24-مارس-2024
طفلة فلسطينية تنظر إلى الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي

(epa) أسفر القصف الليلي على غزة عن استشهاد وإصابة العشرات

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ170 وسط استمرار القصف والمجازر بحق المدنيين، سيما في مستشفى الشفاء، وتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة.

وفي وقت سابق، أمس السبت، كشف مصدر فلسطيني لوكالة "الأناضول" أن رد دولة الاحتلال على مقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة: "سلبي، ويهدف إلى منع التوصل لأي اتفاق وتعطيل المفاوضات".

وأضاف المصدر أن: "الرد الإسرائيلي يرفض وقف الحرب والانسحاب من القطاع، ويفرض شروطًا على عودة النازحين، وهذا مرفوض من حماس والفصائل الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن: "إسرائيل تدرك جيدًا أن ردها لن يلقى قبولًا من حماس".

تضع دولة الاحتلال عدة عراقيل أمام التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار تتمحور أبرزها حول عودة النازحين وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وتقديم ضمانات لإنهاء الحرب

وأكد وجود الكثير من العراقيل التي تضعها دولة الاحتلال أمام التوصل لاتفاق، أبرزها عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وتقديم ضمانات لإنهاء الحرب.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد ذكرت أن وفد تل أبيب التفاوضي في قطر رفض سحب قوات جيش الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم شمال القطاع، دون شروط.

وأشارت إلى أن عودة أعضاء الوفد إلى "إسرائيل"، مساء أمس السبت، يشير إلى عدم إحراز تقدم في المفاوضات التي لا تزال، رغم ذلك، مستمرة بصورة غير مباشرة.

مجازر مروعة في خانيونس ورفح

في غضون ذلك، استُشهد ما لا يقل عن 7 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "فروانة" قرب مول العرب في حي الجنينة شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

ونفّذت طائرات الاحتلال، ما بعد منتصف الليلة، سلسلة غارات وأحزمة نارية استهدفت مناطق متفرقة في خانيونس، بينها محيط مجمع ناصر الطبي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء.

وأفادت مصادر محلية بتوغل آليات قوات الاحتلال في منطقة قريبة من مجمع ناصر الطبي غرب مدينة خانيونس، التي تعرضت كذلك لقصف مدفعي عنيف استمر عدة ساعات.

ومساء أمس السبت، استشهد 8 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف إسرائيلي طال منازل المدنيين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم جيش الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة.

وذكر جيش الاحتلال أن عملياته في هذه المنطقة متواصلة، مشيرًا إلى استمرار القتال بين قواته وفصائل المقاومة الفلسطينية لليوم السابع على التوالي.

وفي السياق، دعت حركة "حماس" إلى التحرك لوقف جرائم الإعدامات الميدانية والتنكيل بالمحاصرين في مجمع الشفاء ومحيطه، مستنكرةً الصمت الدولي الرسمي المطبق على: "الكارثة الإنسانية التي تصنعها الآن آلة الاحتلال الحربية الفاشية في مستشفى الشفاء ومحيطه".

واستهجنت الحركة، في تصريح رسمي، عدم وجود أي رد فعل من المجتمع الدولي أو مؤسسات الأمم المتحدة المعنية أو المنظمات الإنسانية، إزاء تواصل: "جرائم الحرب البشعة من إعدامات وتنكيل وحرق للمنازل على أصحابها، ومحاصرتهم دون ماء أو غذاء أو دواء، وإخلائهم قسريًا وسط زخات الرصاص والقذائف".

وفي سياق متصل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن جيش الاحتلال ارتكب، عصر أمس السبت، مجزرة مروعة راح ضحيتها 19 شهيدًا و23 مصابًا، أثناء انتظار آلاف المواطنين للطحين والمساعدات الغذائية على دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 32.226 شهيدًا و74.518 مصابًا.

شمال غزة دون مساعدات مجددًا

أما على صعيد الوضع الإنساني، فالأزمة لا تزال قائمة وتشتد يومًا بعد آخر في ظل استمرار إدخال ما لا يكفي من المساعدات الإغاثية إلى القطاع المحاصر والمنكوب، لا سيما إلى محافظة شمال غزة التي أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس السبت، أن "إسرائيل" منعت وصول قافلة مساعدات غذائية إليها للمرة الثانية خلال أسبوع.

وحذّر المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، من أن سكان شمال غزة يعيشون على: "حافة مجاعة من صنع الإنسان"، ويمكن تجنبها.

وقال إنه في ظل منع "إسرائيل" وصول المساعدات إلى شمال غزة: "سيستمر الأطفال في الموت بسبب سوء التغذية والجفاف أمام أعيننا"، معربًا عن مخاوفه من أن يتحول: "الوضع الذي لا يطاق إلى وضع طبيعي جديد".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دعا في مؤتمر صحفي عقده في الجانب المصري من معبر رفح، إلى: "إغراق غزة بمساعدات حقيقية منقذة للحياة".