24-يونيو-2017

الخطوط الجوية القطرية صامدة أمام الحصار (أ.ف.ب)

على غرار المعركة الدبلوماسية التي تنخرط فيها القيادة السياسية لقطر مع التحالف السعودي الإماراتي البحريني، الذي بادر بقطع العلاقات مع الدوحة على جميع المستويات في الرابع من حزيران/ يونيو الماضي، تخوض الخطوط الجوية القطرية "حرب السماوات" في مواجهة الحصار الجوي المفروض عليها، بعد أن ألغت الرياض والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر تراخيص كافة الرحلات الجوية من وإلى قطر. وذلك في محاولة من هذه البلدان لخنق الأجواء أمام الشركة القطرية، الرائدة في الرحلات الجوية، والتي باتت تتفوق على جيرانها من الخطوط الجوية، وتنافس على منصب أفضل الشركات العالمية للطيران.

الحظر المفروض على الخطوط الجوية القطرية مثل خرقًا لقانون الطيران الدولي وهو غير قانوني

السعودية والإمارات تنتهكان اتفاقية "السماوات المفتوحة"

مثلما كل بلد له حدوده البرية والبحرية، فلكل دولة أيضًا مجالها الجوي الخاص بها، والتي تملك الحق في التحكم به، الأمر الذي كان سابقًا يعرقل سلاسة الرحلات الجوية، حيث كانت تضطر كل شركة طيران جوية على حدة إلى التفاوض مع نظام كل دولة، من أجل السماح لها بالمرور من أجوائها، وهو ما كان يؤثر سلبًا على حركة النقل الجوية العالمية.

ظل هذا الوضع حتى الثمانينات من القرن الماضي، حيث عقدت مجموعة من الاتفاقيات الدولية سميت بـ"السموات المفتوحة"، والتي توجت باتفاقية "شيكاغو" سنة 1994، بإشراف المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة، بغرض تحرير المجال الجوي أمام الطيران المدني، وتنظيم حركة السفر الجوية.

لكن مع الإجراء الأخير الذي اتخذته السعودية والإمارات بغلق الأجواء أمام الخطوط القطرية، صرح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، أن الرياض وأبوظبي "خرقتا القانون الدولي"، داعيًا المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) إلى ضمان حرية تحليق الطيران المدني، وفق ما تنص عليه اتفاقية "شيكاغو".

وقال أكبر الباكر في حديث تلفزيوني له مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، إن "هذا الحظر غير قانوني، لأن شركات الطيران ليست أذرعاً سياسية"، مردفًا أن الحظر المفروض على الخطوط الجوية القطرية يجرّد الشركة من حقوقها التي يضمنها القانون الدولي، كما طالب الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها القوة العظمى، بفك الحصار الجوي المخالف للاتفاقية الدولية.

وكانت شركة الخطوط الجوية القطرية قد ردّت على حملة الحصار الجوي بإعلان مصور تقول فيه "تختفي جميع الحدود، ويبقى الأفق حيث أن السماء ملكٌ للجميع وأنه يجب أن لا تُفرض عليها أيّة قيود وأن العالم ملكٌ لنا جميعاً لاستكشافه".

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي للأبحاث..الأكاديميا الحرة في مواجهة البروباغندا والاستبداد

الخطوط القطرية صامدة أمام الحصار

سعت كل من السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، من خلال الإجراءات التي اتخذتها ضد قطر، إلى تعطيل جميع رحلات الخطوط الجوية القطرية من وإلى الدول المقاطعة، وبالتالي خسارة عدد كبير من الرحلات، وتدير الشركة 52 رحلة يومية عادة إلى الدول العربية الأربع.

لكن الخطوط القطرية أكدت عدم تأثرها بحملة المقاطعة ضدها، حيث صرحت في بيان لها أن رحلاتها "تستمر من وإلى مقرها في الدوحة كالمعتاد، مع استمرار الغالبية العظمى من الرحلات بالعمل كما هو مقرر لها"، معلنة أنها سيّرت ما يقارب 1200 رحلة بين الدوحة وشبكة وجهاتها، البالغ عددها أكثر من 150 وجهة حول العالم خلال الأسبوع الأول من المقاطعة، مشيرة إلى أن %90 من هذه الرحلات قد غادرت قبل 15 دقيقة من موعد المغادرة المقرر.

