19-فبراير-2017

لقطة من فيلم Amour (Cinema Autopsy)

الطريق (La strada)، ليالي كابريا "Nights of Cabiria" ،"½8"، أنا أتذكر (Amarcord)، تقريبًا جُلّ أفلام المخرج العبقري فيدريكو فيلليني حازت على جائزة الفيلم الأجبني، تلك الجائزة التي ينتظرها جُلّ متابعي حفل توزيع جوائز الأوسكار سنويًا. وإلى جانبها أي الكثير من أفلام مواطنه فيتوريو دي سيكا، بأفلامه ماسح الأحذية (Shoeshine) وسارق الدراجة (The Bicycle Thief) البارحة، اليوم وغدًا (Yesterday, Today and Tomorrow)، كما كان للأفلام الفرنسية نصيب منها، كفيلم المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، ليلة أمريكية (La Nuit américaine).

مع هذا الافتتان الإيطالي والفرنسي منذ الأربعينيات إلى منتصف السبعينيات، كرس للجائزة الأمريكية وجهة نظر يعمد إليها النقاد ولجنة التحكيم في الالتفات سينمائيًا خارج أمريكا. هذه المكانة الإيطالية إضافةً لوجود أسماء كهذه في قوائم الجائزة يمنحها أيضًا بعدًا تاريخيًا مؤثرًا بالنظر إلى القيمة الفنية وخصوصية الأفلام.

جل أفلام المخرج العبقري فيلليني حازت على أوسكار الفيلم الأجبني، تلك الجائزة التي ينتظرها متابعو حفل توزيع جوائز الأوسكار سنويًا

ليس هذا فقط، بل كانت محطة أوروبية وأسيوية لمعاينة الإنتاج السينمائي الآخر، في سينما لا تقوم على حدودٍ وأعراق، وهذا جوهريًا ما بات يُنسف شيئًا فشيئًا بالنسبة للولايات المتحدة، فقد تصاب هذه الجائزة بعطبٍ ما هذا العام، جراء قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمنع جنسيات مختلفة من دخول أراضي الولايات المتحدة.

وعليه جاء رد المخرج الإيراني أصغر فرهادي المرشح لهذه الجائزة بفيلمه "البائع الجوال" (The Salesman) وهذا ليس الترشيح الأول له، فقد حاز على هذه الجائزة عن فيلمه انفصال (Separation) وقد صرح فرهادي في بيان نشره سابقًا في صحيفة نيويورك تايمز قائلًا: "إن إدارة ترامب تشبه المحافظين الإيرانيين، لأن الاثنين يستغلان الخوف من الغرباء لتبرير السلوك المتعصب والمتطرف للأشخاص ضيقي الأفق".

وأضاف أيضًا: "حتى يفهموا العالم ما من خيار أمامهم إلا النظر إليه من خلال منظور نحن وهم فيه، الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة فحسب ففي بلادي الأمر نفسه" وضمت بطلة الفيلم ترانة عليدوستي صوتها إلى صوت المخرج، معلنةً مقاطعتها للحفل، احتجاجًا على قرار الرئيس الأمريكي الذي وصفته بالعنصري.

اقرأ/ي أيضًا: "توني إردمان".. ضد الرأسمالية الأوروبية الجديدة

الكثير من المحددات الفنية والسينمائية قد تصاب بالفشل جراء قرارات سياسية، هذا ما لا نتأمله، أن لا تُسييس جائزة وأن لا تصبح الجنسية أمرًا يؤخذ بعين الاعتبار بالعلاقة مع العمل السينمائي. وبالعودة إلى خمس وعشرين سنة أيّ بداية التسعينيات لاسترجاع الأفلام التي حازت على هذه الجائزة. لنجد معها إنصافًا واعترافًا، رغم أن الجائزة ليست إلاّ اعتراف مجموعة أشخاص بجودة وأفضلية أمر ما على آخر.

