14-أبريل-2021

أثار تعيين السفير الجديد سجالًا بشأن العلاقة مع نظام الأسد (تويتر)

في قصر الشعب بدمشق سلّم أحمد ولد إدي محمد الراظي أوراق اعتماده سفيرًا لموريتانيا في سوريا لرأس النظام السوري بشار الأسد، وحضر مراسم اعتماد السفير الموريتاني وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد ومنصور عزام وزير شؤون الرئاسة.

بالرغم من أن موريتانيا لم تكن من الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري عقب الثورة، إلا أن حدث تسمية سفير موريتاني جديد في دمشق أثار سجالًا

وبالرغم من أن موريتانيا لم تكن من الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري عقب الثورة، إلا أن حدث تسمية سفير موريتاني جديد في دمشق أثار سجالًا، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، بين رافض للخطوة ومؤيد لها.

اقرأ/ي أيضًا: تطبيع نظام الأسد.. التقاء "عربي" إسرائيلي

فمن جهة اعتبر بعض المدونين الخطوة معيبة وأن تعيين سفيرٍ لدى النظام السوري لا يلبي أي مصلحة لموريتانيا، كما لا يضر شيئًا ثورة الشعب السوري، فيما اعتبر آخرون تسمية سفير في دمشق دليلًا على اصطفاف "موريتانيا الرسمية" مع النظام السوري.

وظلّ الموقف الرسمي الموريتاني داعمًا للنظام السوري في ظل حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي رفض تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة السورية، بل تحدثت مصادر عدة أن ولد عبدالعزيز، كان قد قرر قبل انتهاء فترة عهدته الرئاسية في 2019 زيارة سوريا للقاء بشار الأسد، إلا أنه عدل عن قراره في اللحظة الأخيرة.

ويوم الثلاثاء، شجب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الخطوة الموريتانية. وقال الائتلاف في بيان له: "في الوقت الذي تتراكم فيه الأدلة حول مسؤولية النظام عن ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتؤكد فيه دول كثيرة إصرارها على معاقبة المسؤولين عن تلك الجرائم؛ نجد من ينحاز نحو المجرم ويقبل أن ينحدر إلى مستنقع الإجرام والدماء الذي يغرق فيه مع حلفائه".

وأضاف البيان أن "قيام السلطات في موريتانيا بتعيين سفير لها لدى العصابة المجرمة يأتي في هذا السياق، وهو رضوخ غير مبرر على الإطلاق للابتزازات التي تديرها أطراف تسعى لتحويل المنطقة إلى شبكة إجرامية استبدادية تقوم على البلطجة وحبك المؤامرات، وتستند إلى خلق الفوضى وفرض واقع خال من المبادئ والمثل والأخلاق وتكريس مبدأ إفلات المجرمين من العقاب".

ولم يتغير الموقف الموريتاني الرسمي من النظام السوري بمجيء الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني الذي بادر مع تسلم مهامه لتهنئة رأس النظام السوري بشار الأسد، بمناسبة العيد الوطني السوري الذي يوافق ال 17 نيسان/ إبريل من كل عام. كما شهد العام الماضي زيارات عدة قامت بها وفود موريتانية، خاصة من التيار القومي البعثي إلى سوريا للتعبير عن دعم النظام في دمشق، كما تأسست لجان برلمانية للصداقة الموريتانية السورية نهاية العام 2020.

وقلّد النظام السوري  في حزيران/ يونيو 2020، السفير الموريتاني السابق لديه بوسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، رغم أن عمله اقتصر خلال السنوات التسع الماضية على  توقيع 8 وثائق قانونية فحسب.

ويعتقد بعض المتابعين أن الخطوة الموريتانية بتسمية سفير جديد في دمشق لا يمكن قراءتها بمعزل عن التوجهات العربية الجديدة للتطبيع مع النظام السوري، خاصة منها تلك التي تقودها وتدعو لها الإمارات العربية المتحدة.

يعتقد بعض المتابعين أن الخطوة الموريتانية بتسمية سفير جديد في دمشق لا يمكن قراءتها بمعزل عن التوجهات العربية الجديدة للتطبيع مع النظام السوري

يُذكر أن تعيين السفير الموريتاني الجديد يأتي بعد مضي 7 أشهر على انتهاء مهام سفير موريتانيا السابق لدى النظام السوري، وسبق للسفير الجديد أن كان وزيرًا سابقًا للدفاع (آذار/ مارس 2011 وحتى آب/ أغسطس 2014)  ووزيرًا سابقًا للتعليم الأساسي (16 كانون الأول/ ديسمبر 2009 إلى غاية 20 آذار/ مارس 2010).

 

اقرأ/ي أيضًا:

 القصة الكاملة لـ"غزل" أبوظبي وبشار الأسد