وتواصل الخطوط الجوية القطرية توسعها، حيث دشنت في عز حملة الحصار الجوي المفروض عليها، خطًا جويًا مع مدينة دبلن الإيرلندية، الذي يربط المدينة بأكثر من 150 وجهة عالمية، كما أعلن المدير التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، في مقابلة له مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأن "طلبات شراء طائرات لن تُؤجل، ولن يتم تجميد الخطط التوسعية في أوروبا والهند".

كما قدمت قطر خلال الأيام الأخيرة عرضًا لشراء %10 من أسهم شركة "أمريكان أيرلاينز" بقيمة 808 مليون دولار، إلا أن الشركة الأمريكية لم تحسم قرارها حتى الآن، ووعدت بالرد في الوقت المناسب.

أكدت الخطوط القطرية عدم تأثرها بالحصار المفروض عليها بعد أن استطاعت ضمان استمرارية معظم رحلاتها وتوجهها نحو التطوير

اقرأ/ي أيضًا: خفايا السعي المحموم لإنهاء "كابوس" الجزيرة والإعلام المموّل قطريًا

طيران الإمارات وأمريكا في خندق واحد ضد الخطوط القطرية

ينظر مراقبون إلى إغلاق السعودية والإمارات وحلفائهما الأجواء أمام الطيران القطري، كإجراء يهدف بالأساس إلى تكبيد الخطوط الجوية القطرية خسائر اقتصادية، بالرغم من أن القطاع الجوي المدني غير معني بالأزمة الدبلوماسية الخليجية، كما أن الشركة تنافس بقوة، أهم خطوط الطيران العالمية.

وحازت الخطوط الجوية القطرية على جائزة "طيران العام" قبل أسبوع بباريس متفوقة على منافستها "طيران الإمارات" التي حصلت على الريادة في 2016، والجائزة هي مقدمة من رائدة تصنيفات النقل الجوي الدولي، مجموعة "سكاي تراكس"، بعد استطلاع آراء ملايين الركاب حول مدى أريحية الشركات الجوية المختلفة التي تنقلوا عبرها، وكانت الشركة القطرية قد حصلت العام الماضي على جائزة سكاي تراكس لـ"أفضل درجة رجال أعمال" أيضًا.

وغدت الخطوط الجوية القطرية في السنوات الأخيرة لاعبًا عالمياً رئيسًا في سوق الطيران عالميًا، بفضل أسطولها الجوي الضخم، المكون من أكثر من 174 طائرة حديثة، منها طائرات "الإيرباص" و"البوينغ" و"A380"، كما تتميز رحلاتها الجوية بالامتيازات الخدماتية المرفهة، التي توفر أريحية ممتازة للركاب.

قاد هذا السبق العالمي لمجموعة الطيران القطرية شركات الطيران الأمريكية الكبرى الثلاث، "دلتا" و"أمريكان ايرلاينز" و"يونايتد"، إلى شن حملة، منذ مدة، في واشنطن لدفع الحكومة الأمريكية باتجاه إعادة النظر في سياسة الأجواء المفتوحة التي تستفيد منها شركات الطيران الخليجية، وخاصة منها القطرية، بادعاء استفادة نظيراتها الخليجية من مساعدات حكومية، تجعل المنافسة غير قانونية.

وعقب تداعيات الأزمة الخليجية، تصطف هكذا مجموعتا الطيران الإماراتية، "الاتحاد للطيران" و"طيران الإمارات" مع شركات الطيران الأمريكية في خندق واحد، من أجل كسر الخطوط الجوية القطرية، خصمهم اللدود في سوق الطيران العالمي، خاصة وأن الشركة القطرية، تزداد قوة يومًا بعد يوم، بعدما استحوذت خلال العامين الماضيين على %20 من أسهم مجموعة الخطوط الجوية الدولية (IAG)، فضلًا عن خططها التوسعية الضخمة في بقاع مختلفة من العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 أخبار مضحكة في مهزلة تدليس الأهرام المصرية ضد قطر

#القائمة_مرفوضة.. النشطاء يرفضون القائمة المتداولة ضد قطر