1) 1990

في الدورة الـ 63 للأوسكار، حاز الفيلم الفرنسي رحلة أمل (Journey of Hope) للمخرج إكزافييه كوليه، يتحدث الفيلم عن عائلة تركية فقيرة تحاول الهجرة إلى سويسرا.
 

 


2) 1991

حاز الفيلم الإيطالي البحر الأبيض المتوسط (Mediterraneo) للمخرج غابرييل سلفادوريه. في الحرب العالمية الثانية، تحتل وحدة من الجيش الإيطالي إحدى الجزر المعزولة في البحر المتوسط.
 


3) 1992

كانت الجائزة من نصيب الفيلم الفرنسي أندوشينا (Indochine) للمخرج ريجيس فارنييه، الفيلم هو قطعة مأخوذة من تاريخ الهند الصينية بين العشرينيات والخمسينيات، عندما كانت مستعمرة فرنسية.
 


3) 1993

راحت الجائزة للفيلم الإسباني (Belle Époque) للمخرج فرناندو تروبيا، حكاية الجندي فرناندو الذي يعيش مع عائلة فيها أربع بنات، يقعنّ في غرامه.
 


5) 1994

حاز الفيلم الروسي أحرقته الشمس (Burnt by the Sun) للمخرج نيكيتا ميخالكوف، أحد أهم المخرجين في روسيا والعالم، ممن تُدرس مناهجهم وأفلامهم في معاهد التمثيل، يروي الفيلم قصة شاب روسي لم يتحمل الضغط السياسي والنفسي إبان الثورة والحرب الأهلية في روسيا، فتجند للخدمة في المخابرات الستالينية من أجل أن يعيد حبه الذي سلبه منه قائد ثائر.

 


6) 1995

فيلم أنطونيا (Antonia's Line) حاز على الجائزة عام 1995 للمخرجة الهولندية مارلين جوريس، في عملها النسائي هذا الذي يقارب أدب أمريكا الجنوبية بواقعيته السحرية، تروي المخرجة حكاية المربية الهولندية أنطونيا.


7) 1996

الفيلم التشيكي كوليا (Kolya) للمخرج جان سفيريك، قصة عازف تشيللو خمسيني أعزب، يعيش في تشيكوسلوفاكيا «عشية ما يسمى الثورة المخملية على السيطرة السوفيتية» في أواخر العقد الثامن من القرن الماضي.
 


8) 1997

الفيلم الهولندي شخصية (Character) للمخرج مايك فان ديم، يعيش جاكوب بصمتٍ مع والدته، ولاتجمعه أية علاقة أو تواصل مع والده، يحلم بأن يصبح محاميًا.

 


9) 1998

الفيلم الإيطالي الحياة حلوة (Life Is Beautiful) للمخرج روبيرتو بينيني، أحد أهم الأفلام التي تتناول الهولوكوست في موضوعها، ولكن بعيدًا عن مشاهد التعذيب والدمار، في الحياة حلوة يحاول أب أن يصور الحرب لابنه على أنها لعبة ويجب عليهم الاستمرار فيها حتى الفوز.


10) 1999

الفيلم الإسباني الأشهر للمخرج بيدرو ألمودوفار، كل شيء عن أمي (All About My Mother) يتوفى ابن مانويلا التي تعمل في جمعية للتبرع بالأعضاء، يوم عيد ميلاده الـ17 في حادث سير خلال إصراره على أخذ توقيع ممثلته المفضلة، لتوافق بعدها على منح قلب ابنها لشخص آخر، لا تتوقف تفاصيل الفيلم هنا، بل تكملها تفاصيل مدريد والأم وصديقها، ويتداخل في عوالمه، عوالم أخرى فنية ومسرحية.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Silence": هل يستحق المشاهدة؟


11) 2000

الفيلم التايواني (Crouching Tiger, Hidden Dragon) للمخرج أنج لي، فيلم المغامرة الذي يروي قصة اثنين من المحاربين في سعيهم وراء السيف المسروق.
 


12) 2001

الفيلم البوسني الأرض المحايدة (No Man's Land) للمخرج دانييس تانوفيش، يروي الفيلم حكاية جنديين عالقين في خندق، خلال الحرب الأهلية المشتعلة في تسعينيات القرن العشرين، يحاولان الاستعانة بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإنقاذهما.
 


