19-مايو-2020

تحديات جديدة تواجه ابن سلمان (Getty)

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته مؤخرًا، عن فصل جديد من فصول الصراع داخل العائلة الحاكمة في السعودية، بعد أن استعان أمراء سعوديون معتقلون، بشركات ضغط أمريكية، من أجل الضغط على واشنطن للدفع بإطلاق سراحهم. في تطور اعتبرت الصحيفة الأمريكية أنه يظهر إلى العلن الخلافات داخل العائلة الحاكمة، ويتزامن مع تحديات عديدة يواجهها ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان.

أفراد من العائلة الحاكمة في السعودية، كانوا قد اُعتقلوا في وقت سابق، استأجروا جماعات ضغط على صلة وثيقة بالرئيس الأمريكي، من أجل الضغط نحو تدخل أمريكي في قضيتهم

وأفادت الصحيفة الأمريكية، أن أفرادًا من العائلة الحاكمة في السعودية، كانوا قد اُعتقلوا في وقت سابق، استأجروا جماعات ضغط على صلة وثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل الضغط نحو تدخل أمريكي في قضيتهم، وإنهاء القمع السياسي الذي يقوده محمد بن سلمان.

اقرأ/ي أيضًا: توماس فريدمان.. تنظيف دكتاتورية ابن سلمان القذرة بالجملة

 وأفادت الصحيفة، أن مستشارًا للأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وهو أحد الأمراء المعتقلين، استعان بروبرت ستريك، وهو عضو في جماعة ضغط، ومقرب بشكل كبير من دوائر السياسات الخارجية في إدارة ترامب، من أجل تنظيم حملة لإطلاق سراحه. وحسب الملفات والوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، فإن الاتفاق نص على أن ستريك سيضغط على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، في مدة تصل إلى ستة أشهر، من أجل الإفراج عن الأمير السعودي.

تؤكد نيويورك تايمز أن  لدى ستريك علاقات مع شخصيات مهمة ونافذة في إدارة دونالد ترامب. حيث سبق وأن عمل مع المحامي الشخصي للرئيس، رودي جولياني، كما أنه مقرب من كيرستن فونتينروز، التي كانت المسؤول الرئيسي عن مجلس الأمن القومي الذي يدير السياسة الأمريكية تجاه السعودية، قبل استقالتها في أواخر عام 2018.

لم يقتصر الأمر على الأمير سلمان، حيث أن أحد كبار مستشاري ولي العهد السابق، والمعتقل في سجون محمد بن سلمان، أي محمد بن نايف، قام بتوظيف إحدى جماعات الضغط التي أشرفت على حملة ترامب الرئاسية، للضغط من أجل قضية "هجرة لأسباب إنسانية". ولا تشير الوثائق إلى الجهة التي تطلب الهجرة أو السبب وراء ذلك.

كما تواصل ممثلون عن الأميرة بسمة بنت سعود، مع محامين في واشنطن ولندن من أجل حشد الدعم لقضيتها. حيث كانت قد كشفت الشهر الماضي في رسالة أنها احتجزت بدون تهمة. غير أن ممثلي الأميرة لم يستطيعوا توظيف أي شركة ضغط، لأن الحكومة السعودية جمدت حساباتهم المصرفية.

اقرأ/ي أيضًا: لعبة السلطة في السعودية.. ابن سلمان "يكافح الفساد" بالفساد!

ورغم أن ولي العهد السعودي، يثير الجدل باستمرار من خلال سياساته، وحملات القمع السياسي المنظمة التي يخوضها باستمرار، فإنه استطاع بناء علاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي وبعض مستشاريه، على غرار جاريد كوشنير. إلا أن ولي العهد السعودي لا يحظى بنفس الصورة في أوساط الكونغرس والبنتاغون والخارجية، كما تشير الصحيفة، حيث يميل بعض المسؤولين الأمريكيين إلى القلق بشأن سياسات ابن سلمان، خاصة بعد عدة خطوات متهورة، على غرار حرب أسعار النفط التي شنها ضد روسيا، وتسببت مع تفشي وباء كورونا، بخفض أسعار النفط لأرقام قياسية، أضرت بشك حاد بقطاعات الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة.

الحملة التي يقودها ممثلون للأمراء المعتقلين، تسعى إلى استغلال القلق بين أوساط بعض المسؤولين الأمريكيين، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها ابن سلمان حاليًا 

وبالتالي فإن الحملة التي يقودها ممثلون للأمراء المعتقلين، تسعى إلى استغلال تلك الفجوة، والقلق بين أوساط بعض المسؤولين الأمريكيين، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها ابن سلمان حاليًا مع أزمة اقتصادية حادة، من خلال القيام بحملة ضغط للإفراج عنهم، بالإضافة إلى حملات علاقات عامة تهدف إلى كشف الأوضاع الحقوقية المتدهورة في المملكة، وتقديم شكاوى دولية ضد النظام السعودي الحالي.