04-مارس-2018

ضرر التطبيع مع إسرائيل على السعودية أكثر من نفعه (Press TV/ يوتيوب)

ألقى مقال تحليلي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على ما قد يجنيه التطبيع رسميًا مع إسرائيل، من ضرر للسعودية، قد يكون أكثر من نفعه، خاصةً وأن العلاقات بينهما قائمة بالفعل لكن بشكل سري وإن كان مفضوحًا، ما تعتقد السعودية أنه يتيح المناورة والهروب والتستر وقتما دعت الظروف. في السطور التالية ترجمة بتصرف للمقال.


تمتلك السعودية وإسرائيل عدوًا مشتركًا هو إيران، وصديقًا مشتركًا يتمثل في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكن ومع كل الأدلة على التعاون الخفي بين السعوديين والإسرائيليين، تبقى مضار التطبيع الكامل في العلاقات بينهما، أكثر من المنافع!

مع كل الأدلة على التعاون الخفي بين السعوديين والإسرائيليين، تبقى مضار التطبيع الكامل في العلاقات بينهما، أكثر من المنافع

أقل القليل أنّ فوائد العلاقات الدبلوماسية الرسمية بالنسبة لإسرائيل مع السعودية، قد لا تستحق أي ضغوط مقابلة لتسهيل الأوضاع في جهة المفاوضات مع الفلسطينيين، وبالنسبة للسعودية فإن كلفة النظر إليها باعتبارها قد تخلت تمامًا عن القضية الفلسطينية، يظل مرتفعًا مقارنة بما قد تجنيه من الإسرائيليين.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية ومسلسل التطبيع.. متى سيرفرف العلم الإسرائيلي في الرياض؟

لذا، يبقى في النهاية مرد الأمر إلى العلاقات الخفية، خاصة وأن الطموحات السعودية ترتكز على قيادة العالم الإسلامي بأسره، أو على الأقل مُؤقتًا قيادة الجزء السني منه في مواجهة إيران، وذلك انطلاقًا من سيطرتها بحكم الأمر الواقع على موقعين هما الأقدس بالنسبة للمسلمين، مكة والمدينة. 

هذا الدور الذي تحاول السعودية موضعة نفسها فيه، يستلزم أمورًا، من بينها ألا تظهر كمتخلية عن القضية الفلسطينية وإن كانت كذلك، كما كشفت التقارير.

ولعل دليل ذلك أنها بعد إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، استنكرت الرياض علنًا ذلك، رغم أن التقارير بعد الإعلان ومن قبله، تُؤكد أن إعلان ترامب يأتي في سياق صفقة كبرى تقودها السعودية لدفع الفلسطينيين للتخلي عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وفي ظل صراع على القيادة في المنطقة، والقيادة السنية تحديدًا بين تركيا والسعودية، وقد اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخطوات الأبرز في مواجهة قرار ترامب. في ظل هذه الأجواء، فإن أي انفتاح سعودي رسمي على إسرائيل، سيستغل بالتأكيد من جانب منافسي السعودي. ووفقًا لمسؤول سعودي، فإن الأمر قد يصل إلى مقاطعة الحج والعمرة إلى مكة.

وقال المسؤول السعودي: "إنها فكرة مخيفة. قضية فلسطين ليست سهلة"، مُضيفًا: "تتوقع السعودية أن تتولى قيادة العالم الإسلامي، ولن تتخلى عن ذلك بسهولة. إذا كنت تحتاج إلى إسرائيل في أي شيء، يمكنك أن تفعله على أي حال، دون وجود علاقات معها".

في الواقع تعاونت إسرائيل والسعودية -ولا تزالان- بالفعل بشكل سري، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق جهود الضغط والتأييد والأنشطة العسكرية التي تدعي السعي إلى ردع نفوذ إيران في البحر الأحمر.

كما تقوم السعودية بالتواصل علنًا مع المجتمع اليهودي الأمريكي. ففي كانون الثاني/يناير الماضي، أرسل الشيخ محمد العيسى، وزير العدل السابق في السعودية ورئيس رابطة العالم الإسلامي، رسالة رسمية إلى متحف ذكرى الهولوكوست الأمريكي، في سابقة هي الأولى من نوعها، قال فيها: "نحن نعتبر أي إنكار للمحرقة أو تقليل من تأثيرها جريمة لتشويه التاريخ، وإهانة لكرامة تلك الأرواح البريئة التي لقت حتفها"، في تعارض واضح مع إنكار إيران للمحرقة وتشكيكها فيها، وكأنها رسالة مقصودة.

وكان صهر ترامب ومستشاره الأول جاريد كوشنر، قد قال في إحدى فعاليات مؤسسة بروكينغز في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إن "دولًا مثل السعودية تنظر إلى التهديدات الإقليمية، فترى أن إسرائيل التي كانت عدوًا تقليديًا، باتت أقرب لكونها حليفًا اليوم، وذلك بسبب إيران" وأضاف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أيضًا.

تتعاون إسرائيل والسعودية بالفعل بشكل سري، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق جهود الضغط والتأييد والأنشطة العسكرية

وأكد كوشنر أن التطبيع في العلاقات رسميًا بينهما يعني التغلب على هذه المشكلة: "قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". ولكن مع رفض الحكومة الإسرائيلية التوصل لحل بشأن القدس، ومع استمرارها في انتهاكاتها وبناء المستوطنات في الضفة الغربية، فإن وجود علاقات رسمية لهو أمر مستبعد بدرجة ما، على الأقل قريبًا. وعلى كل حال، فالغرابة والتناقض سيدا الموقف السعودي القائل، إذا كانت السعودية بحاجة لإسرائيل في شيء، فبإمكانها القيام به دون علاقات رسمية معها!

 

اقرأ/ي أيضًا:

السعودية وإسرائيل.. تعاون استخباراتي وثيق وقرع لطبول حرب في المنطقة!

صورة كاملة للصفقة الكبرى.. هكذا سعى ابن سلمان للاعتراف بالقدس والضفة لإسرائيل