03-مايو-2019

ميسان سلمان/ سوريا

لونُ العدم

يتبعُ الجوعَ الموتُ

يالمعركة العدم،

بها يستكمل الخبزُ

آخر معارك الوجود

تحت بطون خاوية

خبزُكَ المأكول سلفًا

خبزُكَ شاحب اللون

ويا لهذا اللون

المسافر في الوجوه

يا لوني - المنهوب

يا لون العدم!

 

دماءٌ للتلوين

يصطبغُ النهارُ

بالضوءِ

ويسري

في العروق.

حتَّى هذا السواد

سوف يصطبغُ بالبياضِ.

في حين

يتحوّلُ الزمنُ المتوّحش

إلى بحيرةٍ للدماء

تلك الدماء

التي

للتلوين!

 

حافلةُ المشوّهين

بسرعةٍ جنونية

تقطعُ الازدحام الأعمى

وتستنبط أحكامَ سرعتها

من أرواحِ الركّاب

المكوّمين كالحصى

على مقاعدها

مع الأنفاس المتصارعة

على طول

الطريق

كما أنّ

كلّ شيء فيها

هادئٌ وجميلٌ

ما عدا

ركّابها

المشوّهين!

 

هروبٌ آخر

أُحبُّ امرأةً

تجيء

كطعنةِ آلهة

وتستنزفُ

طاقةَ الكونِ

بالرقصِ

أو بالركضِ

على شوارع الأزمنة.

تجيءُ

وخلفها النهاراتُ، والشعراءُ

يلقون بقصائدهم

في بحيرة السكر

متقاسمين رغيف الخبزِ

بدل الشِّعر

ويولولون كالعجائز.

أمّا أنا

فلا أعرفُ ما أصنع

بهذي الأيدي

ربّما

أقطعُ رأسي

وألقي به أمامها

فتقتصُّ من حنجرتي المقطوعة

كي لا أعود

إلى مهنةِ إلقاء الشِّعر

أو

أظلُّ واقفًا

كالحجرِ

على قارعة الطريق

وربّما أهربُ

أهربُ بعيدًا

من نهديها القاتلين

كقنبلةِ هيروشيما!

أهربُ منّي أمامها

أهربُ

من ذاك الحجل

الأنانيّ

المتشبّث

بقدمها اللؤلؤية

كعلامةِ خلود!

 

اقرأ/ي أيضًا:

بقلبٍ متفّحمٍ

في رثاء هند.. التي مرت من هنا