13-فبراير-2021

طفل يمني في مركز طبي في صنعاء (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أصبحت المجاعة تهدد حياة الملايين من اليمنيين. في الوقت الذي يحتاج فيه 80% من سكان اليمن، أي حوالي 24 مليون نسمة، للمساعدات العاجلة. خاصة مع انتشار أمراض معدية، منها الكوليرا، كذلك  كوفيد-19. وإلى جانب الصراع العسكري والتدهور الاقتصادي وانتشار فيروس كورونا، أسهم نقص المنح والتقديمات الدولية العام الماضي أيضًا في تفاقم الأزمة الإنسانية. كما تراجعت العديد من خدمات التغذية والخدمات الأخرى التي تحمي الملايين من خطر المجاعة والمرض شيئًا فشيئًا في جميع أنحاء اليمن بسبب النقص الحاد في التمويل. وأفادت أرقام المنظمات الدولية العاملة في اليمن أنها تلقت 1.9 مليار دولار فقط من أصل 3.4 مليار دولار مطلوبة لمواجهة الوضع الإنساني المتأزم في البلاد. وأشارت الأمم المتحدة عدة مرات إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

حذرت أربع وكالات أممية من احتمالية موت 400 ألف طفل يمني دون سن الخامسة هذا العام نتيجة سوء التغذية الحاد الوخيم إذا لم يكن هناك تدخل أممي عاجل لاحتواء الأزمة

وقالت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك لمنظمة الأغذية والزراعة - فاو، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، الجمعة 12 شباط /فبراير 2021، أن ما لا يقل عن 400 ألف طفل يمني دون سن الخامسة ربما يموتون جوعًا هذا العام نتيجة سوء التغذية الحاد الوخيم إذا لم يكن هناك تدخل أممي عاجل  لاحتواء الأزمة. بينما يعاني ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد في عام 2021.

اقرأ/ي أيضًا: الصين ترد على سحب ترخيص شبكة "CGTN" في بريطانيا بحظر قناة "بي بي سي"

في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات سوء التغذية بشكل حاد بين أطفال اليمن بسبب ظروف الحرب وجائحة كوفيد -19، تبين الأرقام حدوث ارتفاع بنسبة 16% في معدلات سوء التغذية و 22% في سوء التغذية الحاد عام 2020 وهي المعدلات الأعلى منذ بدأ الصراع العسكري في اليمن. وذكر البيان الصادر عن وكالات الأمم المتحدة أن سوء التغذية ازداد بين الأطفال والأمهات في كل عام من أعوام الصراع رفقة ارتفاع معدلات المرض وانعدام الأمن الغذائي. 

وأشار البيان الأممي إلى أن أطفال اليمن في عدن والحديدة وتعز وصنعاء من بين أكثر المناطق تضررًا. كما أنه من المنتظر أن تصاب أيضًا 1.2 مليون من النساء الحوامل والمرضعات بسوء التغذية الحاد هذا العام. فيما قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، إن "هذه الأرقام صرخة جديدة يطلقها اليمن طلبًا للمساعدة، حيث يعني كل طفل يعاني من سوء التغذية أيضًا أسرة تكافح من أجل البقاء"، وأضاف "الرجاء لا تجعلونا نختار أي طفل جائع سيموت وأي طفل سيعيش".

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه "مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 150% عن المتوسط قبل النزاع، وانخفاض قيمة الريال اليمني، أصبح خطر الجوع بالنسبة للملايين حقيقة واقعة".

وبحسب البيان الأممي، يتسبب سوء التغذية بالضرر لنمو الطفل البدني والعقلي، وتكون هذه الأضرار دائمة في أغلب الأحيان، وتؤدي لحالات مستديمة من الفقر وعدم تكافؤ الفرص. وشدد المدير العام لمنظمة الفاو، شو دونيو، على ضرورة تحسين سبل الزراعة وتزويد المزارعين بالسبل والوسائل اللازمة لاستئناف زراعة ما يكفي من الأغذية المفيدة.

بينما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس "تعد الأمراض وسوء البيئة الصحية من العوامل الرئيسية المسببة لسوء التغذية لدى الأطفال. فإن الأطفال المصابين بسوء التغذية يعدون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والملاريا" وغيرها من الأمراض مثل الكوليرا وترقق العظام.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل شح المساعدات المتاحة لليمن، وصعوبة  إيصالها إلى المعنيين نتيجة الأوضاع الأمنية الصعبة في البلاد. فيما يهدد خطر الجوع العديد من الدول الاخرى حول العالم، منها أفغانستان وجنوب السودان وإثيوبيا ونيجيريا والكونغو وبوركينا فاسو وسوريا، وفق ما حملته رسالة مصورة لديفيد بيزلي، أشار فيها إلى أن 270 مليون شخص يسيرون نحو حافة المجاعة في عام 2021، وحوالي 30 مليون شخص في 36 دولة حول العالم يقتربون من المجاعة، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في هذه الدول، يضاف إليه المزيد من الهجرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مستشفيات البرتغال مكتظة بسبب كورونا وانتقادات لتعامل الحكومة مع المتطوعين

كيف تفاعل اللبنانيون مع حجب بث قناة "MTV" في الضاحية الجنوبية؟