05-مايو-2023
أنطوان غريزمان

"Getty" أنطوان غريزمان

قدّم أتلتيكو مدريد بداية موسم هي الأسوأ له منذ استلام دييجو سيميوني مهمة تدريبه في العام 2011، حيث تذيّل الفريق مجموعته في دوري الأبطال، وحقق سلسلة نتائج مخيبة في مرحلة الذهاب، جعلته يترنح في النصف الثاني من جدول التدريب في بعض الفترات، لتتعالى الأصوات يومها المطالبة بإقالة المدرب الأرجنتيني وإنهاء حقبة ترصعت بلقبين في الدوري الأوروبي والدوري الإسباني، وخسارة نهائيين في دوري أبطال أوروبا.

بدأ أتلتيكو مدريد الموسم الحالي بأسوأ طريقة ممكنة، لكنّ الأمور انقلبت تمامًا بعد كأس العالم، كلمة السر كانت أنطوان غريزمان

خلال فترة تدريب سيميوني للهنود الحمر، غيرّت جميع الفرق في الدوريات الخمس الكبرى مدربيها مرة واحدة على الأقل، وبالتالي فإن سيميوني يمتلك أطول سلسلة تدريب حالية في هذه البطولات.

مشاكل دفاعية وهجومية

عانى الفريق من مشاكل لا تنتهي في فترة بداية الموسم، من الأخطاء الدفاعية وتلقي الكثير من الأهداف على عكس العادة، والعقم الهجومي وغياب الحلول الناجعة في الثلث الأخير، بالإضافة للاضطرار لإشراك أنطوان غريزمان نجم الفريق لدقائق محدودة، كي لا يدفع الفريق مبالغ كبيرة لبرشلونة بحال تخطى اللاعب عدد الدقائق المتفق عليها.

أتلتيكو مدريد

بعد العودة من كأس العالم انقلبت الأمور في الواندا ميتروبوليتانو رأسًا على عقب، الفريق استغنى في البداية عن الثنائي الهجومي البرتغالي جواو فيليكس والبرازيلي ماتيوس كونيا، الأول انتقل إلى تشيلسي بصفقة على سبيل الإعارة، وقال بعد وصوله إلى ستامفورد بريدج إن أجواء لندن وأفكار الفريق الهجومية مناسبة له أكثر، بينما انتقل الثاني إلى وولفرهامبتون، بعدما أشار والده إلى أنه بحث لابنه عن فريق له مزايا هجومية، وهذا أمر غير متوفر في أتليتكو، المفارقة أن اللاعبين لم يصيبا أي نجاح في إنجلترا، في وقت انفجرت آلة أتلتيكو مدريد الهجومية في مرحلة الإياب.

كلمة السر: أنطوان غريزمان 

قدم غريزمان كأس عالم مميّز مع فرنسا، وساهم بشكل كبير في وصول الديوك إلى المباراة النهائية، كما نجح الفريق في تحرير عقده بشكل كامل من برشلونة، وبات قادرًا على لعب الدقائق كاملةً، لتكون له البصمة الأكبر في إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة، تألّقَ اللاعب بشكل واحد فتخطى حاجز الـ 12 هدفًا في التسجيل وفي الصناعة. في الدوريات الخمس الكبرى، فقط ليونيل سبقه إلى هذا الرقم.

أنطوان غريزمان

بحسب موقع هوسكورد المتخصص، يمتلك غريزمان اليوم أعلى تقييم فردي في الدوري الإسباني، والخامس في الدوريات الخمس الكبرى، وهو مرشح فوق العادة للتتويج بجائزة أفضل لاعب في الليجا.

التحسن الملحوظ في نتائج الهنود الحمر بمسابقة الليجا، بدأ بالظهور بعد خروج الفريق أمام ريال مدريد في كأس الملك، حيث خاض الفريق عشر مباريات في الدوري قبل التوقّف الدولي في آذار\ مارس، فاز في ثمان منها، من بينها انتصار ساحق على إشبيلية بسداسية، كما انتزع تعادلًا من قلب البيرنابيو امام جاره اللدود ريال مدريد، بالرغم من أنه لعب منقوصًا لمدة نصف ساعة.

سيميوني

بعد التوقّف الدولي حقّق الفريق 12 نقطة من أصل 15 ممكنة، واكتفى بخسارة واحدة أمام برشلونة في الكامب نو بهدف نظيف، وكانت هي الخسارة الأولى للفريق في الدوري منذ الخسارة أمام برشلونة نفسه ذهابًا وبالنتيجة نفسها.

أنطوان غريزمان

بالإضافة إلى تألق غريزمان، كان هناك دور واضح للمهاجم ألفارو موراتا الذي سجل  13هدفًا، والثنائي الأرجنتيني دي بول ومولينا اللذين اكتشفا نفسهما مجدًدًا مع الفريق بعد التتويج بكأس العالم.

 انتزاع وصافة الليغا باستحقاق

النتائج مميزة لأتلتيكو مدريد دفعته إلى احتلال المركز الثاني في الدوري، متقدّمًا على ريال مدريد حامل اللقب، الفريق سجّل حتى الآن 60 هدفًا وهو نفس الهدف الذي سجّله برشلونة المتصدر. يمكن القول إن الفريق استفاد في مكان ما من تراجع مستوى الليجا هذا الموسم، وجماهيره تتحسّر بسبب بداية الفريق السيئة، وإلّا كانوا سينافسون بجدية على اللقب، ومع ذلك فإن النتائج المحققة تبثّ التفاؤل في نفوسهم بالقدرة على العودة إلى المنافسة في الموسم القادم، خاصة بحال تدعيم الفريق بصفقات جديدة.