12-فبراير-2024
نتنياهو يواصل الحرب على غزة

(Getty) استطلاعات الرأي تؤكد على عدم قدرة نتنياهو تشكيل حكومة حال إجراء الانتخابات

تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواصل خسارة الأصوات ولن يستطيع تشكيل حكومة حال إجراء الانتخابات في موعد قريب، بينما يواصل تقديم "الوعود" باستمرار العدوان على قطاع غزة، وتوسيعه ليشمل مدينة رفح.

وبحسب استطلاعات صادرة عن القنوات 12 و13 الإسرائيلية، أُشير إلى أنه في حال إجراء انتخابات حكومية إسرائيلية، يمكن لأحزاب الائتلاف الحكومي الحالي أن تحصل على ما مجموعه 45 أو 48 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا في الكنيست، ما يعني عدم قدرتها على تشكيل الحكومة المقبلة.

مع خسارة استطلاعات الانتخابات، يُصر نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع، رغم التحذيرات الدولية

وفي كلا الاستطلاعين، سيحصل حزب "معسكر الدولة" بزعامة بيني غانتس على 37 مقعدًا، متفوقًا على حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي حصل على 18 مقعدًا.

وقبل الحرب على غزة، كان ائتلاف نتنياهو يتكون من 64 عضوًا في الكنيست، بينما بلغ مجموع مقاعد أحزاب المعارضة 56 مقعدًا، بما في ذلك حزب غانتس. 

وبعد اندلاع العدوان على غزة، انضم غانتس ومقاعد حزبه الـ12 إلى ائتلاف نتنياهو. ومع ذلك، فإن حزب غانتس متحالف مع الكتلة الانتخابية المناهضة لنتنياهو، ومن غير المتوقع أن يبقى في الائتلاف بعد انتهاء الحرب، أو في الوقت الذي يختارون فيه الخروج من الحكومة.

ووفقًا لاستطلاع القناة 12 الإسرائيلية، فإن حزب "يش عتيد/يوجد مستقبل"، بزعامة زعيم المعارضة يائير لابيد، سيكون ثالث أكبر حزب مع 15 مقعدًا. وسيحصل حزب "شاس" المتشدد على 11 مقعدًا، في حين سيحصل كل من حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان وحزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف، بزعامة إيتمار بن غفير، على تسعة مقاعد. 

وأظهر الاستطلاع أن حزب "ميرتس" اليساري سيعود إلى الكنيست بأربعة مقاعد، في حين أن أحزاب الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة، والعمل من اليسار الصهيوني، ستفشل في اجتياز العتبة الانتخابية لدخول الكنيست.

ووفقًا لاستطلاع القناة 13 الإسرائيلية، سيكون حزب "يش عتيد" ثالث أكبر حزب، مع 13 مقعدًا. وسيحصل حزب "إسرائيل بيتنا" على عشرة مقاعد، و"شاس" على تسعة مقاعد، و"عوتسما يهوديت" على ثمانية مقاعد.

وسيحصل حزب "يهدوت هتوراة" على سبعة مقاعد، والصهيونية الدينية على ستة مقاعد، بينما سيحصل كل من "حداش" (الجبهة والعبربية للتغيير) و"ميرتس" على أربعة مقاعد.

استمرار الحرب

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة بثت الأحد، إن: "عدد الرهائن الإسرائيليين الـ132 المتبقين في غزة على قيد الحياة، يكفي لتبرير الحرب الإسرائيلية المستمرة"، وفق قوله.

وردًا على سؤال حول عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، قال نتنياهو: "هذا يكفي لتبرير نوع الجهود التي نبذلها".

وأضاف في مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي": "سنحاول بذل قصارى جهدنا لاستعادة جميع الأحياء، وبصراحة، أيضًا جثث الموتى".

ومع استمرار نتنياهو بالتلويح بتنفيذ عملية في رفح، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الأمر مباشرة مع نتنياهو في مكالمة هاتفية جاءت في أعقاب تصريحات علنية أدلى بها البيت الأبيض بشأن هذه المسألة.

وقال البيت الأبيض بعد الاتصال إن بايدن: "أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في غزة لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص يحتمون هناك".

وقال نتنياهو لشبكة "ABC" إن: "النصر الإسرائيلي في غزة مرهون بعملية عسكرية في رفح لتدمير عمليات حماس هناك"، وفق قوله.

وكرر نتنياهو حديثه عن "السيطرة الأمنية على غزة والضفة"، بالقول: "نريد تحقيق نزع السلاح في قطاع [غزة]. وهذا يتطلب سيطرتنا الأمنية العليا ومسؤوليتنا على كامل المنطقة الواقعة غرب الأردن، بما فيها قطاع غزة. ولا يوجد بديل عنها في المستقبل المنظور. نقول ذلك للمجتمع الدولي، للرئيس الأمريكي، لجميع القادة. لا يوجد بديل لذلك". وأضاف نتنياهو أن: "الهدف ليس أقل من النصر الكامل"، وفق تعبيره.

وعند حديثه، عن حل الدولتين، قال نتنياهو: "كل من يتحدث عن حل الدولتين، أسأله ماذا تقصد بذلك؟ هل يجب أن يكون للفلسطينيين جيش؟ هل يمكنهم توقيع اتفاق عسكري مع إيران؟ هل يمكنهم استيراد الصواريخ من كوريا الشمالية وغيرها من الأسلحة الفتاكة؟ هل يجب أن يستمروا في تربية أبنائهم على الإرهاب والإبادة، بالطبع لا. جوهر اتفاق السلام المستقبلي، الذي يقول الجميع إنه بعيد المنال، هو أن الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بالصلاحيات التي تمكنهم من حكم أنفسهم، ولكن لا ينبغي أن تكون لديهم أي من الصلاحيات التي تمكنهم من تهديد إسرائيل"، وفق تعبيره.

قال الصحفي الإسرائيلي ناحوم برنبيع: "ليس هناك نصر مطلق في الحرب ضد منظمة مثل حماس"

وتابع نتنياهو قائلًا: "النصر في متناول اليد. النصر سيكون أفضل شيء سيحدث، ليس لإسرائيل فحسب بل للفلسطينيين أنفسهم. لا أستطيع أن أرى مستقبلًا للفلسطينيين أو للسلام في الشرق الأوسط إذا انتصرت حماس"، بحسب تعبيره.

وعلق الصحفي الإسرائيلي ناحوم برنيع على كلام نتنياهو بالقول: "عندما يُسأل كبار المسؤولين العسكريين عن المقصود بأمر النصر الكامل، الذي كثيرًا ما يستخدمه نتنياهو في خطاباته، يهزون أكتافهم. ليس هناك نصر مطلق في الحرب ضد منظمة مثل حماس. ولن يأتي النصر إلا عندما يملأ عمل سياسي الفراغ الذي خلقه الجيش في سيطرته على غزة. وفي غياب العمل السياسي ستختفي كل إنجازات الجيش الميدانية"، وفق تعبيره.