أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن سيطرة قواتها بالكامل على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا، خلال الليلة الماضية، مشيرةً إلى أن السيطرة على سوليدار تمكنها من قطع وصول الإمدادات للقوات الأوكرانية المتواجدة في مدينة باخموت، وذلك بحسب ما جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس".
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن سيطرة قواتها بالكامل على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا خلال الليلة الماضية
وبالسيطرة على سوليدار، تكون القوات الروسية، قد حققت أول انتصاراتها منذ بداية الهجوم الأوكراني المضاد في أيلول/ سبتمبر الماضي. وكانت سوليدار، قد تحولت إلى نقطة القتال الأبرز في معارك أوكرانيا خلال الأيام الماضية، وتذهب التقديرات إلى أن أهمية السيطرة على سوليدار تكمن من جانب معنوي في الأساس، نظرًا لقلة أهميتها الاستراتيجية في المعارك، ولكنها تحولت إلى رمز كبير في الجانب الأوكراني والروسي، نتيجة المعارك الضخمة التي شهدتها المدينة على مدار أيام. فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل أكثر من 700 جندي أوكراني خلال القتال في سوليدار.
وشهدت الأيام الماضية، معارك صعبة في مدينة سوليدار، قبل أن يعلن رئيس شركة فاغنر السيطرة على المدينة قبل ثلاثة أيام، وسط نفي أوكراني، وعدم تأكيد روسي رسمي على ذلك. وحتى مساء أمس الخميس وصباح الجمعة، تحدث المصادر الرسمية الروسية والأوكرانية عن استمرار القتال في المدينة. ولم يؤكد الجيش الروسي سيطرته على المدينة، فيما تحدث المسؤول الروسي في دونيتسك أندري بايفسكي، صباح اليوم، عن استمرارية وجود "جيوب مقاومة صغيرة" من الجيش الأوكراني داخل المدينة، مشيرًا إلى أن القوات المدعومة من روسيا تمتلك شبه سيطرة كاملة على المدينة.
واستمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حتى مساء الخميس، بالحديث عن تمسّك وحدتين أوكرانيتين في سوليدار بمواقعهما وإلحاقهما بمجموعات فاغنر والقوات الروسية خسائر كبيرة، على حدّ وصفه. ولتعزيز صمود جيوب المقاومة في سوليدار قال زيلينسكي إنّ قادته حدّدوا التعزيزات المطلوبة لدعم صمود سوليدار والبلدات المجاورة، مشيرًا إلى أنه سيتم إرسال التعزيزات في أقرب وقت. كما حرص زيلينسكي على التنويه بأهمية سوليدار وباخموت بالقول إنهما "تمثلان القضية الأولى وأن المعركة الآن من أجل دونيتسك".
وحتى مساء الخميس، كان التوجه الرسمي الأوكراني مستمرًا بالحديث عن استمرارية المعارك في سوليدار، كما صرح المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك الذي قال إن "سوليدار وباخموت تحت سيطرة القوات الأوكرانية ولن يجري التفريط بهما، خاصةً أنّ كسر شوكة الروس فيهما سيؤدي إلى تغيير مسار الحرب".
وتعليقًا على عمليات القتال الدائرة في سوليدار وباخموت جاء في بيان للخارجية الأمريكية ما نصّه: "إنّ أي مكاسب روسية إضافية في أوكرانيا لن تغير من الفشل الإستراتيجي الذي يواجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب". وتشير التقديرات إلى إجمالًا، إلى أن القوات الروسية ستتمكن من السيطرة على سوليدار خلال الأيام القادمة، بعدما تحولت المدينة إلى ركام، نتيجة صعوبة المعارك التي اندلعت فيها.
وحول أهمية المعركة في سياق الحرب، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، يوم الخميس، للصحفيين في البيت الأبيض "حتى لو سقط كل من باخموت وسوليدار في أيدي الروس، فلن يكون لذلك تأثير استراتيجي على الحرب نفسها".
