمعتقلين، إضافة إلى حالة تعذيب.

من أجل البقاء وإعالة أسرهم، يعمل صحفيو اليمن وسط مخاطر باتت تهدد حياتهم ومستقبلهم، حتى أصبحت المهنة نفسها تهمة يعاقب عليها

كما تم رصد حالة قتل واحدة طالت الإعلامي زياد الشرعبي، الذي لقي حتفه في انفجار دراجة مفخخة في منطقة المخا بمحافظة تعز، أثناء زيارته للمنطقة في مهمة عمل. وشردت الحرب 400 صحفي يمني على الأقل، اضطروا للانتقال إلى مناطق أخرى سواء داخل اليمن أو إلى الخارج، حفاظًا على حياتهم وهروبًا من الملاحقات والانتهاكات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرية الصحافة لعام 2018.. العداء ضد الصحفيين يزداد عالميًا ويتضاعف عربيًا

آنا بوليتكوفسكايا واغتيال الصحافة الحرّة في روسيا