23-نوفمبر-2017

وصلت العلاقات السعودية الإسرائيلية لدرجة التعاون الاستخباراتي (alwaght)

يبدو أن النظام السعودي بتقاربه الجديد مع الإسرائيليين، بات يحقق أبعد أمانيهم. "حلم أم علم؟"، تساءلت صحيفة جيروزاليم بوست في سياق حديثها عن التقارب بين السعودية وإسرائيل على مستوى أكثر خطورة، وهو التقارب الاستخباراتي.

أكد خبراء إسرائيليون رسميون وجود تعاون استخباراتي بين السعودية وإسرائيل لم تكن تحلم به الأخيرة

إعلان التعاون الاستخباراتي الإسرائيلي السعودي ضد إيران، أكده عدة خبراء إسرائيليين من الداخل، أبرزهم رام بن باراك نائب رئيس الموساد والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية. بن باراك وصف التعاون الاستخباراتي بين السعودية وإيران بأنه "ليس مفاجئًا"، ما دان هنالك تطابق لوجهات نظر الطرفين في هذا الملف.

تعاون استخباراتي في ظل علاقات "دافئة"

وفي سياق وصف طبيعة التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والسعودية، قال رام بن باراك إن الأمر لم يصل بعد لدرجة إعطاء الضوء الأخضر للطيران الإسرائيلي بالمرور من خلال الأجواء السعودية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لكنه أيضًا لم يستبعد حدوث ذلك في المستقبل، "عندما تكون العلاقات أكثر دفئًا بمرور الوقت".

اقرأ/ي أيضًا: تسريبات: إسرائيل تدعم السعودية لتأجيج الخلاف في لبنان

ياكوف أميدور، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أكد من جهته العلاقات الاستخباراتية، التي انتقلت من مرحلة التمهيد لعلاقات أصلًا بين السعودية وإسرائيل، إلى مرحلة أُخرى وهي تبادل المعلومات الاستخباراتية لأغراض عسكرية.

"السعودية لديها المال.. لكن ليس لديها القوة الفعلية"

في مبادرة هي الأولى من نوعها، وتحمل الكثير من الدلالات، أجرت صحيفة إيلاف السعودية مقابلة صحفية مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت. فضلًا عن أن المقابلة الصحفية في حد ذاتها مُؤشر قوي على التعامل مع فكرة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل باعتبارها مُسلمة تسعى السعودية للظهور بها إلى العلن؛ فمضمون الحوار أيضًا يُؤكد على مستوى آخر من العلاقات، ذلك الذي يخص التعاون الاسخباراتي.

غادي إيزنكوت أكّد أن وجهات النظر بين الرياض وتل ابيب "متوافقة إلى حد بعيد"، وخصص في مساحة التوافق، قضية تحجيم التوسع الإيراني ودور حزب الله كقوة سياسية وعسكرية في المنطقة.

في المقابلة الصحفية التي أجرتها الصحيفة السعودية، التي وصفتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية بـ"صوت إسرائيل في العالم العربي"؛ أرجع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي إيزنكوت أسباب تهديد الأمن الإسرائيلي جميعها إلى إيران، منطلقًا من نفس السردية السعودية الخاصة بالتهديد الإيراني، ومنها يُفهم مستوى التقارب بين الرياض وتل أبيب، بعد أن أصبح للإسرائيليين أصدقاء جدد في المنطقة يشاركونها القلق المبالغ فيه من إيران.

وتكتمل الصورة أكثر، بالإشارة إلى تقييمات جنرالات في الجيش الإسرائيلي للموقف السعودي، حين قالوا إن السعودية "لديها المال، لكن ليس لديها القوة الفعلية"، لافتين لما حدث في اليمن: "فشلوا فشلًا ذريعًا هناك". إذن قد تكون صفقة التطبيع متضمّنة الجمع بين المال السعودي والقوة العسكرية الإسرائيلية لمواجهة إيران وحلفائها في المنطقة.

لكن مع ذلك، يستبعد محللون إسرائيليون أن تحدث مواجهة عسكرية إسرائيلية ضد حزب الله أو إيران بالنيابة عن السعودية، على الأقل في المنظور القريب.

هذا لا يعني بأي شكل إلا أن التقارب السعودي الإسرائيلي قد دخل مرحلة غير مسبوقة، وربما لم تكن تحلم بها إسرائيل في يومٍ من الأيام، للدرجة التي دفعت أحد المحللين ليصف إسرائيل بهذا التقارب بـ"الدولة السنية المعتدلة". صحيح أنّه وصف ساخر في النهاية، لكن من ورائها إشارات تكشف طبيعة الخارطة السياسية المتشكلة في المنطقة.

إذا اندلعت الحرب في المنطقة، فعلى الأرجح أن السعودية ستلعب دور الممول، فيما سيكون الدور العسكري لإسرائيل

مع هذا، تبقى الأمور غير واضحة فيما يخص احتمالات اندلاع حرب في المنطقة، أطرافها من جانب هم إسرائيل والسعودية وحلفاؤهما غير المحددين بوضوح، وعلى الجانب الآخر إيران وحلفاؤها الأكثر وضوحًا، على الأقل من جهة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. ورغم النفي الإسرائيلي على عدة مستويات أن تكون تل أبيب وكيلة عن السعودية في حرب قريبة، لكن أغلب الاحتمالات تُرجّح أنّه إذا ما اندلعت هذه الحرب، فستلعب السعودية دور الممول، بينما ستكون إسرائيل صاحبة دور عسكري في هذه الحرب، التي يُحتمل أن تكون أكثر الحروب تهديدًا لوجود إسرائيل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 5 شخصيات في مسلسل التّطبيع السّعودي والإماراتي مع إسرائيل

هل تفوقت إيران على السعودية في حرب السيطرة على الشرق الأوسط؟