08-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت-فريق التحرير

تظاهر مئات الآلاف من الإثيوبيين في عدة مدن دعمًا لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد في حربه ضد فصائل المعارضة التي تقودها جبهة تحرير شعب تيغراي، وذلك بالتزامن مع تقدم مسلحي المعارضة صوب العاصمة أديس أبابا.

أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن جهود الولايات المتحدة في محاولة إقناع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي بوقف الحرب الأهلية في إثيوبيا باءت بالفشل

واحتشد الالاف من الإثيوبيين في ميدان الصليب وسط العاصمة أديس أبابا للتنديد بجبهة تحرير تيغراي والفصائل المتحالفة معها، والتأكيد على دعم الحكومة الإثيوبية وقوات الجيش. وندد المتظاهرون بدعوات الولايات المتحدة وبعض الدول الأفريقية إلى وقف إطلاق النار بعد اشتداد وتيرة المعارك، إذ كان مجلس الأمن بالإضافة للولايات المتحدة وكينيا وأوغندا والاتحاد الأفريقي قد دعوا خلال الأيام الماضية إلى وقف إطلاق النار.

وقد أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن جهود الولايات المتحدة في محاولة إقناع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي بوقف الحرب الأهلية في إثيوبيا باءت بالفشل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالخارجية الأميركية قوله إن "واشنطن تحاول الدفع باتجاه حل سلمي لكن الحقائق تشير إلى أن الأطراف المتحاربة لا تريد ذلك"، وأوضح المسؤول الأميركي أن "واشنطن استخدمت منع التأشيرت والعقوبات التجارية والتهديد بالعقوبات الاقتصادية وأرسلت وفودًا دبلوماسية وسناتورًا أمريكيًا محملًا برسالة خاصة من الرئيس جو بايدن، لكن دون جدوى".

هذا وقد أفاد مصدر دبلوماسي لقناة الجزيرة عن تعثر مساعي المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي يزور العاصمة أديس أبابا لوضع حد للصراع القائم هناك، وذكر المصدر أن "إثيوبيا رفضت مقترحًا من فيلتمان لإجراء مفاوضات غير مشروطة، إذ تصنف الحكومة الإثيوبية جبهة تيغراي باعتبارها جماعة إرهابية وتطالب بانسحاب مسلحيها فورًا من إقليم أمهرة من دون شروط مسبقة، وأضاف المصدر الدبلوماسي أن "الجانبين الأميركي والإثيوبي اختلفا بشأن طبيعة المفاوضات، إذ قالت أديس أبابا إنها هي من تحدد ذلك من دون تدخل أطراف خارجية".

وتعتزم وزارة الخارجية الكندية إجلاء جميع أفراد أسر موظفي السفارة الكندية في إثيوبيا إلى جانب موظفي الدعم، وذلك في ظل تواصل النزاع المسلح في البلاد، ففي بيان لها قالت أن "الوضع في إثيوبيا يتغير بسرعة ويتدهور، أمن المواطنين الكنديين ضمن أولويتنا، لذلك تم اتخاذ قرار بإجلاء جميع أفراد أسر موظفي السفارة الكندية، وأيضًا موظفي الدعم، من إثيوبيا". وأشار البيان إلى "أن السفارة في أديس أبابا ما زالت تواصل عملها"، فيما أمرت الولايات المتحدة  دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا، كما نصح لبنان والأردن رعاياهما الموجودين في إثيوبيا بمغادرتها في أقرب فرصة ممكنة.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد وجه أمس رسالة إلى الشعب الأثيوبي يدعوهم فيها إلى الصمود. وكتب آبي أحمد على  صفحته الشخصية في فيسبوك "آخر أصعب مخاض هي لحظة ولادة الطفل، ويعد هذا أيضًا وقتًا صعبًا بالنسبة إلى ولادة الأبطال". وأضاف أحمد "لدينا ضعف عدد الأصدقاء الذين أداروا ظهورهم لنا.. جمع الأوراق لا يجعلها تعمل، لكن جمع الأوراق يجعل الغابة لا تقهر". وأشار رئيس الوزراء إلى أن "هناك تضحيات يجب القيام بها، لكن تلك التضحية ستشتري إثيوبيا وتضعها على الصخر". وتابع قائلًا أن "الصعاب زادت من قوة الإثيوبيين، وأظهر منافسيهم لهم طرقًا أخرى".

وفي نفس السياق نشر آبي أحمد تغريدة على حسابه على تويتر أكد فيها أن "بلاده ستواصل مواجهة تحدياتها الراهنة، في وحدة لا تتزعزع، وأنه سيظل مع شعبه على طريقهم نحو القمة بشموخ وبمرونة نحو الأمام"، وأضاف أن "بلاده تتمتع بإمكانيات كبيرة وثروة ثقافية وتاريخية ووطنية هائلة".

بالمقابل أكدت جبهة تحرير شعب تيغراي أنه لن يحدث "حمام دم" في حال دخل مقاتلوها العاصمة أديس أبابا لإسقاط حكومة أبيي. إذ قال غيتاتشو رضا المتحدث باسم جبهة تيغراي في مقابلة ليلة الأحد مع وكالة فرانس برس أن "القول بأن سكان أديس أبابا معارضون لنا بشدة مبالغ فيها تمامًا". وأضاف "أديس أبابا عبارة عن بوتقة، الناس بكل الاهتمامات يعيشون فيها، الزعم بأنها ستتحول إلى حمام دم في حال دخلنا العاصمة سخيف تمامًا". وأكد الناطق الإعلامي  أن "السيطرة على العاصمة الإثيوبية ليس هدفًا للجبهة'، موضحًا أن "هدفهم هو التأكد من أن رئيس الوزراء آبي أحمد لا يشكل تهديدًا لشعبنا".

ولم يستبعد مقاتلو جبهة تحرير تيغراي وحلفاؤهم من جيش تحرير أورومو، الزحف باتجاه أديس أبابا، في أعقاب إعلانهم في نهاية الأسبوع الماضي استعادة مدينتَي ديسي وكومبولشا، فقد أكد الناطق الإعلامي بإسم الجبهة أن مقاتليهم يتقدّمون نحو الجنوب ويقتربون من مدينة  أتاي التي تبعد 270 كيلومترًا شمال العاصمة أديس أبابا، وكذلك نحو الشرق باتجاه مدينة ميل الواقعة على الطريق المؤدي إلى جيبوتي وهو الأساسي لإمدادات أديس أبابا.

أمام التقدم المتسارع للقوات المناوئة للحكومة أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي برئاسة آبي أحمد عن فرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد بدءًا من 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي

وأمام التقدم المتسارع للقوات المناوئة للحكومة أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي برئاسة آبي أحمد عن فرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد بدءًا من 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ويشار إلى أن الصراع الدموي بين الحكومة المركزية وجبهة تحرير تيغراي الذي اندلع في تشرين الثاني/ نوفمبر 202 قد تسبب في مقتل آلاف المدنيين وتشريد ما يقرب من مليوني شخص وتعريض مئات الآلاف لخطر المجاعة بحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة يونيسف بالإضافة للانتهاكات الجنسية بحق المدنيين.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

باختصار.. كل ما تريد معرفته عن الصراع في إقليم تيغراي