29-أغسطس-2023
gettyimages

تهدد التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران التقدم في الاتفاق الأخير (Getty)

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن صادراتهم النفطية مستمرة رغم "الحظر الأمريكي أحادي الجانب"، وأشار كنعاني إلى أن بلاده تتطلع إلى عدم فرض أي قيود على صادرات النفط الإيرانية في إطار المفاوضات الرامية إلى إلغاء الحظر عن إيران.

وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في إحاطته الأسبوعية، الولايات المتحدة من أن مصادرتها لشحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة محتجزة لديها، يتعارض والاتفاق الذي أبرم حديثًا بين البلدين لتبادل السجناء، ووصف الإجراء بأنه غير مثمر.

وأضاف كنعاني، أن "الولايات المتحدة تبدي اهتمامها بالحوار المباشر مع إيران من جهة، ومن جهة أخرى تشهد قيامها بفرض عقوبات جديدة ومصادرة شحنة النفط الإيرانية"، وتابع "هذه الإجراءات لا تتوافق مع الرسائل التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إيران بأنها مستعدة لإجراء الحوار المباشر، واستكمال خطة العمل المشترك الشاملة"، في إشارة لإمكانية العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015.

حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في إحاطته الأسبوعية، الولايات المتحدة من أن مصادرتها لشحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة محتجزة لديها، يتعارض والاتفاق الذي أبرم حديثًا بين البلدين لتبادل السجناء

وأكد كنعاني، أن ما يهم طهران هو تصرفات الإدارة الأمريكية، وليس تصريحاتها ورسائلها. وكشف كنعاني، أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السويسري الذي تتولى بلادُه رعاية المصالح الأمريكية في إيران، احتجاجًا على مصادرة  شحنة النفط الإيرانية.

العلاقة مع المعتقل جمشيد شرمهد

وخلال الإحاطة الصحفية، طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، من الولايات المتحدة، توضيح صلتها مع المواطن الألماني، من أصل إيراني جمشيد شرمهد، المدان بارتكاب "أعمال إرهابية"، بحسب تعبير كنعاني.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية،  بعد أن التقى المبعوث الأمريكي الخاص بإيران أبرام بالي، يوم الجمعة الماضية بعائلة شرمهد.

من جانبها، قالت إبنة شرمهد، غازيل، إنها "أبلغت بالي بأنها بحاجة إلى إجراءات"، وأضافت أن والدها يجب أن "يكون جزءًا من كل ما يتم الاتفاق عليه لإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين"، وبموجب الاتفاق  كذلك سيتم أيضًا الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.

getty

وحكمت المحكمة الإيرانية على شرمهد، وهو حاصل أيضًا على إقامة في الولايات المتحدة، بالإعدام في شباط/فبراير الماضي، بعد إدانته بقيادة جماعة مؤيدة للملكية، متهمة  بالضلوع في هجوم على مسجد في شيراز أودى بحياة 14 شخصًا في نيسان/أبريل 2008.

وأفرجت إيران، قبل أسبوعين، عن أربعة أمريكيين، ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية، ليصبح عدد المفرج عنهم والخاضعين إلى الإقامة الجبرية، خمسة مواطنين أمريكيين، في خطوة أولى من اتفاق يُسمح لهم في نهاية المطاف بمغادرة إيران.

طلب فرنسي

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيران للإفراج عن أربعة مواطنين فرنسيين، تحتجزهم في "ظروف غير مقبولة"، وفق قوله. جاء ذلك، في خطاب الرئيس الفرنسي السنوي أمام سفراء بلاده أمس الإثنين في قصر الإليزيه.

وقال ماكرون أمام السفراء المجتمعين في باريس، إنه " لا شيء يبرّر احتجاز مواطنين فرنسيين في ظروف غير مقبولة".

وتحتجز السلطات الإيرانية أربعة فرنسيين منذ أيار/مايو، وأيلول/سبتمبر 2022، بتهمة التجسس، وهم: لوي أرنو ، والمعلمة والنقابية سيسيل كولر، ورفيقها جاك باري، وشخص آخر لم تُكشف عن هويته. 

getty

وكانت إيران، قد أفرجت في أيار/ مايو عن المواطنين الفرنسيين بنيامين بريير، وبرنارد فيلان، الذي يحمل كذلك الجنسية الإيرلندية،  لأسباب "إنسانية"، كما تقول السلطات الإيرانية.

واعتقل بريير، بعد إطلاقه طائرة مُسيّرة بالقرب من الحدود الإيرانية التركمانستانية عام 2020، وحكم عليه في وقت لاحق بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس. ثم برأته محكمة استئناف، لكنه بقي في السجن في وضع وصفته عائلته ب بـ"غير المفهوم".

وكان بريير معتقلًا مثل فيلان في سجن وكيل أباد في مشهد، وأعلن إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، احتجاجًا على ظروف اعتقاله.

أما برنارد فيلان، الذي يعمل مستشارًا في مجال السفر من  باريس، فقد اعتقل في تشرين الأول/أكتوبر 2020 في مشهد، وبقي هناك في السجن.

طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، من الولايات المتحدة، توضيح صلتها مع المواطن الألماني، من أصل إيراني جمشيد شرمهد

وفي نيسان/أبريل، حكم عليه بالسجن ست سنوات ونصف، بتهم تتعلق بالأمن القومي، وهو ما نفته عائلته.

كما أطلقت السلطات الإيرانية، في شباط/فبراير الماضي، سراح الباحثة الفرنسية-الإيرانية فريبا عادلخاه بعد حكم بالسجن لخمس سنوات، لإدانتها بتهمة المساس بالأمن القومي، من دون أن يسمح لها بعد بمغادرة البلاد، ووضعت تحت الإقامة الجبرية. واعتقلت عادلخاه عام 2019 خلال زيارتها لإيران.

وتعتقل السلطات الإيرانية عددًا من المواطنين الأجانب معظمهم من مزدوجي الجنسية، بتهم التجسس، في حين تعتبر دولهم أنهم "رهائن"، احتجزوا لتحصل طهران على تنازلات من الدول الغربية أو مبادلتهم بمواطنين إيرانيين معتقلين في تلك الدول.