12-فبراير-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تناقلت وسائل إعلام عالمية مفاد البيان الصادر عن إدارة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الصينية - NRTA يوم الخميس 10 شباط/فبراير 2021، الذي تحدث عن حظر بث قناة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في الصين. ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع على سحب ترخيص شبكة تلفزيون الصين العالمية للبث CGTN في بريطانيا من قبل الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام، أوفكوم. وعللت بريطانيا موقفها بأن الصين لم تلتزم بالمعايير الفعالة في برامجها على الشبكة، وبأن القناة الصينية تبث برامج دعائية ممنهجة للحزب الشيوعي الحاكم في البلاد.

عللت إدارة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الصينية قرارها بمنع بث قناة بي بي سي بعرض تقارير عن الصين "تنتهك مبادئ الصدق والحياد في الصحافة"

في إطار الرد علقت الشبكة الصينية على القرار البريطاني بوصفه أنه ينطوي على معايير مزدوجة، ونوهت إلى أن الصين "تحتفظ بحق الرد من أجل حماية الحقوق المشروعة لوسائل الإعلام الصينية في بلاد الخارج". وأتى في تعليق شبكة CGTN أن القرار يعكس "المشاعر المعادية للصين ويعبر عن الأيديولوجيات اليمينية" في بريطانيا. 

اقرأ/ي أيضًا: كيف تفاعل اللبنانيون مع حجب بث قناة "MTV" في الضاحية الجنوبية؟

وتعلل إدارة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الصينية قرارها بمنع بث قناة بي بي سي بعرض تقارير عن الصين "تنتهك مبادئ الصدق والحياد في الصحافة"، وأن هذه التقارير "أضرت بالوحدة العرقية الصينية وبالمصالح الوطنية". وأشارت أن سحب ترخيص شبكة التلفزيون الصينية من بريطانيا يندرج ضمن سياق "قمع آراء الصين".

وسبق لوزارة الخارجية الصينية أن انتقدت في الرابع من شباط/فبراير 2021،  هيئة الإذاعة البريطانية، واتهمتها  بنشر تقارير تنتقد تعامل الصين مع جائحة كوفيد-19. واعتبرت الخارجية الصينية هذه التقارير بمثابة "أخبار كاذبة". كما انتقدت بكين أكثر من مرة تغطية قناة بي بي سي لأخبار معسكرات اعتقال مسلمي الإيغور، والتي تصفها الصين بأنها معسكرات لإعادة التأهيل المهني والتعليم.

بينما تناولت بي بي سي في عدة تقارير لها انتهاكات حقوق الإنسان الصين، ونشرت مؤخرًا شهادات جديدة توضح تعرض النساء للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتعذيب بشكل منهجي، إضافة إلى الاعتقالات الشاملة والتعسفية في معسكرات الإيغور. في المقابل اتهمت الصين هيئة الإذاعة البريطانية بنشر الأكاذيب حول سياسات الصين في مقاطعة شينجيانغ المأهولة من العديد من الأقليات.

في سياق متصل قالت قناة بي بي سي يوم الخميس 10 شباط/فبراير 2021 في بيان لها  "نشعر بخيبة أمل لأن السلطات الصينية قررت اتخاذ هذا الإجراء" وأضاف البيان أن "قناة بي بي سي من أكثر قنوات الأخبار الدولية الموثوق بها في العالم، وتقدم التقارير عن قصص من جميع أنحاء العالم بشكل عادل ونزيه وبدون خوف أو محاباة أو تحيز". ودافعت القناة عن تقاريرها الصحفية، وأفادت أنها تؤيد ما تنشره من تقارير دقيقة  عن الأحداث في الصين.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في تغريدة عبر حسابه الرسمي أن "قرار الصين حظر بي بي سي هو تقييد غير مقبول لحرية الإعلام"، وأضاف  أن "الصين لديها أشد القيود على حرية الإعلام والإنترنت في جميع أنحاء العالم"، وأشار إلى أن هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى الإضرار بسمعة الصين في أعين العالم.

 تناولت بي بي سي في عدة تقارير لها انتهاكات حقوق الإنسان الصين، ونشرت مؤخرًا شهادات جديدة توضح تعرض النساء للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتعذيب بشكل منهجي، إضافة إلى الاعتقالات الشاملة والتعسفية في معسكرات الإيغور

كما شجبت وزارة الخارجية الأمريكية قرار الصين حظر  شبكة "بي بي سي" البريطانية، وطالبت بكين، حسب ما نشرت وكالة الأناضول، توفير الوصول الكامل والحر إلى الإنترنت ووسائل الإعلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في مؤتمر صحفي: "ندين بشدة قرار جمهورية الصين الشعبية بحظر بي بي سي وورلد نيوز"، مضيفًا أن الصين "تبقي على أحد فضاءات المعلومات الأكثر تحكمًا وقمعًا وأقل حرية في العالم". واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنه من المقلق أن جمهورية الصين الشعبية تقيد حرية المنافذ والمنصات الإعلامية، رغم أن "قادة بكين يستخدمون بيئات إعلامية حرة ومنفتحة في الخارج للترويج للمعلومات المضللة". وحسب ما نشرت الوكالة، فقد دعا برايس الصين التي اعتبر أنها تفرض "ضوابط سلطوية" على سكانها، للسماح بالوصول الكامل إلى الإنترنت ووسائل الإعلام.

اقرأ/ي أيضًا: الصين تعلن اعتقال صحفية أسترالية بعد 6 أشهر من احتجازها

يشار إلى أن الصين أجبرت 3 مراسلين لصحيفة وول ستريت جورنال على مغادرة أراضيها سنة 2020 كعقاب على عنوان في قسم الرأي في الجريدة. وشجبت بكين حينها العنوان ووصفته بالعنصري. وفي ذات السنة، قامت الصين بطرد عشرات الصحفيين الآخرين، من العاملين لصالح صحف مثل وول ستريت جورنال وواشنطن بوست ونيويورك تايمز. وجاءت هذه الخطوات الصينية بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن وضع حد أقصى لعدد المواطنين الصينيين المسموح لهم بالعمل في الولايات المتحدة في 5 وكالات إخبارية صينية تديرها الدولة.

وتجدر الإشارة إلى أن قناة بي بي سي لم تكن تبث على كامل مساحة الأراضي الصينية، أو حتى داخل منازل المواطنين، وكانت تخضع لرقابة مشددة وحظر، أو قص بشكل مستمر، لما يتم نشره من أخبار عن الصين، وكان يسمح لبثها فقط في الفنادق الدولية وبعض الأماكن كالسفارات والمنظمات الدولية والمجمعات السكنية التي يقطنها الأجانب. وكذلك هناك منع لبث قناة سي إن إن الأمريكية. وبالرغم من عدم وجود أرقام دقيقة عن مستوى انتشار قناة بي بي سي في الصين أو أرقام لنسب المشاهدة، إلا أن هناك ترجيحات تفيد بأن خدمة القناة كانت تصل حوالي مليون غرفة فندقية في الصين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ناشطون مصريون يكشفون فضائح وفظاعات الشرطة عبر وسم جديد

إيماءة الأصابع الثلاثة.. من سلسلة "مباريات الجوع" إلى شوارع ميانمار