05-مايو-2023
Getty

التحالف يهدد بإعادة اللاجئين بالقوة إلى سوريا (Getty)

يشارك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقررة في 14 أيار/مايو، 5 تحالفات انتخابية، وهي تحالف "الجمهور" بقيادة حزب العدالة والتنمية، وتحالف "الأمة" الذي يضم أبرز أحزاب المعارضة التركية بقيادة حزب الشعب الجمهوري، بالإضافة لتحالف "الأجداد" الذي يضم أحزاب قومية متطرفة، وتحالف "الجهد والحرية" الذي يقوده حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وتحالف "اتحاد القوى الاشتراكية" الذي يضم قوى يسارية وشيوعية.

تحالف الأجداد يعبر عن نفسه بأفكار قومية متطرفة تدور حول معاداة الأجانب واللاجئين

وعلى مدار الأشهر الماضية، تصدرت المواضيع المرتبطة باللاجئين في تركيا، جداول النقاش السياسي، حيث تنافست عدة أحزاب تركية على تقديم خطابات معادية للاجئين، مدفوعةً بالعنصرية والكراهية. وفي هذا الإطار، برز موقف تحالف الأجداد، الذي قدم موقفًا متطرفًا تجاه الموضوع، إذ تعهد التحالف بـ"إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بالقوة".

أحزاب تحالف الأجداد

يتكون تحالف الأجداد من أربعة أحزاب ذات توجه قومي متطرف وليبرالي، وأعلن عن انطلاقته في 11 آذار/مارس 2023، وضم أحزاب النصر، والعدالة، وبلدي، والتحالف التركي. وكان الحديث في البداية يدور حول ستة أحزاب إلا أن حزب "البلد" بزعامة المرشح في السباق الرئاسي محرم إنجه، أعلن انسحابه من التحالف في آخر لحظة. فيما قرر زعيم حزب "الصحيح" رفعت سيردار أوغلو، الانسحاب بسبب تقديم التحالف مرشحًا للانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبره سيردار يصب في مصلحة مرشح تحالف "الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان.

.

حزب النصر

هو أكبر أحزاب التحالف، ويتزعمه النائب البرلماني المتطرف والمثير للجدل أوميت أوزداغ، ويتبنى الحزب خطابًا قوميًا متطرفًا، يستهدف المهاجرين والأجانب، وبالأخص السوريين والأفغان. ويطالب الحزب بالقيام في عمليات ترحيل واسعة للأجانب، وهو الحزب الوحيد في التحالف الذي يملك مقعدًا نيابيًا يشغله زعيم الحزب أوميت أوزداغ.

حزب العدالة 

تأسس في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 من قبل السياسي التركي فاجيت أوز. ويعد الحزب امتدادًا لحزب "العدالة" الذي تزعمه سليمان ديميريل، وتم حله في عام 1981. يقدم الحزب خطابًا محافظًا، لكنه يتبنى خطًا ليبراليًا يدعم اقتصاد السوق وتقوية العلاقة مع الولايات المتحدة.

حزب بلدي

هو حزب قومي صغير لا يتجاوز عدد أنصاره المئات، وتأسس في أيار/ مايو 2019، برئاسة نيسيت دوغان.

حزب "التحالف التركي" 

يتبنى حزب "التحالف التركي" كذلك موقفًا قوميًا من القضايا الداخلية والخارجية التي تخص تركيا، ويقود الحزب محمد سقلام منذ تأسيسه في كانون الأول/ ديسمبر 2020.

مرشح التحالف للانتخابات الرئاسية

على الرغم من وجود أسماء عديدة من داخل الأحزاب التي تشكل التحالف، إلا أن الاختيار وقع على شخصية من خارج التحالف هو الأكاديمي التركي من أصول أذربيجانية سنان أوغان، العضو السابق في حزب "الحركة القومية" المتحالف مع حزب العدالة والتنمية.

.

عمل أوغان في بدايته مشواره السياسي في وزارة الخارجية التركية، كما انتخب في وقتٍ لاحقٍ عضوًا في البرلمان عن حزب "الحركة القومية"، ممثلًا لولاية "اغدير" بين الأعوام 2011 و 2015، إلا أنه طرد من الحزب في عام 2015، ثم عاد إليه في العام نفسه عبر رفعه دعوى قضائية. وطرد مرةً أخرى من الحزب في عام 2017 عندما أعلن عن نيته التصويت بـ "لا" على استفتاء تغير نظام الحكم ليصبح رئاسيًا. 

 

أصوات من تحت الركام

ومنذ طرده من الحزب، لم ينتسب أوغان لأي حزب، وظل متمسكًا بأفكاره القومية المتطرفة، إذ يعتبر من أتباع تنظيم الذئاب الرمادية، وهي منظمة تركية يمينية متطرفة تشكلت في أواخر عام 1960، وتُعتبر الذراع المسلح غير الرسمي لحزب "الحركة القومية"، وتعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد، كما أنها معادية للسلطة التركية، وقد سبق أن اتهمت بالإرهاب.

وعود تحالف الأجداد الانتخابية

قدم تحالف الأجداد عددًا من الوعود الانتخابية على لسان مرشحه سنان أوغان. وتركزت على إلغاء النظام الرئاسي، والعودة إلى النظام البرلماني. كما قدم تصورًا لحل "المشاكل الديمغرافية" في تركيا عبر ترحيل اللاجئين خاصة السوريين. 

Getty

وفي لقاء تلفزيوني، تعهد أوغان بإجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، قائلًا: إذا "لزم الأمر، فسنجبرهم على العودة بالقوة وبشكل قانوني، عندما يتم القبض على مواطن تركي غير شرعي في ألمانيا، يقولون له رجاءً عد إلى وطنك؟ أم يقولون إن الحرب انتهت"، وفق تعبيره. وتابع: "المستشفيات ومكاتب البريد مجانية للمهاجرين السوريين، والأمر ينطبق على باقي المهاجرين، لماذا لا يقيمون في مخيمات اللاجئين؟ أؤكد أن تحالف الأجداد التركي وسنان أوغان سيعيدون اللاجئين خلال عام واحد فقط"، وفق قوله.