16-نوفمبر-2022
gettyimages

ترامب خلال إعلان ترشحه للانتخابات القادمة |gettyimages

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نيته خوض سباق الانتخابات الرئاسية نحو البيت الأبيض، في الانتخابات الأمريكية القادمة والتي من المزمع عقدها بعد حوالي عامين، متعهدًا بالفوز من جديد بمنصب الرئاسة، ويأتي إعلان ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسة في وقتٍ أبكر من المُعتاد.

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نيته خوض سباق الانتخابات الرئاسية نحو البيت الأبيض

وفي كلمة استمرت لحوالي الساعة أمام المئات من مؤيديه المحتشدين أمام مقر إقامته في مارا لاغو بفلوريدا، قال ترامب إنه "من أجل جعل أمريكا عظيمة مرةً أخرى، أعلن الليلة ترشيحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

وشن ترامب خلال كلمته هجومًا عنيفًا على الرئيس الأمريكي جو بايدن، متهمًا إياه بتدمير الاقتصاد، وجعل أمريكا تركع أمام خصومها، ومتحدثًا عن أن "بايدن يستسلم للنوم خلال المؤتمرات الدولية، وكان محلًا للسخرية في البرلمان البريطاني"، متعهدًا بمنع إعادة انتخاب بايدن لولاية جديدة، قائلًا لمؤيديه "سأضمن عدم حصول بايدن على أربعة أعوام أخرى".

وانتقد ترامب سياسة الإدارة الأمريكية الحالية، وحملها مسؤولية تراجع الولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا "لقد كانت أمريكا أمة عظيمة وكبيرة وقوية وحرة تحت قيادتي، قبل أن يجعلها الديمقراطيون بلدًا منقسمًا وراكعًا بشكل غير مسبوق". وخلال خطابه أوضح ترامب أنه "سيسعى لوضع قيود على فترات عمل المشرعين، وإعادة توظيف أعضاء الجيش الذين تم فصلهم لرفضهم الحصول على لقاح كوفيد -19"، متعهدًا بوقف ما يسمى السياسة الخضراء للديمقراطيين اليساريين، للسماح للبلاد بالانتعاش، مضيفًا بأن "المؤسسة الحاكمة في واشنطن تريد إسكاتنا، لكن لن نسمح لها بذلك، وحركتنا هي الأعظم في التاريخ، وسنستعيد القرار"، مؤكدًا عزمه على "تفكيك الدولة العميقة، وإعادة الحكم إلى الشعب".

ولعب ترامب دورًا كبيرًا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وأعلن عن دعمه العلني للعديد من المرشحين الجمهوريين الذين يتفقون مع طروحاته، خاصةً تلك المرتبطة في تزوير الانتخابات الرئاسية في عام 2020، وهو ما انعكس على الحزب الجمهوري الذي خسر غالبية مرشحيه الذين حصلوا على دعم ترامب، محبطًا آمال الحزب الجمهوري بالسيطرة على مجلس الشيوخ. ورغم ذلك، قال ترامب "رغم عدم تمكننا من الفوز بمجلس الشيوخ يجب ألا نفقد الأمل". متابعًا "لقد تم طرد نانسي بيلوسي من منصبها، وهذا أمر رائع".

وفي قضية الطاقة، اتهم ترامب الرئيس الأمريكي بأنه "تخلّى عن استقلالية الولايات المتحدة في مجال الطاقة"، وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تملك كميات هائلة من النفط تحت أقدامها، فكيف نذهب إلى دول أخرى ونطلب منها النفط؟"، معتبرًا أن "ما يحدث جنون"، مؤكداً أنه في حال فوزه "لن يسمح باستمرار الولايات المتحدة في التوسّل لمن يملك النفط"، مذكرًا بأنه حقق في مطلع ولايته "الحلم المستحيل وهو استقلالية مصادر الطاقة".

أمّا بخصوص الحدود والهجرة، قال ترامب "مدننا التي كانت سالمة وآمنة أصبحت مرتعًا للجريمة"، وتعهد  بـ"محاربة الاتجار بالمخدرات"، والضغط من أجل "تطبيق عقوبة الإعدام على تجار المخدرات"، مشددًا على ضرورة "إعادة الاحترام لعناصر الشرطة "، وخاطب أنصاره،قائلًا "بلدنا يتم تدميره أمام أعينكم".