13) 2002

الفيلم الألماني لامكان في أفريقيا (Nowhere in Africa) للمخرجة كارولين لينك، يروي حكاية هجرة العائلة اليهودية الألمانية عام 1930 للعيش في كينيا.

 


14) 2003

الفيلم الكندي غزوات بربرية، (Les invasions barbares) للمخرج الكندي دنيس أركان، حكاية رجل يعاني المرض والكآبة وهو على فراش الموت، في نهاية أيامه يحيط به من يحبهم من أصدقائه وعائلته، ولكن ليست الحكاية بهذه المثالية، ولا يعتبر حب الآخرين هذا نتيجة حتمية للحياة. في الفيلم دعوة للتفكير والتأمل بأبعاد أخرى للحياة والعيش.

اقرأ/ي أيضًا: نسخة جديدة من فيلم "سكارفيس" يخرجها الأخوان كوين

 


15) 2004

الفيلم الإسباني الشهير البحر بداخله (The Sea Inside) أحد أهم أدوار الممثل الإسباني خافيير بارديم، للمخرج أليخاندرو أمنيبار، تفاعل بصري وفكري عميق يجوب تفاصيل الفيلم، الذي يروي حكاية رجل مصاب بشلل رباعى يمنعه من ممارسة حياته بصورة طبيعية مما يدفعه مرارًا إلى التفكير فى الانتحار، قد يبدو الأمر سهلًا، ولكن فى حالة كهذه، يبدو الأمر شبه مستحيل، فهو لا يقوى على تحريك أطرافه، بالإضافة لتجريم عقوبة الانتحار في إسبانيا.
 


16) 2005

المرة الأولى التي يحصل فيها فيلم من جنوب أفريقيا على جائزة أفضل فيلم أجبني في الأوسكار، أمّا القارة فقد حصلت قبلها على جائزة لفيلم جزائري ناطق بالفرنسية. الفيلم تسوتسي (Tsotsi) للمخرج جافين هود، الحكاية تجري في أحياء جوهانسبورغ الفقيرة، والتي يعيش فيها صبي ملقب بتسوتسي، يمتهن الإجرام. الفيلم يجسد رحلة الصبي باحثًا عن ذاته، في عالم يملؤه الفقر والجريمة.
 


17) 2006

حاز الفيلم الألماني الشهير حياة الآخرين (The Lives of Others) للمخرج فلوريان هنكل فون دونرسمارك، في برلين الشرقية عام 1984 توظف الحكومة شخصًا للتنصت على كاتب معارض للحكومة، ولكن المتنصت ريثما يشعر بالألفة مع حياة ذلك الكاتب.


18) 2007

الفيلم الألماني المزورون (The Counterfeiters) للمخرج ستيفان روزوفيسكي، ويروي الفيلم حكاية أكبر قضية تزوير في تاريخ ألمانيا، خلال الحرب العالمية الثانية.
 


19) 2008

الفيلم الياباني المغادرون (Departures) للمخرج يوجيري تاكيتا، هو حكاية عازف التشييلو يفقد عمله مع الأوركسترا، فيجد عملًا في تكفين ونقل الموتى لتبدأ علاقته اليومية مع الأموات جراء ملامستهم الدائمة ووجوده بالقرب من تلك الأجساد الميتة.
 


20) 2009

الفيلم الأرجنتيني السر في عيونهم (The Secret in Their Eyes) للمخرج خوان خوسيه كامبانيلا، يقوم المستشار القانوني بكتابة رواية على أمل إيجاد حلّ لإحدى الجرائم التي عجز عن حلها قبل 13عامًا.

اقرأ/ي أيضًا: "Land of Mine".. حروب الدنمارك التي أغفلها التاريخ

 


21) 2010

حاز الفيلم الدنماركي في عالم أفضل (In a Better World) للمخرجة سوزان بير، يروي الفيلم حكاية طبيب سويدي يضطر لترك عائلته والسفر للعمل في السودان.


