30-يناير-2024
جو بايدن الرئيس ال46

جو بايدن الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية

جو بايدن هو اسم الشهرة للرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية جوزيف روبينيت بايدن جونيور. يتميز جو بايدن بمسيرة سياسية حافلة بدأت في أوائل السبعينات من القرن العشرين. وخلال هذه الفترة الطويلة، نجح بايدن في ترك بصمة واضحة في السياسة الأمريكية من خلال مواقفه وقراراته المؤثرة. في هذه المقالة، سنستعرض تاريخه السياسي وتأثيره على السياسة الأمريكية.

 

مولد ونشأة جو بايدن

تعود جذور عائلة بايدن تعود إلى إيرلندا، ولكن فصلًا جديدًا في تاريخهم بدأ في الولايات المتحدة مع جو بايدن. حيث تشكلت شخصيته وقيمه في بيئة متنوعة، ممهدة الطريق لمسيرته السياسية اللاحقة.

  1.  أصول العائلة 

وُلد جو بايدن في 20 نوفمبر 1942م في سكرانتون، بنسلفانيا. ووُلد في أسرة من الطبقة المتوسطة، حيث كان والده يعمل في مجال التسويق والمبيعات ووالدته كاثرين يوجينيا "جان" فِنيغان ربة منزل. وعاش بايدن طفولته في أسرة تُقدر العمل الجاد والتماسك العائلي.

  1.  الطفولة والشباب

نشأ جو بايدن في بيئة أسرية دافئة وتقليدية، وكان الأصغر بين 4 أطفال. وعلى الرغم من التحديات المالية التي واجهتها الأسرة في بعض الأحيان، إلا أنهم حافظوا على الوحدة والدعم المتبادل. وكان بايدن نشيطًا ومحبوبًا في مجتمعه المحلي، وعُرف بحبه للرياضة ونشاطه الاجتماعي.

  1.  الانتقال إلى ولاية ديلاوير

في سن العاشرة، انتقلت عائلة جو بايدن من سكرانتون إلى ولاية ديلاوير. وكان لهذا الانتقال تأثير كبير على حياته، حيث تكيف مع البيئة الجديدة، واستمر في تطوير شخصيته ومهاراته الاجتماعية. وفي ديلاوير، أمضى بايدن سنوات شبابه، مما ساهم في تشكيل قيمه ومعتقداته التي لعبت دورًا مهمًا في مسيرته السياسية لاحقًا..

 

دراسة جو بايدن

خطى جو بايدن خطواته الأكاديمية من خلال تعليم متنوع ومتعمق. بدءًا من دراسته في جامعة ديلاوير، مرورًا بجامعة سيراكيوز للحقوق، حيث شكلت هذه السنوات أساس مسيرته السياسية.

  1.  التعليم المدرسي 

تلقى جو بايدن تعليمه المدرسي في مدرسة أرتشمير أكاديمي، وهي مدرسة كاثوليكية خاصة للأولاد في ولاية ديلاوير. وعانى بايدن من مشكلة في التأتأة خلال سنواته الدراسية، مما أدى إلى تعرضه للتنمر. ومع ذلك، استطاع التغلب على هذا التحدي من خلال التفاني والعمل الجاد. كان بايدن نشيطًا في الرياضة واكتسب شعبية بين أقرانه.

  1.  التعليم الجامعي 

بعد إكمال تعليمه المدرسي، التحق جو بايدن بجامعة ديلاوير، حيث درس العلوم السياسية والتاريخ وحصل على درجة البكالوريوس. كانت سنواته في الجامعة مرحلة مهمة في حياته، حيث طور اهتمامًا بالسياسة والشؤون العامة. وبعد التخرج من جامعة ديلاوير، التحق بايدن بكلية الحقوق في جامعة سيراكيوز، حيث حصل على درجة القانون. وخلال دراسته الجامعية، تعرف بايدن على نيليا هنتر، التي أصبحت زوجته لاحقًا.

  1.  التعليم العالي 

لم يكمل جو بايدن تعليمه العالي بحصوله على درجة الماجستير أو الدكتوراه. ولكن بدلاً من ذلك حصل على درجة القانون (Juris Doctor) من كلية الحقوق بجامعة سيراكيوز. وهي درجة مهنية في مجال القانون تُعتبر بمستوى الدراسات العليا، لكنها لا تُعتبر درجة الماجستير أو الدكتوراه في التقليد الأكاديمي العام.

 

التاريخ المهني

قبل دخول جو بايدن عالم السياسة، كانت له مسيرة مهنية محدودة في مجال القانون. فبعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة سيراكيوز في عام 1968م، بدأ بايدن حياته المهنية كمحامٍ. حيث عمل في البداية في شركة قانونية في ويلمنجتون، ديلاوير. وخلال هذه الفترة، كان يعمل في مجال القانون التجاري والدفاع عن الشركات الكبيرة.

ومع ذلك، لم يستمر بايدن طويلاً في هذا المجال، حيث أدرك أنه يرغب في العمل بمجال يكون له تأثير أكبر على المجتمع. لذا، انتقل إلى العمل كمدافع عام، حيث كان يمثل المتهمين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف توكيل محامٍ. وفي هذا الدور، كان بايدن يدافع عن حقوق الأفراد، وخاصة الأشخاص من الطبقات الاجتماعية المحرومة.