.

وعلى المستوى الخارجي، أشار الرئيس الأمريكي السابق إلى أن العالم كان في حالة سلام خلال فترة حكمه. لافتًا النظر إلى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، قائلًا إن "الوظائف كانت تنتقل من الصين إلى الولايات المتحدة"، مدعيًا أن "الصين كانت تدفع مئات المليارات من الدولارات لأمريكا". ورغم توقيعه على اتفاقية الانسحاب من أفغانستان إلّا أن تنفيذها حصل خلال بداية ولاية الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، مما فتح المجال أمام ترامب من أجل تسجيل النقاط عليه معتبرًا أن الانسحاب كان "المرحلة الأكثر إحراجًا لأمريكا"، مشيرًا إلى أن "الإدارة الحالية تركت معدات بمليارات الدولارات هناك".

واتهم ترامب ادارة بايدن بـ"قيادة الولايات المتحدة إلى حرب نووية، مذكرًا بأنه منذ لقائه مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون وحتى نهاية ولايته "لم تطلق كوريا الشمالية أيّ صاروخ بعيد المدى". ولم تغب الحرب في أوكرانيا عن حديث ترامب، الذي قال إن "الحرب لم تكن لتحصل لو كنت أنا رئيسًا".

وفي أول رد فعل على إعلان دونالد ترامب ترشحه مرةً أخرى للانتخابات الرئاسية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن "دونالد ترامب خذل أمريكا خلال توليه منصبه"، وأرفق بايدن التغريدة التي نشرها بمقطع مُصور يتحدث عن أن "ترامب خلال رئاسته تربّع على اقتصاد مزور لصالح الأثرياء، وهاجم النظام الصحي، ودلَّل المتطرفين، وهاجم حقوق المرأة، وحرَّض العصابات العنيفة من أجل محاولة قلب فوز بايدن عام 2020".

وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، قدم مساعدو ترامب أوراقًا إلى لجنة الانتخابات الاتحادية الأمريكية لتشكيل لجنة تسمى "دونالد جيه، ترامب رئيسًا لأمريكا 2024".

ادعاءات كاذبة

من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن خطاب دونالد ترامب لم يكن دقيقًا وقدم ادعاءات مبالغ بها. وكانت بداية كشف ادعاءات ترامب، من خلال فحص جزئية الطاقة، التي قال ترامب إنه حقق  استقلالًا في مجالها لصالح أمريكا، وهذا ما نفته الصحيفة الأمريكية، مشيرةً إلى أن تخزين أكبر قدر من النفط ضمن الاحتياطي الاستراتيجي حصل خلال عهد باراك أوباما، كما أن أمريكا بقيت تستورد 7.9 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية بشكلٍ يومي في عام 2020. كما كشفت أن ترامب كذب بادعاء أن التخفيضات الضريبية في عهده كانت هي الأكبر في عهد أمريكا، مشيرة إلى أن النسب المئوية تثبت أن عهد دونالد ريغان ومن ثم باراك أوباما يسبقان ترامب.

أعربت إيفانكا ترامب عن عدم نيتها الانخراط في العمل السياسي مرةً أخرى أو المشاركة في حملة والدها الانتخابية

بدورها، أعربت إيفانكا ترامب عن عدم نيتها الانخراط في العمل السياسي مرةً أخرى أو المشاركة في حملة والدها الانتخابية، مؤكدةً على أنها ستبقى داعمةً لوالدها خارج السياسة، وعن رغبتها في منح المزيد من الوقت لأطفالها وعائلتها. كما أن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس قرر عدم دعم ترامب خلال الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، معتبرًا أن هناك خيارات أفضل. مؤكدًا على أن العلاقة بينهم انتهت وتحديدًا بعد اقتحام الكابيتول في كانون ثاني/ يناير 2021، إثر خطاب لدونالد ترامب أمام أنصاره، هاجم خلاله نتائج الانتخابات واعتبرها مزورة.