07-يناير-2023
gettyimages

شبهات فساد ابن جو بايدن قد تكون واحدةً من ملفات التحقيق (Getty)

مع انطلاق الدورة التشريعية الأمريكية الجديدة، بعد سباق طويل على انتخاب كيفين مكارثي، لرئاسة مجلس النواب، العملية التي نجحت بعد 15 جولةً، تقفز إلى واجهة النقاش خطط الجمهوريين لتعطيل إدارة بايدن فيما تبقى من الولاية الرئاسية، وذلك بعد تأكيد فوزهم بالأغلبية في مجلس النواب عقب الانتخابات النصفية التي شهدتها البلاد شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

تقفز إلى واجهة النقاش خطط الجمهوريين لتعطيل إدارة بايدن فيما تبقى من الولاية الرئاسية

ومن المزمع أن يفتتح نواب الحزب الجمهوري عملهم التشريعي بفتح عدة تحقيقات من شأنها ضرب صورة بايدن وحزبه، وفي هذا الصدد يتحدث متابعون عن خمس ملفات أساسية ستكون في الواجهة، وفي صدارتها ملف أفغانستان وملف كورونا بشقيه؛ الأول المتعلق بضياع مليارات الدولارات من خطة الإغاثة خلال الجائحة، والثاني الخاص باكتشاف أصل الفيروس. هذا إضافةً إلى أزمة الحدود الجنوبية وأزمة الطاقة وارتفاع أسعار الوقود وشبهات الفساد التي تلاحق نجل الرئيس.

getty

ملف كورونا الشّائك

في وقت عاد فيه الحديث عن موجة تفشي جديدة لفيروس كورونا في الصين، مع ما يصاحبها من إجراءات تعيد شبح الوباء، يجد الجمهوريون الفرصة سانحةً أمامهم لإحراج بايدن وإدارته في قضيتين محوريتين بالنسبة للأمريكيين في هذا الخصوص. أولاهما تلك المتعلّقة بالتسيير المالي لحزم الإعانات الخاصة بالجائحة، أو ما عرف إعلاميًا بملف "ضياع مليارات الدولارات من خطة الإغاثة من الجائحة".

ويجري الحديث عن أن الاحتيال وسوء الإدارة في هذا الملف، مما تسبب في ضياع ما يقارب الـ560 مليار دولار تم إهدارها تحت غطاء حزم الإغاثة من الجائحة. ومن المتوقع أن يدفع الجمهوريون بهذه القضية إلى أقصى حد مستغلينها في الضغط على إدارة الرئيس، خاصةً بعد انتقادهم لها "بالفشل والتواطؤ في توجيه برامج المساعدات الفيدرالية، وتحفيز التضخم بعد الإنفاق الحكومي غير المبرر عقب انحسار الجائحة".

ثاني الملفات الشائكة المتعلقة بالجائحة، هو ما تداولته عدة مصادر أمريكية وغربية عن إمكانية أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبرات معهد ووهان، والتي حصلت على تمويل حكومي أمريكي للقيام بأبحاثه عن فيروسات كورونا.

وقع أفغانستان الثقيل

لم يتجاوز الأمريكيون بعد تبعات خروجهم من أفغانستان، أو على الأصح لا يراد لهم من طرف الجمهوريين أن يتم تجاوز ذلك، بعد 20 عامًا من الاحتلال، إذ يحمّلون بايدن مسؤولية الفوضى التي رافقت عملية الانسحاب ما أدى إلى مقتل 13 جنديًا أميركيًا.

ويحملونه كذلك مسؤولية وضع طالبان يدها على الجيش الأفغاني، الذي دُفعت مليارات الدولار لتكوينه وتدريبه وتسليحه من الخزينة الأمريكية ومن أموال دافعي الضرائب. فضلًا عن مآل وضع حقوق الانسان والمرأة في هناك. وبشكلٍ عام، يتهم الجمهوريون الإدارة الديموقراطية بالتسبب في كارثة استراتيجية، تسببت وتتسبب في أضرار للأمن القومي الأمريكي.

رغم أن إدارة بايدن لم توقف الاتفاقية التي انسحبت بموجبها أمريكا من أفغانستان، بل إدارة الرئيس الجمهوري ترامب، ولكن مشهد الانسحاب من أفغانستان حصل في بداية عهد بايدن، والذي كان مشهدًا فوضويًا، وتم بطريقة سريعة وغير منظمة ودون إعداد كافي، رغم السنوات العشرين من احتلال البلاد.

