13-فبراير-2024
عملية إسرائيل في رفح

(Getty) نفذ جيش الاحتلال، العملية في رفح، بطريقة دموية أدت إلى استشهاد حوالي 74 فلسطينيًا

تحولت العملية الإسرائيلية في رفح جنوبي القطاع، يوم أمس، إلى صدارة وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، وتم تقديمها باعتبارها "واحدة من أبرز إنجازات" العدوان الإسرائيلي على غزة.

وعلى مدار اليوم، انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بالكشف عن طريقة تنفيذ العمليات وتفاصيلها، وتقديم مقابلات مع من شارك فيها.

التحليلات الإسرائيلية، ترى ضرورة التوصل إلى اتفاق تبادل، باعتبار أن عملية رفح من الصعب تكرارها، وليست بديلًا عن الاتفاق

ونفذ جيش الاحتلال، العملية في رفح، بطريقة دموية أدت إلى استشهاد حوالي 74 فلسطينيًا، من بينهم 15 طفلًا على الأقل، مع دمار واسع نتيجة الغارات الكثيفة. ومع ذلك، فإن تخليص الأسرى، حدث من منزل أحد العائلات. وقال القيادي في حركة حماس محمد نزال للتلفزيون العربي: "الأسيران اللذان أطلقهما الاحتلال كانا في قبضة مدنيين، ولم يستطع الاحتلال الوصول لأي أسير لدى فصائل المقاومة، وتحديدًا كتائب القسام".

ومع العملية العسكرية، ظهرت عدة تحليلات في إسرائيل، أكدت على كون العملية، أقرب إلى أن تكون "حدثًا معزولًا"، أي أنه من الصعب تعميمها، وفي حال كانت هناك "رغبة إسرائيلية" بعودة الأسرى أحياء، فإن الخيار الوحيد الممكن لذلك، هو صفقة تبادل أسرى. 

وقالت صحيفة "هآرتس" في الافتتاحية التي نشرت صباح اليوم: "من المؤكد أنه من المسموح أن نأمل في نجاحات عملياتية واستخباراتية مماثلة في المستقبل. ومع ذلك فلا ينبغي لنا أن ننظر إلى عمليات الإنقاذ هذه، باعتبارها بديلًا لاتفاق من شأنه أن يضمن عودة الرهائن الآخرين". مضيفًة: "يجب على الحكومة أن تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لأن الوقت ليس في صالحها".

وأوضحت "هآرتس": "يجب على الحكومة ألا تستخدم عملية الإنقاذ الناجحة لتبرير رفضها إرسال مندوبين إلى محادثات القاهرة، أو الأسوأ من ذلك، أن تنظر إلى عملية الإنقاذ على أنها دعم لموقف أولئك الذين يريدون مواصلة الحرب بأي ثمن -بما في ذلك التضحية بالرهائن- لأن الحرب تعتبر فرصة لتعزيز رؤيتهم المتمثلة في إعادة احتلال غزة، وإعادة توطين اليهود هناك ونقل سكانها الفلسطينيين إلى أماكن أخرى".

واستمرت افتتاحية "هآرتس"، بالقول: "نتنياهو نفسه يؤيد استمرار الحرب لأسباب سياسية، لأن بقاءه في منصبه يعتمد على دعم اليمين المتطرف، وبقاؤه في منصبه هو همه الأول. إن الجمع بين هذه المصالح يشكل خبرًا سيئًا للرهائن وعائلاتهم"، معتبرةً أن "عملية رفح تثبت في الواقع ضرورة التوصل إلى صفقة تبادل".

داعيةً حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى المشاركة في محادثات القاهرة، والمضي قدمًا نحو التوصل إلى اتفاق، ينتهي في عملية تبادل، رغم "معارضة اليمين المتطرف".

بدوره، قال المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع، إن العملية العسكرية في رفح، ورغم نجاحها، إلّا أنّه لا يمكن تحويلها إلى بديل عن صفقة التبادل.

واعتبر الاتفاق مع حماس، "الطريقة الأضمن، لعودة معظم المحتجزين في غزة، على قيد الحياة"، وذلك رغم مدحه الطويل للعملية العسكرية في رفح.

من جانبه، أوضح المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل: العملية كانت "إنجازًا نادرًا، ترافق مع مخاطرة سياسية ومهنية كبيرة من قبل أولئك الذين وافقوا على العملية. وسيكون من الصعب تكرار هذا النجاح".

قال المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن العملية العسكرية في رفح، ورغم نجاحها، إلّا أنّه لا يمكن تحويلها إلى بديل عن صفقة التبادل

وأشار هارئيل، إلى أن هذه العملية من الصعب تكرارها، في قطاع غزة، مع انتشار الأسرى في عدة مناطق، وحذر الفصائل الفلسطينية من عملية شبيهة.

وختم هارئيل، مقالته، بالقول: "يمكن تحقيق نجاحات عرضية أخرى مماثلة لما حدث هذا الأسبوع. ولكن في نهاية المطاف، ستحتاج إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاق صفقة تبادل".