26-سبتمبر-2018

توم براون/إيرلندا

جلّ أحلامي على الطرقات 
أحمل مدنا.. أنقلها معي 
أغير أسماء الشوارع 
والمقاهي 
والنساء 
وأفاضل بين تشردين في العراء 
أعود لأجمع أجزائي من جديد 
قبل دخول المدينة 
قدماي تتحولان شجرتي صفصاف 
وأعيني .. محجر طير 
ونافذة لريح 
*
أدخل مدنا لست أعرفها 
مدنا.. تُخلقُ في آن الرؤيا 
وتُرفعُ أسوار حول بوابات سوداء 
وأنهر تسقي عين المكان 
ومتاحف للفن قديمة 
وتُخلق حين أكرر الرؤى 
معتقلات الأبد 

***

قد كان الزمن بخيلًا 
ثقيلًا 
كمنديل امرأة يرشحُ دمعًا ملحيًا
فوق ضباب الصورة 
*
وكان الليلُ 
والشجرُ الذي خاصم الضفة فابتعد 
وكان 
صبياً يتقافزُ فوق حصيد الصيف 
فوق خفيف الموجِ 
ويرسم للعين مسارا قديماً أعرفهُ 
والغسق القادم في زرقة باهتة.. تعرفهُ 
وهذا الذي فَتَحَ في صدري بوابات نحاس.. وأروقة معتمة 
يعرفهُ 
*
يا صبيًا يصلُ بين الزمن واللازمن 
لو تدري أني 
لو تدري أن الشجر الذي خاصم الضفة 
والوجود الكثيف اللون قرب العمه القادم 
لو تدري صورة ترسمها .. أرسمها 
أخشاها 
فأرسمها 

***

أغمض عيني عن شيء سيحدث الآن 
عند اختلاط النور بالعمه في نهاية المكان 
في نهاية الزمن 
هناك 
حين الطريق القديم ينتهي 
تتكاثف الأرواح 
*
تقول المرأة أن الليل ثقيل هنا 
يأتي مسرعًا.. كطفل يلهث 
وحين يعود.. يحمل معه كل ليلة وجهًا جديدًا 
يحمل معه  روحًا 
في رحلة دائرة 
*
مازلت موجودًا 
أشغل حيزاً من فراغ حولي 
أغمض عيني فلا ينفجر المشهد كفقاعة صابون 
لا أتحلل كأوراق الشجر بعد عاصفة الشتاء 
موجود خلف شيء يعريني أكثر 
أحاول أختبأ 
فأغدو مرئيا .. كسور مزرعة صدء 
مرئيًا.. كجراح الأرض في شمس الظهيرة 
*
أشعر بالخوف 
بالرغبة في اللاوجود 
بالرغبة أفرغ أحشائي من صور تتواتر 
وترسم رغما عني.. مشهدًا.. أعرفه 
أخادع السماء والأرض 
ويبقى 
أخادع اللغة.. ويبقى 
كقطرة حبر.. في كفن أبيض 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قمرٌ هارب من الحرب

إلى سعاد حسني.. سعادتي الأبدية