 أزمة الهجرة والحدود

يصف الجمهوريون سياسة بايدن حول الهجرة بالراديكالية، ويحمّلونه مسؤولية التسبب في أسوأ أزمة حدودية في تاريخ بلادهم الحديث، لأنه قام بإلغاء سياسة ترامب "الناجحة"، من وجهة نظرهم، في كبح الهجرة. هذا وتمثلت سياسة الرئيس السابق في تضييق الخناق على حدود البلاد الجنوبية، ببناء جدار لمنع عبور المهاجرين، وهو ما أوقف بايدن استكماله، متسببًا، وفق الرواية الجمهورية، في تدفق آلاف المهاجرين إلى داخل أمريكا.

وفي هذا الصدد يتّهم الجمهوريين إدارة بايدن بالوقوف وراء "ارتفاع تهريب المخدرات والعجز عن تأمين الحدود وصرف مبالغ طائلة في أزمة مفتعلة"، في إشارة إلى المساعدات الصحية والغذائية التي يتلقاها بعض المهاجرين.

التضخم وشبح الركود الاقتصادي

يتّخذ الجمهوريون من قرار بايدن خفض استخراج "الوقود الأحفوري" الأمريكي مطيّة للهجوم على إدارته، واتهامها بالإضرار بآلاف العاملين في هذا الحقل وتصفية آلاف الوظائف ذات العائد الجيّد، إضافة إلى التسبب في ارتفاع أسعار الطاقة، جاعلين من الأمر قضية أخرى محورية في خطة الجمهوريين لشلّ عمل الإدارة الحالية.

هذا وينتقد الجمهوريون أيضاً لجوء بايدن للرياض في محاولته تدارك ارتفاع أسعار النفط، كما فشله في الضغط على السعودية من أجل ضخ المزيد منه في الأسواق العالمية، وهو ما عرّض في نظرهم صورة الولايات المتحدة للإهانة.

شبهات فساد هانتر

إضافة إلى كل هذا، من المحتمل أن يعود ملف شبهات الفساد المحيطة في ابن الرئيس، هانتر بايدن، إلى واجهة النقاش العمومي، وذلك لاتهام الجمهوريون بايدن الأب بالتستر على ما قام به ابنه. وفي هذا الصدد يعتقد النائب الجمهوري جيمس كومر، الذي يرأس في مجلس النواب لجنة الرقابة والإصلاح، بأن بايدن "متورط في الصفقات التجارية الدولية التي يديرها ابنه هانتر".

ويشتبه في أن هانتر بايدن استغل اسم والده للحصول على صفقات كبيرة من عملاء وشركات صينية وأوكرانية، وذلك دون مؤهلات تخوله الحصول على تلك الصفقات، حسب ما يروج له الجمهوريين. هذا وسبق للرئيس بايدن أن نفى صلته بأعمال ابنه هانتر، قائلا: "لم أتحدث قط مع ابني عن تعاملاته التجارية في الخارج".

getty

شبح ترامب يحوم فوق مجلس النواب

امتلك الحزب الجمهوري الأغلبية في مجلس النواب، مما يعني طريقًا سهلًا للحصول على رئاسة المجلس، ولو كانت ضئيلةً هذه الأغلبية، إلّا أن عناصر الحزب الجمهوري من الجناح الأكثر تطرفًا عملت على فرض شروطها وتصوراتها عن المجلس، ما يشي في ولاية عاصفة لمجلس النواب، ستكون بوابةً لعودة الترامبية السياسية.

عناصر الحزب الجمهوري من الجناح الأكثر تطرفًا عملت على فرض شروطها وتصوراتها عن المجلس، ما يشي في ولاية عاصفة لمجلس النواب، ستكون بوابةً لعودة الترامبية السياسية

ويمكن أن يكون عنوان الأعوام المقبلة هي فوضى مجلس النواب الأمريكي، خاصةً أن المجلس في اختباره الأولى برهن عن نوايا أعضاء الجناح المتطرف في مجلس النواب، وسيكون هناك عمل كبير ونقاشات طويلة حول التمويل وسداد الديون، فيما قد يكون كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأضعف في أمريكا نظرًا للتنازلات التي قدمها من أجل إتمام عملية انتخابه، خاصةً أن هناك تنازلات قدمها تمنح إمكانية تعطيل عمل مجلس النواب وعزله.