11-يونيو-2020

متظاهرة ضد العنصرية في تولوز الفرنسية يوم 10 حزيران/يونيو 2020 (آلان بيتون/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

شرعت السلطات المحلية في ولاية واشنطن بفتح تحقيق جديد على خلفية تداول مقطع فيديو يظهر وفاة مواطن أمريكي من أصول أفريقية خنقًا بعد وقت قصير من توقيفه من قبل شرطة الولاية في الثالث من آذار/مارس الماضي، فيما كان يشكو من عجزه عن التنفس، في مشهد يذكر بحادثة جورج فلويد الذي كان يردد: "لا أستطيع التنفس" أثناء ضغط شرطي أبيض على عنقه بقوة مما أدى لوفاته بعد أقل من 10 دقائق.

تحصل الكثير من الجرائم  الشرطية الأمريكية المشابهة للاغتيال الذي وقع بحق جورج فلويد، لكنها لا تحظى بالتغطية الإعلامية دائمًا كما تمر بدون تحقيق أو عقاب 

بهذا الخصوص، قال حاكم ولاية واشنطن جاي إينسلي إنه "مقتنع" بضرورة التحقيق حول وفاة مانويل إيليس الذي ظهر في المقطع المصور، وأضاف مشددًا على أنه لا يجب أن يترك بيد مأمور الشرطة ومدعي عام مقاطعة بيرسي في الولاية على خلفية "تضارب المصالح" بين الطرفين، وجاء قرار إينسلي بعد نشر فيديو اقتطع من كاميرا مراقبة لأحد المنازل تظهر إيليس مكبل اليدين ويتوسل الشرطيين أثناء توقيفه.

اقرأ/ي أيضًا: العدالة لآداما.. شبح فلويد يوقظ جراح العنصرية في فرنسا

في تعليقه على وفاة إيليس قال محامي عائلته إن الفيديو "يظهر بوضوح أنه (إيليس) لم يكن فقط ينازع ليتنفس، لكنه كان يحاول أن يبقى محترمًا حتى خلال آخر لحظات حياته. هذا دليل على أنه لم يكن شخصًا عدوانيًا كما وصفته الشرطة"، حيثُ أظهر المقطع ترديد إيليس لجملة: "لا أستطيع التنفس سيدي الشرطي".

توفي إيليس (33 عامًا) نتيجة توقف التنفس المرتبط بضغط بدني، وفق ما كشف تشريح جثته، الذي بيّن أيضًا وجود ميثامفيتامين في جسده، وإصابته باعتلال في القلب قد أسهم أيضًا في وفاته، في وقت طالب حاكم بلدية مدينة تاكوما بتسريح وملاحقة عناصر الشرطة الأربعة المتورطين في هذه القضية، بدل وضعهم في إجازة إدارية فقط. لكن عناصر الشرطة قالوا إنهم أوقفوا إيليس بعد محاولته "فتح أبواب سيارة كان يوجد داخلها أشخاص"، مضيفين أن "مشاجرة حصلت معه ما أرغمهم على السيطرة عليه"، غير أن الفيديو المقتطع لم يظهر ذلك.

تأتي المقاطع المصورة المنشورة لاحقًا، وتظهر تعامل الشرطة الأمريكية بعنف مع المشتبه بهم من أعراق أخرى، في وقت يكثف الديمقراطيين في الكابيتول هيل من جهودهم لتشريع قانون لمكافحة عنف الشرطة والظلم العنصري، غير أن القانون لا يدعو إلى خفض أو إلغاء تمويل مراكز الشرطة، وهو ما يطالب به بعض المحتجين والنشطاء بشكل متزايد، لكن النواب دعوا إلى تعديل أولويات التمويل.

إذ من المقرر أن يتخذ مشروع القانون المؤلف من 134 صفحة خطوات كبيرة تشمل السماح لضحايا سوء سلوك الشرطة بمقاضاتها للحصول على تعويضات، وحظر تكبيل المعتقل مع الضغط على رقبته، وإلزام أفراد قوة إنفاذ القانون باستخدام كاميرات تثبت بملابسهم وفرض قيود على استخدام القوة المميتة، كما يسهل إجراء تحقيقات مستقلة مع مراكز الشرطة التي يرتكب أفرادها أنماطًا من سوء السلوك.

