02-فبراير-2023
gettyimages

في الفترة الأخيرة انتقدت هايلي ترامب عدة مرات (Getty)

تعتزم السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، إعلان ترشحها للانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، وبذلك تكون أول شخص يعلن عن منافسته للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن عن ترشحه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

تعتزم السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، إعلان ترشحها للانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل

وحول إعلان موعد ترشحها، غردت نيكي هايلي على حسابها في تويتر، وكتب "لدي أنا وعائلتي إعلان كبير لنشاركه معك يوم 15 فبراير! نعم، سيكون بالتأكيد يومًا رائعًا في ساوث كارولينا! تأكد من الرد على دعوة الحضور". 

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مصادر مقربة،  أن هايلي التي تقلدت منصب حاكمة ولاية ساوث كارولينا منذ 2011 وحتى 2017، قد تطلق مقطعًا مصورًا يشير إلى قرارها خلال الأسبوع الجاري.  

ويشير إطلاق هايلي هذا الأسبوع للمقطع، إلى استراتيجية تهدف إلى زيادة الحضور والحماس في حدث الإعلان، كما وصفها العديد من الأشخاص الذين تم اطلاعهم على خططها، وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنه من غير المصرح لهم بالتحدث علنًا.

ووفقًا لما نقلته شبكة "إيه بي سي نيوز"، وموقع "يو إس إيه توداي" عن مصادر مطلعة على خطط المرشحة المحتملة، فإن الإعلان سيكون في 15 شباط/ فبراير الجاري من مدينة تشارلستون. وبدورها، نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مصدر مطلع على خطط هايلي تأكيده أن الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا، ستعلن ترشحها رسميًا في 15 شباط/فبراير من مدينة تشارلستون. وكانت صحيفة "ذا بوست" التي تصدر من مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولاينا أول من أعلن خبر ترشح هايلي.

getty

ويمثل إعلان السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة المتوقع تحولًا في مواقفها، فقد أكدت هايلي في عام 2021 أنها لن ترشح نفسها لمنصب الرئيس إذا فعل ترامب ذلك، لكن في الأسابيع الأخيرة لمحت إلى احتمال ترشحها للرئاسة، عند سؤالها على الموضوع خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قائلةً: "حان الوقت لجيل جديد وقيادة جديدة، وقد حان الوقت لاستعادة بلدنا"، مضيفةً أنه "لا يمكن تحمل فترة ثانية لجو بايدن"، معتبرةً أن "الولايات المتحدة تستحق القتال، ونحن ما زلنا في البداية"، مشيرةً إلى أنه "حان الوقت لعودة شخص جمهوري للبيت الأبيض".

وفي لقاء أخر هذا الأسبوع، مع نفس القناة، أكدت هايلي  على أنها "تبحث عن مستقبل أمريكا، وإنقاذ أمريكا مهم"، وأضافت "أعتقد أن الوقت حان لجيل جديد صغير لأن يقود البلاد"، وأوضحت أن "هناك أمرين يجب وضعهما في الاعتبار قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي الترشح لمنصب الرئاسة، هما: هل الوضع الحالي يدفع باتجاه قائد جديد؟ وهل أنا ذلك الشخص الذي يمكن أن يكون ذلك القائد الجديد؟"، وتابعت "لذا، هل أعتقد أنني يمكن أن أكون ذلك القائد؟ نعم،  لكننا ما زلنا ندرس الأمور، وسنكتشف ذلك"، وأردفت "لم أخسر أي سباق أبدًا، لقد قلت ذلك في ذلك الوقت، وما زلت أقول ذلك الآن، لن أخسر الآن".

getty

وكان يُنظر إلى هايلي، التي كان والداها من المهاجرين الهنود، على أنها مرشحة رئاسية مُحتملة، بعد خدمتها في المجلس التشريعي لولاية ساوث كارولينا، كما فازت في انتخابات منصب الحاكم في عام 2010، بعد معركة شاقة في الانتخابات التمهيدية، وكانت  في البداية تعتبر أقل المرشحين حظوظًا في الفوز، لكن تم دعمها من عدد من الشخصيات في الولاية بما في ذلك السيدة الأولى السابقة لولاية ساوث كارولينا جيني سانفورد، وحاكمة ولاية ألاسكا السابقة سارة بالين، وحاول خصومها إثارة قضية أصولها الهندية، وأطلقوا إعلانًا صحفيًا أشار إليها باسمها الحقيقي نيمراتا، على الرغم من أنها كانت تُدعى طوال عمرها نيكي.

وفي حزب أضحى في السنوات الأخيرة تسيطر عليه القوى الرجعية من القوميين البيض، أصبحت هايلي نجمةً من خلال تقديم نفسها باعتبارها صورةً رمزيةً لـ"الجنوب الجديد"، ورغم كونها ناقدةً شرسةً لسياسات دونالد ترامب التقسيمية في الفترة الأخيرة، إلّا أنها كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهده، ووصفها مستشار سابق للرئيس جورج دبليو بوش بأنها "الشيء الأكثر طبيعية الذي فعله ترامب في السياسة الخارجية".

وبعد عامين من توليها هذا المنصب، أعلنت عن استقالتها بشكلٍ مفاجئ، وكانت هايلي واحدةً من الوجوه النسائية القليلة في إدارة ترامب، ونفت في ذلك الوقت أن سبب الاستقالة يعود لنيتها الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2020، وفي حينه أعلنت عن دعمها لترامب، خلال الانتخابات التي خسرها أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.

يشار إلى أن هايلي، من أشد داعمي إسرائيل، وأطلق عليها وصف "بلطجي ترامب" في الأمم المتحدة، بسبب تصريحاتها ومواقفها الخارجة عن العرف الدبلوماسي، فقد أطلقت تصريحات مثيرة للجدل، حين قالت "عهد بلطجة الأمم المتحدة على إسرائيل انتهى"، في إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان.

وكشف مقطع مصور نشر على حساب لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" استخدام مندوبة الولايات المتحدة  لدى الأمم المتحدة في ذلك الوقت أسلوب خطاب غير لائق دبلوماسيًا، وأخذت هايلي تشرح ما تقوم به من أجل الدفاع عن مصالح إسرائيل في الأمم المتحدة، قائلةً: "لماذا ارتدي حذاءً بكعب عالٍ؟ ليس من أجل الموضة بل من أجل أن أركل كل شيء أراه خاطئًا".

روت هايلي حين جرى تعيينها في منصبها بالأمم المتحدة، كيف أنها اعترضت على تعيين فلسطيني على رأس هيئة رفيعة المستوى

كما روت هايلي حين جرى تعيينها في منصبها بالأمم المتحدة، كيف أنها اعترضت على تعيين فلسطيني على رأس هيئة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة.