16-يناير-2023
gettyimages

37 قتيلًا أوكرانيًا في قصف روسي استهدف مدينة دنيبرو (Getty)

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات أدلى بها، أمس الأحد، للتلفزة الروسية الرسمية، أن العمليات العسكرية في أوكرانيا تسير على نحو إيجابي بعد التأكيدات الروسية المتوالية بالسيطرة على مدينة سوليدار والتقدم تجاه باخموت، وزعم بوتين أن "كل شيء يتطور في إطار خطة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة"، على حدّ قوله.

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات أدلى بها، أمس الأحد، للتلفزة الروسية الرسمية، أن العمليات العسكرية في أوكرانيا تسير على نحو إيجابي بعد التأكيدات الروسية المتوالية بالسيطرة على مدينة سوليدار

ميدانيًا، ارتفع عدد القتلى في هجوم صاروخي روسي على مجمع سكني في دنيبرو (جنوب وسط) إلى 37 شخصًا، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين. بالإضافة إلى إصابة 73 شخصًا وإنقاذ 39 شخصًا من تحت الركام، فيما أعلنت مصادر حكومية رسمية عن أن 41 شخصًا ما زالوا في عداد المفقودين، حتى صباح اليوم الإثنين، فيما تشير مصادر أوكرانية إلى أن فرص إخراج أحياء من تحت الركام ضئيلة. وأدى الهجوم الصاروخي الروسي إلى تدمير 72 شقة بالكامل، بالإضافة إلى إضرار بأكثر من 200 شقة سكنية.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مسؤوليتها عن ضربات صاروخية في أنحاء أوكرانيا، قائلةً إنه "تم ضرب جميع الأهداف المحددة، والغاية من الهجوم قد تحققت"، دون أن تشير إلى إصابة مبنى سكني في دنيبرو.

getty

في ذات السياق تعرضت العاصمة كييف ومدينتيْ لفيف غربي أوكرانيا وخاركيف شرقها لقصف مشابه "استهدف منشآت البنية التحتية ومناطق سكنية، وتسبب في انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي".

كما شنت روسيا هجومًا على مدينة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، خلال الليلة الماضية، مما أسفر عن إصابة مدنيين وتدمير البنية التحتية السكنية، وفقا لمسؤولين محليين. كما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 14 شخصًا بجروح في إقليم خيرسون يوم أمس نتيجة قصف الجيش الروسي المدفعي.

القتال على سوليدار

ويستمر القتال على مدينة سوليدار إعلاميًا، ورغم إعلان القوات الروسية السيطرة عليها، إلّا أن القوات الأوكرانية لم تعترف بالهزيمة بعد، فقد بثت مقاطع مصورة لمشاهد قالت إنها تعود لجيوب مقاومة ما تزال صامدة في المدينة، وفي المقاطع المصورة يستهدف مقاتلون أوكرانيون مجموعة فاغنر الروسية "أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الأوكراني داخل المدينة".

وتحدث حاكم مقاطعة دونيتسك عن معارك عنيفة "تدور في سوليدار وفي باخموت المجاورة". وعلى الطرف الآخر أكّدت وزارة الدفاع الروسية "إتمام السيطرة على سوليدار يوم السبت"، كما أكّد مالك مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين سيطرة مقاتليه على سوليدار.
وفي الإحاطة الإعلامية الصادرة عن وزارة الدفاع البريطانية، أشارت إلى أن القوات الأوكرانية ما زالت تحتفظ بمواقع داخل سوليدر. وأكدت على استمرار القتال العنيف خلال عطلة نهاية الأسبوع في قطاعي كريمينا وباخموت في جبهة دونباس. مضيفةً أن القوات الأوكرانية متواجدة في بلدة كريمينا، وقائلةً: "حققت كل من روسيا وأوكرانيا مكاسب صعبة ولكن محدودة في قطاعات مختلفة".

جبهات جديدة؟

وذكر الجيش الأوكراني أنه "رصد زيادة في عدد السفن الروسية التي وضعت في حالة تأهب قتالي على جبهة البحر الأسود"، وأكّد بيان الجيش الأوكراني أنّ القوات الأوكرانية مستعدة "لهجمات روسية على نطاق واسع من تلك الجبهة".

وبحسب ذات البيان  فقد عزز الجيش الروسي وجوده في البحر الأسود ب"5 حاملات صواريخ وغواصة واحدة خلال الساعات القليلة الماضية جرى تحريكها من سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إلى البحر الأسود وقد استخدموا خلال هجوم أمس السبت نصف صواريخ كاليبر الجاهزة للإطلاق".

