02-فبراير-2020

وقفة احتجاجية أمام مبنى القنصلية الأمريكية بمدينة الدار البيضاء

استطاعت "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، أن تُوحّد عددًا من الأصوات المغربية من مختلف الأيديولوجيات، حيث أصدر 65 عالمًا ومثقفًا مغربيًا بيانًا رافضًا لخطة السلام الأمريكية، على رأسهم أحمد الريسوني، القيادي الإسلامي المغربي، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والداعية عبد الله نهاري، وعبد الصمد بلكبير البرلماني السابق، وأحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.

لم يكتف 65 مثقفًا مغربيًا بتوقيع بيان رافض لصفقة القرن، بل شهد الشارع المغربي مظاهرات وحراكًا غاضبًا

صوت الحرية

منذ الساعات الأولى لإعلان "الصفقة"، ارتفعت أصوات عدد من الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين المغاربة الرافضين لتفاصيل "صفقة التطبيع"، متهمينها بـ"تصفية القضية الفلسطينية، والانتصار للصهيونية المارقة ضد القيم الإنسانية، والكونية، ومبادئ العدالة".

اقرأ/ي أيضًا: "ابتزاز حقير".. كيف غطت الصحافة العالمية صفقة القرن؟

وعبّر الموقعون على البيان عن رفضهم للخطط الأمريكية لأن "القضية الفلسطينية، والقدس والأقصى، قضية دينية تندرج نصرتها ضمن أصول الدين، وقطعياته، وثوابته، التي لا يملك أحد التفريط فيها، أو المتاجرة فيها، مهما علا شأنه، سواء كان عالمًا، أو مسؤولًا، والدفاع عنها واجب مقدس، وفرض عين على كل مسلم قادر على ذلك".

ودعى الموقعون على العريضة الرافضة لخطة السلام الأمريكية سائر الشعوب الإسلامية بالانخراط في "الفجر العظيم"، الحملة التي أطلقت من المسجد الأقصى، معتبرين أنها مبادرة إحيائية "تقض مضاجع الصهاينة، وعملائهم، ودعوتنا لمؤازرة المرابطين في الأقصى، ودعم صمودهم ضد كل مخططات التهويد الصهيوني".

كما عبر الموقعون عن استنكارهم لـ"صلاة الهولكوست" التي شاركت فيها مؤسسات وشخصيات دينية، كان على رأسها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، معتبرين أنها "تأتي في سياق تمرير صفقة القرن، وتبييض وجه الصهيونية الكالح، والتغطية على جرائمها، ومذابحها، منذ عام 1948، وهي لا تقل فظاعة عن مذابح النازية في أوروبا والعالم، مع التنبيه على أن الهولكوست النازي في حق اليهود، والذي ندينه ونجرمه، جاء في سياق حرب إمبريالية غربية تتصارع على النفوذ في العالم، ونال المسلمون النصيب الأوفر ضمن ضحاياها".

أصوات الشارع

دأب المغاربة على رفع أصواتهم في الشارع كلما كان الأمر متعلقًا بفلسطين، وشهدت عدد من المدن المغربية أكبر المسيرات في الحرب على غزة سنة 2008، وهو الأمر الذي تدعو له عدة من الهيئات منذ إعلان الرئيس الأمريكي ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، عن "صفقة القرن".

من جانب آخر، كشف عزيز الهناوي، الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي، في حديثه مع "اليوم 24" عن قرار عدد من هيئات مدنية مناصرة للقضية الفلسطينية في تنظيم مسيرة شعبية الأسبوع القادم رفضًا للصفقة الأمريكية الصهيونية.

ومن بين الهيآت المشاركة في الاجتماع التحضيري للمسيرة: الائتلاف المغربي للتضامن، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة.

وأشار المتحدث أنه من المنتظر أن يجتمع عدد من المنظمات في مقر الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني من أجل الاتفاق حول توقيت ومكان المظاهرة الشعبية التي ستنظم خلال الأسبوع القادم.

بموزاة مع ذلك، خرج، الخميس الفائت، عدد من المغاربة في وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية، في العاصمة الاقتصادية، رافضين لخطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي.

خرج عدد من المغاربة في وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية، في العاصمة الاقتصادية، رافضين "صفقة" ترامب

انتقد المحتجون بلاغ وزارة الخارجية المغربية، الذي عبرت فيه المملكة عن رأيها في الخطة التي أعلنها ترامب، والتي قالت من خلالها إنها "أنها تُقدر جهود السلام التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ اعتبروا هذا الموقف الرسمي متخاذلًا، مطالبين بالعدول عنه وتبني الموقف الشعبي".

اقرأ/ي أيضًا: ترامب يعمق الانقسام السياسي في الولايات المتحدة بصفقة القرن

وردد عدد من المحتجين من أطياف المجتمع شعارات منددة بالصفقة، وأيضًا من مواقف عدد من الدول العربية، من قبيل: "يا حكام الذل والعار، بعتوا الأقصى بالدولار"، و"يا حكام الهزيمة، عطيوا للشعب الكلمة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جبهات "وطنية" واجبة

"صفقة القرن" وأُفول الدّور الوظيفيّ للأردن