24-مارس-2024
مظاهرة تضامنية مع فلسطين

(GETTY) تزداد المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية يومًا بعد آخر

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، بأن مكانة "إسرائيل" في الرأي العام العالمي أصبحت شديدة السوء، وفي تدهور مستمر، بعد الدعم والتعاطف اللذين حظيت بهما بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال هؤلاء المسؤولون إن أحداث السابع من أكتوبر تم نسيانها فعلًا في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الاتهامات الموجهة إلى "إسرائيل"، إضافةً إلى المقارنة بين الأفعال التي يدّعي الإسرائيليون أن مقاتلي حركة "حماس" ارتكبوها خلال الهجوم، والتقارير التي تتحدث عن ممارسة جنود الاحتلال العنف الجنسي ضد الفلسطينيين. 

وذكرت الصحيفة أن وزراء كبار في حكومة الاحتلال اتهموا نتنياهو بإهمال "الهسبراه" وعدم وجود من يتولى إدارتها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى فرض العقوبات على "إسرائيل" بحسب هؤلاء الوزراء، الذين أكدوا أن "إسرائيل" تخسر أصدقاءها الذين يدعمونها لكنهم يحذرونها من أنها تخسر الرأي العام.  

أصبحت مكانة "إسرائيل" في الرأي العام العالمي شديدة السوء بعد حربها المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023

وأشار مسؤول، في منظومة الدعاية الإسرائيلية، إلى أن وزارة الخارجية لا تملك ما يكفي من المال للدعاية بعد تحييدها وسحب جميع ميزانياتها منذ بداية العام الجاري.

ولفتت الصحيفة إلى أن التقارير الداخلية للجهات الممثلة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، تتحدث عن تغيير كبير في تغطية الإعلام الأمريكي للحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرةً أيضًا إلى أن وسائل الإعلام كانت تنتظر إشارة من الإدارة الأمريكية لانتقاد "إسرائيل".

وقالت إن التقارير القادمة عن الأوضاع في غزة، والتوترات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، تدفع بـ"المراسلين المعتدلين" إلى تبني مواقف نقدية تجاه "إسرائيل"، والمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار. فيما تمثّل الضغوط التي تمارس على إدارة بايدن لاتخاذ موقف أكثر صلابة من "إسرائيل"، واشتراط الإمدادات العسكرية بتغيير الأخيرة لسياساتها في غزة، فهي بمثابة علامة تحذيرية بشأن المستقبل وفق الصحيفة. 

وأوضحت أن التغيير شمل حتى المؤسسات الإعلامية المحافظة التي كانت في الماضي تدعم الخطوات الإسرائيلية بشكل كامل، لكن بعضها يشكك اليوم في تناسبية العمل الحربي الإسرائيلي، ومن المتوقع أن تتصاعد انتقاداتها إذا لم يحدث أي تغيير على صعيد المسألة الإنسانية في غزة، أو الحل السياسي. 

وخلال الشهر الماضي، ركزت وسائل الإعلام الأمريكية اهتمامها على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، سيما معاناة سكان رفح في ظل توسيع نطاق الحملة البرية والتهديد باجتياحها. وذكرت الصحيفة هنا أن صور الأطفال الجائعين والمصابين بالصدمة، وأنقاض المنازل والمستشفيات المدمرة، والمنشورة على الصحف والمواقع الأمريكية، قد أثارت التعاطف تجاه المعاناة الفلسطينية، في مقابل الغضب تجاه النشاط العسكري الإسرائيلي. 

ومع أن معظم وسائل الإعلام قد تجنبت اتهام "إسرائيل" بأنها المسؤولة عن هذه الأزمة، لكنها انتقدت استمرار الحملة العسكرية في صورتها الحالية، سيما في أعمدة الرأي، وعلى لسان كتّاب رأي يُعرفون بدعمهم لـ"إسرائيل"، لكنهم يجمعون على أن الصورة الخطِرة تقوض شرعية الحرب. 

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن عشرات مقالات الرأي المنشورة مؤخرًا في وسائل الإعلام الأمريكية، تشتمل على تشكيلة غير مسبوقة من المواقف سواء تلك المتعلقة بشرعية الجيش الإسرائيلي والأزمة الإنسانية، أو وقف إطلاق النار، وحتى مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".

وبينما لا تزال وسائل الإعلام القريبة من الخط المحافظ، مثل "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست"، تقدّم الدعم التام لـ"إسرائيل" وترفض الدعوة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة؛ توجه الصحف التي تمثّل الوسطيين واليسار الليبرالي، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، انتقادات لتصعيد جيش الاحتلال لعملياته في غزة، وكذلك الآثار المدمرة لتلك العمليات على المدنيين الفلسطينيين، عدا عن أنها تطالب بوقف إنساني وفوري لإطلاق النار بحسب التقارير الداخلية المتداولة بين القنصليات الإسرائيلية.  

وتكشف التقارير نفسها تآكل مكانة "إسرائيل" في واشنطن بسبب تصعيدها في غزة، وهو ما تجلى في تصريحات الرئيس جو بايدن بشأن العملية العسكرية المحتملة في رفح، وفي خطاب زعيم الأغلبية في الشيوخ الأمريكي. ومع أن أغلبية المحللين السياسيين لا يتوقعون حدوث انعطافة حقيقية في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب على المستوى الفوري، لكنهم لا يستعبدون أيضًا حدوث أضرار سياسية بينهما.

ولفتت الصحيفة إلى أن التقارير المشار إليها تؤكد نجاح النشاط المؤيد للفلسطينيين في التأثير في الرأي العام الأمريكي، سيما في أواسط الناخبين الديمقراطيين التقدميين، الذين يواصلون تصعيد الضغط ضد إدارة بايدن.