15-فبراير-2021

مشهد من العاصمة كاركاس (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تواجه حملات التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا في فنزويلا أزمة متعلقة بواقع القطاع الصحي المتدهور، إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي بالكامل، وفق وصف تقرير نشرته وكالة رويترز. هذه المواجهة ستجعل من فنزويلا إحدى البلدان المتعثرة في إجراء حملات التطعيم ضد فيروس كورونا. كما كانت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد واجهت مشكلة في كيفية سداد ثمن اللقاحات التي خصصت لها، 1.4 مليون لقاح، عبر ائتلاف كوفاكس، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ضائقة مالية موسعة.

تواجه حملات التطعيم في فنزويلا مشكلة حقيقية في نقل اللقاحات خارج العاصمة، إذ لا تتوفر وسائل النقل المناسبة إضافة إلى عدم توفر لوازم تخزين اللقاح

إضافة إلى الأوضاع المالية والاقتصادية المتدهورة، تشهد فنزويلا على أزمة تتعلق في كيفية نقل اللقاحات إلى ولاياتها خارج العاصمة كاركاس. ضمن هذا الإطار قال طبيب الأطفال وعضو الأكاديمية الوطنية للطب في فنزويلا، هونيادس أربينا، إن "منشآت التخزين المخصصة للقاحات قيد العمل في العاصمة كاراكاس، لكن مراكز التوزيع الإقليمية في عدة ولايات تشهد تدهورًا شديدًا في وحدات التبريد"، وأضاف أربينا "لا يمكن إنجاز أي شيء في حال تم حفظ اللقاح في العاصمة كاراكاس دون القدرة على نقله إلى الولايات الأخرى"، وأشار إلى أن المقاطعات والمناطق الباقية من البلاد ليست مجهزة كفاية بمنشآت التبريد الضرورية للقاح. وغرد هونيادس عبر صفحته في تويتر مشيرًا إلى تظاهرة أمام المستشفيات بسبب نقص الإمدادت والمعدات الطبية اللازمة وتعثر سداد الرواتب للكوادر الطبية.

اقرأ/ي أيضًا: 2.3 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد واحتمال موت 400 ألف منهم

بينما يلقى اللوم فيما وصل إليه القطاع الطبي في فنزويلا على تراكم سنوات طويلة من الإهمال وهجرة الكادر الطبي وعدم الاعتناء بالمراكز الصحية في المناطق النائية والريفية. يضاف إلى كل ذلك عدم تخصيص الميزانيات الكافية للقاحات ضد الأمراض المعدية والأوبئة. ففي عام 2017 مثلًا ضربت الحصبة البلاد وتدخلت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية/PAHO وأقامت حملات التطعيم من أجل احتواء المرض وضمان عدم انتشاره إلى البلاد المجاورة.

كما تشكل أسعار مشتقات النفط المرتفعة، وبالتالي تكلفة النقل والسفر الداخلي المرتفعة في فنزويلا، مسألة تمنع نسبة كبيرة من السكان خارج العاصمة من الوصول إلى المناطق التي تتوفر فيها اللقاحات. إضافة إلى قطاع الكهرباء غير المستقر في فنزويلا. فمثلًا انقطع التيار الكهربائي عام 2019 لمدة شهر بالكامل مما أدى إلى شلل في البلاد، ويشكل هذا العامل تحديًا خطيرًا أمام الحفاظ على سلامة اللقاح. لكن السلطات الفنزويلية تلقي باللوم على العقوبات الأمريكية التي منعت استيراد العديد من البضائع ومن ضمنها الأدوية، وقامت بتعطيل إمكانية تصدير النفط الفنزويلي إلى الخارج. 

يعاني القطاع الصحي في فنزويلا من نقص عام في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى مشكلة الاكتظاظ في المنشآت الطبية خاصة بعد انتشار فيروس كورونا

وبالحديث عن تدهور واقع البنية التحتية في القطاع الطبي، أشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية نشر في العام 2016 عن تواصل انهيار القطاع الطبي في البلاد التي كانت تستقبل المرضى من الخارج. وقال هونيادس أربينا في تصريحات نقلها هذا التقرير، أن "المراكز الصحية في فنزويلا تشبه تلك المستخدمة في المناطق الحربية" ويشير إلى أن هذه المنشآت الطبية التي كانت من أفضل أماكن العلاج في الدول اللاتينية تحولت لما يمكن تشبيهه بالمشاريع قيد الإنشاء.

وفي تقرير مصور، نشرته قناة الجزيرة إنجليزية منتصف سنة 2020، تم تسليط الضوء على واقع القطاع الصحي في فنزويلا حيث يعاني الأطباء والممرضات والممرضين من شح في الأساسيات من الأدوية، وحتى عدم وفرة المياه الجارية في المنشآت الطبية. وفي تقرير مصور آخر نشر في أيلول/سبتمبر 2020، من إعداد قناة PBS News، تضح الحالة المتردية للقطاع الطبي الفنزويلي بكل المقاييس وعدم الالتزام بأدنى شروط النظافة والسلامة الصحية مما أدى إلى زيادة أعداد الوفيات بشكل كبير. ويقول الطبيب خوليو كاسترو في التقرير المصور المشار إليه أن "وحدات العناية المركزة لمرضى كوفيد-19 تسير نحو الانهيار الكامل بسبب عدم وجود المستلزمات الطبية" وأضاف أن لا صحة لأي أرقام تصدر عن الحكومة فيما خص المصابين بكوفيد-19. وفي بيان لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، قالت مديرة المنظمة، كاريسا إيتيان "مع وجود أكثر من 45 مليون حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19، وأكثر من مليون حالة وفاة جراء الفيروس، فإن البلدان والأقاليم في جميع أنحاء الأمريكيتين، ولا سيما الأفقر منها، تعاني من أزمة صحية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة". 

تجدر الإشارة إلى أن الأزمة في فنزويلا لا تقتصر على القطاع الصحي، بل تواجه البلاد معضلة النقص في الإمدادات الأساسية المختلفة، خاصة الغذائية منها، في ظل تضخم العملة الوطنية وهجرة الملايين إلى البلدان المجاورة نتيجة للأزمة الاقتصادية المستمرة. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مستشفيات البرتغال مكتظة بسبب كورونا وانتقادات لتعامل الحكومة مع المتطوعين

الصين ترد على سحب ترخيص شبكة "CGTN" في بريطانيا بحظر قناة "بي بي سي"