هذا وأشارت مصادر أوكرانية رسمية، إلى أن مئات المدنيين ما زالوا محاصرين في سوليدار دون وجود إمكانية لإخراجهم من مدينة، وقال حاكم دونيتسك الأوكراني بافلو كيريلينكو إن 559 مدنيًا لا يزالون في سوليدار، من بينهم 15 طفلاً، ولا يمكن إجلائهم.
روسيا تعزز قواتها شمالًا
في الأثناء رجّحت كييف أن تتدخل بيلاروسيا في الحرب بشكل مباشر، معلنةً استعدادها لسيناريو فتح جبهة شمالية بالإضافة للجبهة الشرقية التي تشتعل فيها المواجهات حاليًا. وبدأت مؤشرات قرب فتح الجبهة الشمالية منذ زيارة بوتين الأخيرة لبيلاروسيا وحشد القوات الروسية هنالك، وزيارة لجنة عسكرية روسية مؤخرًا بقيادة قائد القوات البرية أوليغ ساليوكوف إلى بيلاروسيا، حيث تفقدت القوات المشتركة قبل أيام من انطلاق مناورات روسية بيلاروسية تثير مخاوف كييف.
هذا فضلًا عن ما كشفه الجيش الأوكراني مؤخرا من أنّ "معظم الصواريخ الباليستية الروسية أُطلقت من أراضي بيلاروسيا" معلنًا شروع القوات الأوكرانية بتعزيز قدراتها الدفاعية على الحدود مع بيلاروسيا تحسبا لأي تطورات.
خلال زيارة لفيف يوم الأربعاء، دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي قواته إلى أن تكون "جاهزة على الحدود وفي المناطق القريبة من بيلاروسيا، وسط مخاوف من أن روسيا قد تشن هجومًا جديدًا من الشمال.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية إن قائد القوات البرية الروسية أوليج ساليوكوف ، زار بيلاروسيا، يوم الخميس، لتفقد الاستعداد القتالي للقوة مشتركة متمركزة هناك. وكان ساليوكوف قد تم اختياره كواحد من نواب قادة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الجدد بعد سلسلةً من التعديلات في القيادة العسكرية. وتأتي زيارته في الوقت الذي وسعت فيه روسيا وبيلاروسيا تدريباتهما العسكرية المشتركة في بيلاروسيا.
وقال محللون إن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتغيير القيادة العسكرية في أوكرانية، يعبر عن نفاذه صبره، وذلك بعد أشهر من الفوضى العسكرية وغياب الانتصارات، وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت تعيين رئيس أركان الجيش الروسي فاليري جيراسيموف قائدًا لجبهة الحرب في أوكرانيا.
قال محللون إن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتغيير القيادة العسكرية في أوكرانية، يعبر عن نفاذه صبره، وذلك بعد أشهر من الفوضى العسكرية وغياب الانتصارات
يترافق مع ذلك، توجه غربي نحو زيادة مستوى الأسلحة المقدم لأوكرانيا، وحاليًا تدور النقاشات في أوروبا وأمريكا، حول إمكانية إرسال الدبابات للجيش الأوكراني، خاصةً مع اقتراب فصل الربيع، الذي يتوقع أن ينطلق مع بدايته هجوم روسي واسع جديد، وهذا التوجه في تسليح، قد يشكل تغيرًا داخل حلف الناتو، الذي كان يسعى لأقل تورط ممكن بالحرب، والتركيز على الأسلحة الدفاعية، دون تقديم أسلحة هجومية أو استراتيجية لأوكرانيا.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف ، إن أوكرانيا أصبحت بحكم الواقع عضوًا في حلف الناتو، خلال مقابلة مع قناة بي بي سي. وأضاف أنه واثق من أن أوكرانيا ستتلقى أسلحة مثل الدبابات والطائرات المقاتلة.