كما كان البيت الأبيض قد أعلن مساء الأربعاء 10 حزيران/يونيو 2020 أنه يضع اللمسات النهائية على مقترحات خاصة بإصلاح الشرطة لمعالجة مخاوف المتظاهرين بشأن فظاظة الشرطة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إنه من المتوقع الإعلان عن المقترحات في غضون أيام قليلة، مشيرةً لاستبعادها حصول المقترحات الرامية لتقليل الحصانة الممنوحة للشرطة على موافقة إدارة الرئيس دونالد ترامب.

مطلب عدم تكريم ذكرى كولمبوس من بين مطالب الهنود الحمر القديمة، إلا أنه انضم للمطالبة بإزالة تماثيل ونصب قادة الكونفدرالية و تجارة الرق التي تقدمها موجة الاحتجاجات الأمريكية الحالية

أما في سياق الاحتجاجات التي اندلعت في عشرات المدن الأمريكية ردًا على التنمر العنصري لقوات الشرطة الأمريكية، قام محتجين بإسقاط تمثال المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، فضلًا عن إسقاط تمثال آخر مماثل في ولاية فرجينيا، وذلك في أحدث واقعة لإسقاط تماثيل ونصب في الاحتجاجات العنيفة التي بدأت قبل أكثر من أسبوعين.

اقرأ/ي أيضًا: ارتبطوا بأبشع المجازر.. تعرف على رموز العنصرية الذين أزالت الاحتجاجات تماثيلهم

فيما يعترض النشطاء الأمريكيين الأصليين/الهنود الحمر منذ فترة طويلة على تكريم كولومبوس، قائلين إن حملاته في الأمريكتين أدت إلى الاستعمار والإبادة التي تعرض لها أسلافهم. في وقت عينه استبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغيير أسماء القواعد العسكرية المسماة بأسماء قادة الكونفدرالية، رغم سعي الديمقراطيين الذي أيدوا مطالب المحتجين بإزالة تماثيل الأشخاص الذين يمثلون الجنوب المؤيد للعبودية في الحرب الأهلية في ستينات القرن الـ19.

في حين كان مسؤولين في الإدارة الأمريكية، بما فيهم وزيري الدفاع مارك إسبر والجيش رايان مكارثي، قد أبدوا استعدادهم لإجراء محادثات تشمل الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن إعادة تسمية القواعد الأمريكية المسماة بأسماء قادة الكونفدرالية، غير أن ترامب رفض الفكرة معتبرًا في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على تويتر أن القواعد أصبحت جزءًا من "التراث الأمريكي العظيم" على حد وصف ترامب.

يذكر أن جميع القواعد العسكرية الأمريكية المسماة باسم قادة الكونفدرالية العسكريين مقرها في الولايات الكونفدرالية السابقة، وكان قد ساعد العديد من هذه الولايات في انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة سنة 2016، الأمر الذي يعول عليه الرئيس الحالي مجددًا في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، التي يتطلع فيها لهزيمة منافسه  جو بايدن، رغم مخالفة الكثير من المؤشرات لطموحات ترامب.

جدير بالإشارة إلة أن زعيمة الديمقراطيين في الكابيتول هيل نانسي بيلوسي قد حثت لجنة الكابيتول المكلفة بإدارة التماثيل المعروضة في المبنى على اتخاذ إجراءات "فورية" لإزالة 11 تمثالًا في مبنى الكابيتول تمثل قادة الكونفدرالية وجنودها. ومن بين تلك التماثيل واحد لقائد الجيوش الكونفدرالية روبرت إي لي، المعروف بالجنرال لي، وهو ما يبدو بشكل واضح  رفض مباشر لتصريحات ترامب بشأن معارضة تغيير أسماء القواعد العسكرية الموجودة في الجنوب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 طرق لمواجهة العنصرية في عالم كرة القدم

كولومبوس في محكمة الشعب.. التاريخ بعين الهندي الأحمر