وفي سياق التصعيد الروسي شمالًا، بدأت روسيا وبيلاروسيا تدريبات جوية مشتركة، صباح اليوم. ووفقًا لوزارة الدفاع البيلاروسية، فقد وصلت وحدات من القوات الجوية الروسية إلى مطاراتها في وقت متأخر من مساء الأحد، فيما انطلقت المناورات اليوم الإثنين بعد الثامنة صباحًا بقليل، وأكدت بيلاروسيا على أن المناورات العسكرية هي تدريبات دفاعية.

ووسط خشية كييف من فتح جبهة الشمالية، قال النائب الأول لوزير الخارجية في مجلس الأمن البيلاروسي بافيل مورافيكو، إن الوضع على الحدود الجنوبية لبيلاروسيا (الحدود مع أوكرانيا) لم يكن "هادئًا للغاية"، وأن أوكرانيا كانت "تستفز" بيلاروسيا.

وتتصاعد المخاوف الأوكرانية من إمكانية فتح جبهة شمالية، خاصةً أن هذه التدريبات هي الثانية خلال شهر بعد مناورات برية سابقة، وسط ارتفاع مستوى التحالف بين روسيا وبيلاروسيا خلال الأشهر الماضية إثر زيارة بوتين، رغم تأكيد مينسك على أنها لا تنوي فتح جبهة جديدة ضد أوكرانيا.

دعم عسكري وزيادة في التجنيد

أما فيما يخص التعليقات السياسية، فقد أدلى الرئيس الروسي بتصريحات أبدى فيها اطمئنانه على مسار العمليات العسكرية التي أكّد أنها تجري بشكل إيجابي وفق ما هو مخطط له من قبل وزارة الدفاع وهيئة الأركان. وقال بوتين في  مقابلته التي بثّت أمس الأحد مساء مع القناة العامة الروسية  "آمل أن يحقق الجنود الروس المزيد من المكاسب بعد سوليدار" في إشارة إلى المحطة القادمة وهي مدينة باخموت في الجنوب الأوكراني. تأتي تصريحات بوتين، بعد أيام من قوله أن بعض المعارك تشهد صعوبات، وتغيير القيادة العسكرية للحرب على أوكرانيا.

وضمن الخطط الروسية الرامية إلى زيادة عدد عناصر قواتها بنحو 30% رجّحت وكالة رويترز بناء على مصادرها أن تعمد موسكو إلى "رفع الحد الأقصى لسن تجنيد مواطنيها بحلول الربيع". وسبق للمتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن أوضح أنّ الرئيس بوتين يؤيد مبدئيًا فكرة رفع الحد الأقصى لسن التجنيد وفق التغييرات المحتملة، مضيفًا أن التفاصيل الدقيقة في هذا المجال تُترك لوزارة الدفاع، حسب قوله.

getty

وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد لمح إلى إمكانية إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، خاصةً الدبابات القتالية. وذلك بعد طلب الرئيس الأوكراني زيلينسكي المزيد من الأسلحة الغربية ، قائلاً إن "الإرهاب" الروسي لا يمكن إيقافه إلا في ساحة المعركة.وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يوم السبت، بتزويد أوكرانيا بـ 14 دبابة من طراز تشالنجر 2 ، مما يجعلها أول دولة غربية تزود أوكرانيا بالدبابات الثقيلة التي طالبت بها كييف.

وأعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية، يوم الأحد، أن الجيش الأمريكي أطلق برنامج تدريب موسع ومتطور للقوات الأوكرانية يركز على القتال على نطاق واسع ويهدف إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على استعادة الأراضي من القوات الروسية. وقال كبير جنرالات البنتاغون مارك ميلي، إن التدريب بدأ يوم الأحد في منطقة تدريب جرافينوير في ألمانيا وسيستمر لمدة خمسة أو ستة أسابيع، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست .

أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية، يوم الأحد، أن الجيش الأمريكي أطلق برنامج تدريب موسع ومتطور للقوات الأوكرانية يركز على القتال على نطاق واسع ويهدف إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على استعادة الأراضي من القوات الروسية

وبحسب ما ورد سيخضع حوالي 500 جندي للنسخة الأولية من التدريب، مع التركيز على ما يسميه الجيش حرب الأسلحة المتداخلة، والتي يتم فيها وضع الدبابات والمدفعية والمركبات القتالية والأسلحة الأخرى في طبقات عدة لزيادة فاعليتها.