01-مايو-2019

كريستوفر برودبنت/ بريطانيا

لا زلت أمسك برائحة أصابعكَ

تلك التي أشعلتْ حرائق في غابات عنقي

آخر رشفات النبيذ التي سرت في جسدي الذي تشكّل بين يديك

رائحة معطفكَ الرمادي

الذي سحب هواء رئتيَّ عندما ودعتني

والبقعة التي تركها كحلُ عينيَّ الذائب على كتفك الأيسر

لا أزال أمسك بكل هذا

دون أن تكون معي

لأخبركَ أن ظهري الذي أوليته لكَ

في تلك الليلة

يطعن في الانكسار

وأنه ما من أحد لديًّ

لأدفن وجهي في صدره 

وأبكي كل هذا الوجع

*

 

ماضيةً

دون أن أكون قد علقتُ

في ذاكرة أحدهم

سوى أمي

التي ستبكي موتي

بصمتِ وهدوء

كما دائمًا

ستسمرُّ عيناها ربما

في صورةٍ أخذناها لكلتينا

على درج منزلنا

أمي هادئةَ

حتى في حزنها

لكنها ربما ستتعلم نواح الجدّات

ستشهق الكلمات

وهي تخبر أخواتي

أنني مضيتُ

ساخطةً

على كل شيء

على هواء البلاد

على شوارع قريتنا

سائقي الحافلات

على وجوه العباد

وربما على رحمها الذي جلبني

لهذه الحياة

ستخبرهنَّ أنني مضيتُ

بقلبٍ متفحم

عاجز عن الغفران

ولا دمع لعينيَّ

يطفئ جحيم الألم

المستعر

في قلبها؛

ذلك الجميل

الذي وهبني

لكلِّ هذا الدمار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جرذان في المقهى

ماء قليل