05-أبريل-2023
getty

يرغب إنجه بالاستمرار في سباق الانتخابات الرئاسية التركية (Getty)

دخول زعيم حزب البلد التركي محرم إنجه، إلى سباق الانتخابات التركية 2023، خلط حسابات المعارضة التركية، التي اعتقدت أنها قامت بالمهمة الأصعب من خلال توحيد صفوفها للمرة الأولى ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من خلال تحالف المعارضة التركية الواسعة المعروف باسم "الطاولة السداسية".

سبق لإنجه الترشح في الانتخابات الرئاسية التركية 2018 لمواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

واعتمدت اللجنة العليا للانتخابات بشكل رسمي، القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية وهم مرشح "تحالف الجمهور" رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" كمال كيليجدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" سنان أوغان، ومرشح حزب البلد محرم إنجه.

أصوات من تحت الركام

ونجح زعيم حزب البلد بالحصول على 100 ألف توقيع للدخول في الانتخابات التركية 2023. وتنافس إنجه مع أردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2018، لكن الأخير حسم النتيجة لصالحه بالجولة الأولى بعد حصوله على 52,6% من أصوات الناخبين.

واختفى إنجه عن الساحة السياسية في تركيا، ليظهر بعدها بتشكيل حزب البلد، بعد انشقاقه عن حزب الشعب الجمهوري.

getty

تشتيت أصوات المعارضة 

تمكن تحالف المعارضة التركية المعروف باسم "الطاولة السداسية"، من تجاوز خلافاته والاتفاق في بداية الشهر الماضي على ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، وبعد حصول الأخير على تأييد ضمني من حزب الشعوب الديموقراطي الداعم للأكراد، وهو القوة السياسية الثالثة في تركيا، ما دفع بعض التحليلات للحديث عن أن المعارضة قد تنتصر في الجولة الأولى على حساب الرئيس التركي أردوغان.

ويُنظر حاليًا إلى دخول محرم إنجه على منافسة الانتخابات التركية، إلى إعادة بناء كل التوقعات، فإنجه يرى في تركيا باعتباره شخصية كاريزمية ويمتلك القدرة على حشد الجماهير، عكس مرشح المعارضة كيليجدار أوغلو، مع ترجيحات بأنه يمتلك القدرة على استقطاب الأصوات من حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد، مما يفتح الباب أمام إمكانية جولة ثانية للانتخابات التركية.

getty

وهو ما يذهب إليه عثمان سيرت مدير أبحاث "Panoramatr" في حديث لوكالة رويترز، قائلًا "النتيجة الأساسية لترشيح محرم إنجه هي إرسال الانتخابات إلى جولة ثانية".

وعلى الرغم من أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى أن دعم إنجه قد انخفض ​​إلى أقل من 10%، ورغم فهذه النسبة كفيلة بالوصول إلى جولة انتخابية ثانية.

عضب من ترشح إنجه 

أجرى مرشح المعارضة  كمال كيليجدار أوغلو، زيارة إلى منافسه زعيم حزب البلد محرم إنجه، من أجل  ثنيه عن الترشح في الانتخابات التركية 2023. إلّا أن إنجه رفض الانسحاب، قائلًا لـ قناة"Haberturk": "لا يوجد موقف يتطلب منا الانسحاب، وهذا غير ممكن من الناحية الفنية".

وأثار ترشح محرم إنجه للانتخابات الرئاسية التركية، غضبًا واسعًا في حزب الشعب الجمهوري، وشنت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة حملة شرسة على إنجه، متهمة إياه بتشتيت أصوات المعارضة. 

getty

ولخص الصحفي التركي غوفينتش داغوستون في  صحيفة "بيرغون" اليومية اليسارية الشعور المشترك في صفوف المعارضة، حين توجه بخطاب لإنجه، قائلًا: "انسحب على الفور. ترشحك لن يجلب لك أي نجاح".

شعبية في صفوف الشباب

لدى مرشح حزب البلد، شعبية في أوساط الناخبين الشباب، الغاضبين من سياسة الرئيس التركي أردوغان وغير المقتنعين بأداء مرشح المعارضة كيليجدار أوغلو.

ولم يفقد إنجه الأمل بالفوز، فقد قال حين تمكن من جمع 100 ألف تزكية الإلزامية: "ستذهب الانتخابات إلى جولة ثانية، وسأنُتخب رئيسًا في الجولة الثانية بأكثر من 60% من الأصوات".

getty

من المستفيد من ترشح إنجه؟

قال مسؤول كبير في حزب معارض رفض الكشف عن اسمه لوكالة رويترز، إن ترشيح إنجه سيجعل من الصعب هزيمة أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات التركية، في حين يقول مسؤول كبير من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، إن استطلاعات الرأي  تشير إلى أن دعم إنجه يتراوح بين 8-9%.

وقد أظهرت بيانات من مؤسسة "Metropoll" لاستطلاعات الرأي التي تراقب عن كثب الانتخابات التركية أن إنجه والناخبين المترددين سيحددون الفائز في التصويت الرئاسي.

وفي استطلاع نظم في شهر آذار/ مارس، قال 44,6% من المستطلعين إنهم سيصوتون لصالح كيليجدار أوغلو، و 42 % لأردوغان، إذا أعطيت خيارًا بين الاثنين، بينما خطط ما يقرب من 6٪ لإجراء تصويت "احتجاجي".

من "غير المرجح أن يستقطب إنجه أصواتًا من الحزب الحاكم"

ويقول الصحافي دنيز زيرك من "غير المرجح أن يستقطب إنجه أصواتًا من الحزب الحاكم"، مضيفًا: "من هو أكبر مستفيد من ترشحه؟ أردوغان".

بدوره، يعتبر عمري بكر من مركز "أوراسيا غروب للدراسات"،  أن "قرار إنجه وقرار حزب الشعب الجمهوري بشأن دفن الأحقاد من عدمه سيكون مفتاح مصير كيليجدار أوغلو في الجولة الثانية".