22) 2011

حاز الفيلم الإيراني الشهير انفصال (A Separation) للمخرج أصغر فرهادي، قضية طلاق يختلف عليها زوجان، تُفتح بعدها على تداعيات أخرى من حياتهما، وعلاقتهما بالأشخاص الموجودين في محيطهم. الإيمان والصدق والانتقام، معايير تواجهها الشخصيات في واحد من أفلام فرهادي التي تقودك في رحلة للبحث والتأمل.
 


23) 2012

فيلم المخرج الألماني مايكل هاينيكه، حب (Amour) لطالما قدم هاينيكه أفكاره ووجهة نظره بطرق استثنائية إلى حد التطرف بها، كالقتل والخوف والحب، كلها تفاصيل مجردة تصبح في عالم المخرج مفارقات تعيش عليها الأبطال، فيلم حب هو إحدى التصورات التي يقدمها، عن حب زوجين عجوزين.
 


24) 2013

الفيلم الحائز على جائزة أفضل أجنبي عام 2013 الجمال العظيم (The Great Beauty) رائعة المخرج الإيطالي باولو سورنتينو، والذي لطالما عُرف عنه تجسيده لأفلام فيدريكو فيلليني ولكن بوجهة نظره، بينهما مفارقات عديدة أهمها، مدينة روما وذلك التصوير الباروكي لها. يرصد الفيلم بعض التفاصيل من حياة جب غامباردلا، الذي يهوى المرح والاحتفالات، ولكن الأمور تختلف معه، حالما يصل لعمر الـ65.
 


25) 2014

الجائزة لعام 2014 نالها الفيلم البولندي إيدا (Ida) للمخرج باول بابلوفسكي، تدور أحداث الفيلم حول الفتاة إيدا، التي تربت في أحد الأديرة، في بولندا بعد خمس عشرة سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تبدأ بالبحث عن رفات والدها ووالدتها.
 


26) 2015

أحد أهم الأفلام لعام 2015 الفيلم المجري ابن شاؤل (Son of Saul) وأكثرها إشكالية من حيث الموضوع، وتأثيرًا باعتباره أول عمل للمخرج المجري لازلو نيمس، ويقدم طرحًا مختلفًا عن الأفلام التي تناولت موضوع الهولوكوست، في الفيلم يبحث شاؤل بين آلاف اليهود عن من يصلي على ابنه، الذي تخيل أنه أحد الناجيين من غرف الغاز بالقليل من الأنفاس.

 


 

27) 2016

الفيلم الحائز على أوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام 2016 كان الفيلم الإيراني البائع المتجول (The Salesman) للمخرج أصغر فرهادي، مأخوذ عن مسرحية الكاتب الأمريكي أرثر ميللر، يروي حكاية زوجين ينتقلان إلى شقة جديدة، بعد تعرض البناء الذي يسكنون فيه للهدم، هناك تبدأ قصة ومرحلة جديدة من حياتهما، وكما هي أفلام فرهادي تضم الرحلة، والتعرف واكتشاف الآخر.

 

28) 2017 

الفيلم الذي حاز على الجائزة في العام 2017 هو الفيلم التشيلي A Fantastic Woman، وهو فيلم دراما من إخراج سباستيان ليليوويروي قصة امرأة متحولة جنسيًا في سانتياغو، تشيلي، وتعمل مغنية ونادلة في مطعم. 

 

 

29) 2018

حصل فيلم "روما"  على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي للعام 2018 وهو فيلم من إنتاج شركة نتفليكس، من سيناريو وإخراج ألفونسو كوارون، وهو أول فيلم مكسيكي يفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وهو فيلم مستوحى من طفولة المخرج نفسه وخادمة ساعدت في تربيته، وقام ببطولته ممثلون وممثلات هواة أو غير معروفين في الوسط الفني كثيرًا. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:
10 أفلام تستحق المشاهدة من مهرجان صندانس السينمائي
فيلم "حريق في البحر".. مزيج من الحالات الإنسانية