كانت هذه المرحلة من حياته المهنية قصيرة نسبيًا؛ لكنها كانت نقطة انطلاق له نحو مسيرة سياسية أطول وأكثر تأثيرًا.

 

النشاط السياسي

بدأت الرحلة السياسية لجو بايدن في السبعينيات من القرن العشرين، وذلك عندما كان شابًا يافعًا في العشرينيات من عمره.

  1.  البدايات السياسية والانضمام للحزب الديمقراطي

انضم بايدن إلى الحزب الديمقراطي، وقرر دخول الحياة السياسية بعد تخرجه من كلية الحقوق. في عام 1970م، وخاض بايدن أولى تجاربه الانتخابية بنجاح عندما تم انتخابه عضوًا في مجلس مقاطعة نيوكاسل، وهي مقاطعة في ولاية ديلاوير.

خلال فترته في مجلس المقاطعة، ركز بايدن على قضايا مثل التنمية الحضرية والبيئة، وسرعان ما اكتسب شهرة كسياسي شاب واعد. وكان انتخابه دليلًا على طاقته وقدرته على التواصل مع الناخبين، وكذلك على التزامه بالقضايا التي تهم المواطنين.

  1. مسيرته في مجلس الشيوخ الأمريكي

بعد عامين فقط، أي في عام 1972م، اتخذ بايدن خطوة جريئة بترشحه لمجلس الشيوخ الأمريكي. حيث واجه في هذه الانتخابات السيناتور الجمهوري الحاكم ج. كاليب بوجز. واعتمد بايدن في حملته على التواصل المباشر مع الناخبين واستخدم استراتيجيات حديثة ومبتكرة لجذب الأصوات. وعلى الرغم من أنه كان مرشحًا شابًا وغير معروف نسبيًا، إلا أنه تمكن من الفوز بالانتخابات، مما جعله أحد أصغر الأعضاء في تاريخ مجلس الشيوخ.

انتخاب بايدن لمجلس الشيوخ كان بمثابة بداية لمسيرة سياسية طويلة وناجحة في الحزب الديمقراطي، حيث استمر في العمل كسيناتور عن ولاية ديلاوير لعدة عقود قبل أن يصبح نائبًا للرئيس وفي النهاية الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية.

  1.  أبرز نشاطاته السياسية

كان لبايدن إنجازات ومبادرات خلال فترة عمله في مجلس الشيوخ الأمريكي قبل أن يصبح نائبًا للرئيس؛ أبرزها:

  1. تولى بايدن رئاسة لجنة القضاء بمجلس الشيوخ، حيث كان له دور بارز في جلسات تأكيد تعيين القضاة في المحكمة العليا.
  2. عمل كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، حيث كان له دور فعال في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تجاه الحروب في البوسنة وكوسوفو والعراق.
  3. قاد بايدن جهود تمرير قانون الجريمة العنيفة وإنفاذ القانون عام 1994م، والذي كان يهدف إلى مكافحة الجريمة، ولكن واجه انتقادات لاحقًا بسبب تأثيره على السجون.
  4. كان بايدن من أبرز الداعمين لقانون العنف ضد المرأة، والذي يهدف إلى تقديم المساعدة لضحايا العنف المنزلي والاعتداء الجنسي.
  5. دافع بايدن عن الحقوق المدنية، وعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال مختلف مبادراته وتشريعاته.

صورة للبيت الأبيض
البيت الأبيض

الوصول إلى البيت الأبيض

مرت حياة بايدن السياسية بعدة مراحل منذ خوضه غمار السياسة إلى أن وصلت إلى منصب نائب الرئيس وصولاً إلى أعلى الهرم في الولايات المتحدة الأمريكية.

  1. العمل كنائب رئيس

اختير جو بايدن كنائب للرئيس في عام 2008م خلال إدارة باراك أوباما. وخلال فترته كنائب للرئيس من 2009م إلى 2017م لعب بايدن دورًا مهمًا في العديد من القضايا الداخلية والخارجية. وكان له تأثير كبير في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية وعمل على تعزيز السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الحلفاء الأوروبيين والتعامل مع القضايا الأمنية. كما كان له دور بارز في دفع جهود الإدارة الأمريكية لتمرير قانون الرعاية الصحية المعروف بـ "أوباما كير".

  1. الوصول إلى الرئاسة

ترشح جو بايدن لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية لعام 2020م ممثلاً للحزب الديمقراطي. حيث تمحورت حملته حول قضايا مثل استعادة الروح الأمريكية، ومكافحة جائحة كوفيد-19، وتعزيز الاقتصاد، وتحقيق الوحدة الوطنية. وبعد حملة انتخابية تنافسية، فاز بايدن بالانتخابات، متغلبًا على الرئيس السابق دونالد ترامب. وفي يناير 2021م تم تنصيبه كالرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية. وبذلك أصبح جو بايدن أكبر رئيس يتولى المنصب في تاريخ الولايات المتحدة من حيث السن.

 

يظهر جو بايدن كشخصية بارزة في السياسة الأمريكية، متميزًا بمسيرة حافلة بدأت منذ شبابه وامتدت لعقود. وساهمت تجاربه وقيادته في تشكيل السياسة الأمريكية على مختلف الأصعدة، من القضاء إلى العلاقات الخارجية. ولكن سياسته الخارجية لم تتسم بالعدالة خاصةً بما يتعلق في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي بدأت يوم 7 أكتوبر 2023م.