20-أبريل-2021

وقفة تضامنية في العاصمة الإيطالية روما (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير 

صرح منسق المساعدات الأممية العاجلة ونائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن بأن العنف الجنسي يستخدم كسلاح حرب في منطقة تيغراي الإثيوبية. وأفاد لوكوك، أن الأوضاع الإنسانية في تيغراى تدهورت خلال الأشهر الماضية في ظل تحديات تتعلق بعدم وصول المساعدات وموت الناس بسبب الجوع والقتل. وكان لوكوك قد غرد على تويتر في وقت سابق بالقول "تزداد الحالة الإنسانية سوءًا في تيغراي، فيما تظهر تقارير عن هجمات عشوائية تستهدف المدنيين، بما في ذلك عمليات الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي المروعة"، وأضاف "يجب أن تتوقف هذه الأعمال".

حذر الطبيب الحائز على جائزة نوبل للسلام، دينيس موكويجي، من أن آفة العنف الجنسي والاغتصاب التي تحصل في جميع الصراعات حول العالم أصبحت الآن تمثل "وباء حقيقيًا"

كما أشار لوكوك إلى أنه تلقى تقريرًا يفيد بأن 150 شخصًا لقوا مصرعهم بسبب الجوع في تيغراي، وحذر من أن "استخدام الجوع كسلاح يعد جريمة حرب". وتابع لوكوك بالقول "لا شك في أن العنف الجنسي يستخدم في هذا النزاع كسلاح حرب أيضًا"، مضيفًا أن غالبية عمليات الاغتصاب ارتكبها رجال يرتدون الزي العسكري، والاتهامات موجهة إلى جميع الأطراف المتحاربة. وبحسب لوكوك فإن ما يقرب من ربع التقارير الواردة إلى الأمم المتحدة، والتي أصدرتها وكالات ومنظمات دولية، تتعلق بالاغتصاب الجماعي الممنهج، وفي بعض الحالات، تعرضت النساء للاغتصاب مرارًا وتكرارًا على مدى أيام. وكذلك جرى استهداف فتيات لا تتجاوز أعمارهن ثماني سنوات. الأمر الذي أدى إلى وصف هذه الممارسات بـ"الاستعباد الجنسي" من قبل المنظمات العاملة في المنطقة، ومن طرف متحدث رسمي حكومي إثيوبي أيضًا. 

اقرأ/ي أيضًا: شهادات ميدانية واعتراف رسمي بتعرض نساء في إقليم تيغراي للاستعباد الجنسي

في المقابل، رد سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة، تاي أتكسيلاسي آمدي، على تصريحات لوكوك بالقول "إن الحكومة الإثيوبية تحقق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان". واتهم لوكوك بعدم "التصرف كعامل في مجال المساعدة الإنسانية بل كعدو مصمم على الانتقام بأي شكل من الأشكال"، وأضاف "إن انتهاكات حقوق الإنسان خطيرة جدًا بحيث لا يمكن أن تخضع للتكهنات. ومن المؤسف أن رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لجأ إلى مثل هذه التكهنات أمام مجلس الأمن".

بينما أفادت وكالة الأسوشيتد برس، نقلًا عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن حوالي 91% من سكان المنطقة بحاجة ماسة إلى مواد غذائية بشكل طارئ، وأن هناك أشخاص لقوا حتفهم بسبب الجوع والمخاطر المحدقة بمئات آخرين إذا لم يتوفر الطعام. وتشير الأرقام إلى أن 30% من الاعتداءات بحق المدنيين تتضمن نوعًا من العنف الجنسي، وحوالي 25% من التقارير تشير إلى حصول عمليات اغتصاب بحق النساء. والهدف من ذلك بحسب المسؤول الأممي يتمثل في أن "العنف الجنسي يستخدم في هذا الصراع كسلاح حرب، كوسيلة للإذلال والترويع وخلق صدمة لشعب بأكمله، ومن أجل نقل الصدمة إلى الجيل القادم".

بدورها أشارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، أنه "يتعين على الضحايا أن يعرفوا أن مجلس الأمن يهتم بهذا الصراع، ولذلك يجب إعادة النظر في إجراءات الاتفاق على بيان موحد بشأن الصراع في تيغراي كما فعل مجلس الأمن في بيانات سابقة حول سوريا واليمن وبورما". وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن لم يتمكن حتى الآن من الاتفاق على بيان موحد حول تيغراي، حيث تتعارض الدول الغربية مع روسيا والصين بهذا الخصوص. ويذكر أن وكالات الأمم المتحدة خصصت حوالي 280 مليون دولار للتعامل مع أزمة تيغراي، وتعتقد  أنه يتعين تأمين أكثر من 400 مليون دولار إضافية للاستجابة للأزمة الإنسانية الطارئة في المنطقة.

ضمن ذات السياق، حذر الطبيب الحائز على جائزة نوبل للسلام، دينيس موكويجي، من أن آفة العنف الجنسي والاغتصاب التي تحصل في جميع الصراعات حول العالم أصبحت الآن تمثل "وباء حقيقيًا"، وشدد على  أهمية العقاب وتحقيق العدالة للضحايا وإلا فإن هذه الأعمال المروعة لن تتوقف. وخاطب موكويجي الأمم المتحدة في خطاب عبر الفيديو، نقله موقع US NEWS، قال فيه "يجب أن نضع خطوط حمراء ضد استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي والتجويع كأسلحة للحرب، وتلك يجب أن تكون استراتيجيتنا من أجل السيطرة على الحروب والإرهاب"، وأضاف "يجب تفعيل العقوبات الاقتصادية والمالية والسياسية والملاحقات القضائية ضد مرتكبي هذه الجرائم". وكان موكويجي  قد أسس مستشفى بانزي في مدينة بوكافو شرق الكونغو، وعالج لأكثر من 20 عامًا عددًا كبيرًا من النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب جراء القتال بين الجماعات المسلحة التي تسعى للسيطرة على الثروات المعدنية الهائلة في الكونغو.

 

اقرأ/ي أيضًا: