31-يناير-2020

نتنياهو يصفق لترامب في مؤتمر الإعلان عن بنود صفقة القرن (رويترز)

ما إن وصل دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية حتى بدأت تتفقام الانقسامات السياسية التي تخيم على الكونغرس بين الديمقراطيين والجمهوريين، سواءً على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية. 

عمّق إعلان ترامب عن بنود صفقة القرن، من الانقسام السياسي بين الديمقراطيين الرافضين لها والجمهوريين المؤيدين

وعمق الانقسامات أكثر، التوجه الأحادي لسياسات ترامب في إدارته لملفات تعتبر حساسة بالنسبة للديمقراطيين في منطقة الشرق الأوسط، تمثل آخرها فيما أعلنه الرئيس الأمريكي قبل أيام عن بنود ما أسماها بـ"خطة السلام" أو المعروفة بـ"صفقة القرن"، حيث أجمع الديمقراطيين على رفضها مقابل الموافقة عليها بالصمت من الجمهوريين.

اقرأ/ي أيضًا: صفقة القرن.. انقسام عربي أمام مشروع تصفية القضية الفلسطينية

شيخ كارولينا الجنوبية والإعلام اليميني مع صفقة القرن

يعتبر الموقف الجمهوري ثابتًا في دعمه لسياسات ترامب سواءً كانت داخلية أو خارجية، وقد أظهر المؤتمر الصحفي الذي عقد في المكتب البيضاوي لإعلان بنود صفقة القرن، التفاف بعض الأسماء الجمهورية في الكونغرس، وسط أجواء يمكن وصفها بـ"العائلية"، شابها الكثير من الضحك والتصفيق الحار، دفعت في منتصفها بترامب لمخاطبة نتنياهو بـ"الملك بيبي" تيمنًا بما يطلق عليه في تل أبيب.

الموقف الجمهوري الذي صدر مؤكدًا دعم خطة ترامب، جاء من السيناتور ليندسي غراهام الذي أكد في تغريدة له أن الخطة توفر "الضمانات الأمنية اللازمة لإسرائيل، والسيادة السياسية المستقلة للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، آملًا أن يأتي الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات لمناقشة ما وصفه بـ"العرض الجاد"، مضيفًا أن خطة ترامب "تعتبر الأفضل لأنها توازن بين الأمن الإسرائيلي والسيادة الفلسطينية".

وأعرب غراهام عن تقديره "للعمل الشاق" الذي بذله مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنير، المعروف بـ"عراب صفقة القرن"، واصفًا ما فعله بـ"الجهد التاريخي لإحلال السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقبل كل شيء، مشاركة رغبة الرئيس ترامب الشخصية لرؤية انفراج (عملية) السلام في الشرق الأوسط".

أظهرت تغريدة غراهام، شيخ كارولينا الجنوبية في مجلس الشيوخ منذ 2003، موقف الجمهوريين بشكل واضح من خطة ترامب السياسية، ففي نفس الوقت الذي انشغل فيه الجمهوريون في التركيز على براءة ترامب من التهم الموجهة إليه والتحقيق في عزله، وزاد من حدتها التسريبات الأخيرة للكتاب الجديد لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون المرتبطة بحجب ترامب للمساعدات الأمنية لأوكرانيا؛ عملت الماكينة الإعلامية للجمهوريين على الترويج لخطة ترامب، ومهاجمة الفلسطينيين لرفضهم الخطة من أساسها.

في هذا السياق، وصف جيمس كارافانو، نائب رئيس قسم دراسات السياسة الخارجية والدفاع في معهد هيرتاج الأمريكي، بنود الخطة بأنها "واقعية وجادة، وجاءت بعد استخلاصها لأهم البنود الواردة في معاهدات السلام السابقة". وأشار كارافانو إلى نقطة رئيسية في سلم أولويات واشنطن، ركزت عليها بنود الخطة، وهي "أمن إسرائيل"، مؤكدًا على أنه "لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعم خطة سلام تقيّد أو تقوض قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

ولفت كارافانو في مقاله إلى مساعي واشنطن لبناء الثقة مع الحكومات العربية دونًا عن رأي الشارع العربي. وتبدو هذه الإشارة من جيمس كارافانو، متناغمة مع سياسة ترامب الداعمة للديكتاتوريات العربية، وتؤكد حجم الانقسام بين الشارع العربي الرافض لخطة ترامب مقابل دعم حكومات عربية لها.

من جهته اعتبر يوجين كونتوروفيتش، مدير مركز القانون الدولي في الشرق الأوسط بكلية الحقوق بجامعة جورج ميسن، في مقال له، أن خطة ترامب من شأنها أن "تعود بالنفع على الطرفين من خلال كسر الجمود بين الدولة اليهودية وجيرانها العرب"، مضيفًا بأن "الخطة التي أدانها الساسة لأنها لا تلبي جميع مطالب الفلسطينيين، هي كذلك لم تلبي جميع مطالب الجانب الإسرائيلي"، واصفًا الخطة بأنها "حل وسط يتطلب تنازلات من كلا الجانبين".

ويظهر واضحًا في مقال كونتوروفيتش عدم اعترافه أساسًا بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم التي تضاءلت مساحتها منذ نكبة 1948 بسبب التوسع الاستيطاني للاحتلال الإسرائيلي، فهو يرى أن الفلسطينيين هم "حركة الاستقلال الوطني الوحيدة في العصر الحديث التي رفضت أكثر من أي وقت مضى عرضًا حقيقيًا لإقامة دولة معترف بها دوليًا"، قائلًا إنه "إذا أراد الفلسطينيين العيش في دولتهم بسلام إلى جانب الإسرائيليين فيجب عليهم تلبية بعض الشروط الأساسية التي تشير إلى التزامهم بذلك".

وحدد كونتوروفيتش هذه الشروط، من وجهة نظره التي يبدو أنها تعبر عن الجمهوريين وأنصارهم، بـ"الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ونزع السلاح الفلسطيني، وإنهاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، لافتًا إلى أنه "في حال عدم موافقة السلطة الفلسطينية على خطة ترامب للسلام، أو حتى في حال عدم استيفائهم للشروط المطروحة، فإن إسرائيل يمكن لها المضي من جانب أحادي بتنفيذ بنود الخطة وفقًا لمصالحها".

ويرفض كونتوروفيتش -كان ضمن الفريق الاستشاري لترامب فيما يخص خطة صفقة القرن- التقارير التي تحدثت عن أن طرح بنود الخطة في هذا التوقيت سببه التأثير على محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ، وإعادة انتخاب نتنياهو رئيسًا للحكومة مجددًا، محاججًا بأن ترامب يواجه اتهامات من الديمقراطيين منذ لحظة وصوله للمكتب البيضاوي، وأن ترامب "أراد إطلاق خطة السلام في وقت مبكر إلا أن الانتخابات الإسرائيلية أدت لتأجيلها".

من جانبها، هاجمت مجلة واشنطن إكزامينر، المحافظة، إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في معرض تعليقها على خطة ترامب، قائلة إن سياسة ترامب الخارجية "فشلت في مراعاة واقع إسرائيل الحديثة، بمحاولتها التقارب مع الفلسطينيين على حساب تل أبيب، ما تُرجم على أرض الواقع لخلق سياسة عدائية اتجاه إسرائيل في البيت الأبيض خلال فترة ولايته، ما جعل الفلسطينيين يزيدون من مطالبهم مبتعدين عن عملية السلام".

وترى المجلة الأمريكية، أن ترامب أدرك وجود ما لا يقل عن 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية يعيش معظمهم في مجتمعات تحيط بالقدس، لذلك "فإن الهدف من خطة ترامب السماح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المجتمعات، وحفاظ تل أبيب على السيطرة الأمنية على المنطقة كاملة"، حسبما قالت.

وتؤكد المجلة في نهاية تعليقها على بنود صفقة القرن، بأن "إسرائيل ستبقى على وضعها الحالي، نظرًا لما تملكه من اقتصاد وجيش قويين، وأن الخطة لن تعرض وجود إسرائيل كدولة يهودية للخطر"، مشيرةً إلى أن إسرائيل "أصبحت أكثر دولة متكاملة في المنطقة تتقاسم المصالح المشتركة مع الزعماء العرب في عدائها لإيران، الذين أصبحوا أقل استثمارًا عمّا كانوا عليه سابقًا فيما يخص القضية الفلسطينية".

إجماع ديمقراطي على رفض صفقة القرن

لم يخرج الديمقراطيين في ردودهم على خطة ترامب السياسية لصفقة القرن عن الإطار العام في نقدهم للإدارته، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة انقسامًا سياسيًا منذ وصول ترامب للبيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017، تعمّق أكثر مع محاولات ديمقراطيي الكابيتول هيل عزل ترامب بسبب مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يسعى من ورائها الديمقراطيين لتعزيز قاعدتهم الانتخابية لمواجهة ترامب في انتخابات الرئاسة القادمة.

وبعد إعلان بنود خطة ترامب للسلام المزعوم، لوحظ توزيع الديمقراطيين على تويتر لهام انتقاد ترامب فيما بينهم، حيث ركز قسم على مساءلة ترامب تمهيدًا لعزله، فيما اتجه قسم آخر لتفنيد بنود صفقة القرن والتأكيد على رفضها، بينما انشغل قسم ثالث بالتركيز على السياسة الداخلية، خاصة في قضايا مثل الحق في الإجهاض، وتشريع حمل السلاح، والرعاية الصحية، وغيرها.

وأجمع المرشحون الديمقراطيون الذين يتنافسون فيما بينهم في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحهم لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة، على رفضهم لبنود خطة ترامب، كما الحال مع نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي أكد على أن الخطة كانت "تتطلب اجتماع الجانبين المعنيين في القضية"، واصفًا إياها بـ"الحيلة السياسية"، لافتًا للجهود التي بذلها عندما كان نائب رئيس، من أجل ما وصفه بـ"تعزير الأمن والحفاظ على ديمقراطية إسرائيل اليهودية".

من جانبه، شدد السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، في تغريدة له، على أن أي اتفاق للسلام "يجب أن يكون مقبولًا ومتوافقًا مع القانون الدولي والقرارات المتعددة للأمم المتحدة"، داعيًا لإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة، قائلًا إن الخطة التي اقترحها ترامب "ستؤدي إلى ديمومة الصراع"، واصفًا إياها بـ"غير مقبولة".

وانضمت السيناتور إليزابيث وارن إلى باقي الديمقراطيين المتنافسين على بطاقة الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الرافضين لخطة ترامب، بقولها في تغريدة لها، إن "خطة السلام التي وضعها ترامب هي إقرار للضم، لا تقدم أي فرصة لدولة فلسطينية حقيقية"​​، مؤكدة أن إطلاق الخطة بدون التفاوض مع الفلسطينيين "لا يعتبر دبلوماسية"، إنما أمر مزيف"، مشددةً على معارضتها لعملية ضم الأراضي الفلسطينية من جانب أحادي".

فيما اعتبر السيناتور كريس ميرفي، أن ما عرضه ترامب "ليس خطة سلام على الإطلاق"، موضحًا: "لأن هذه الخطة لم يتم التفاوض عليها مع أي شخص سوى الإسرائيليين"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال الاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن وضع هذه الشروط الجديدة يجعل من التسوية أمرًا أكثر صعوبة".

ووصف ميرفي في سلسلة من التغريدات، تصورات الخطة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بأنها "مزاعم كاذبة"، مبينًا أن "الخطة تسمح للإسرائيليين بالسيطرة على زمام جميع الأمور الأمنية داخل الدولة الفلسطينية، وعليه لن تكون هناك دولة لفلسطين على الإطلاق". وأضاف ميرفي بأن الضم الأحادي الجانب لوادي نهر الأردن والمستوطنات القائمة "سيؤخر عملية السلام لعقود، ويخاطر بعنف حقيقي وزعزعة للاستقرار داخل أماكن مثل الأردن".

وفي إشارة لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بتهمتي إساءة السلطة وعرقلة عمل الكونغرس تمهيدًا لعزله، وقضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو في تل أبيب ما أثر على نتائج الانتخابات البرلمانية التي ستعاد للمرة الثالثة خلال أقل من عام؛ غرّدت النائبة الديمقراطية ذات الأصول الصومالية، إلهان عمر، بالقول: "كان بإمكانهم ضمان العدالة وإدخال الجميع في صفقة السلام هذه. لكن بدلًا من ذلك، فإن هذين الرئيسين المحاصرين، الذين تم عزلهم وتوجيه الاتهام إليهم، يملكون اتفاق سلام خاص بهم فقط إنه أمر مخجل ومخادع".

وقال السيناتور باتريك ليهي في بيان نشره عبر موقعه الرسمي، إنه "من السخرية تسمية شيء ما بصفقة، وفرضها على الطرف الآخر، مع العلم أنه سيتم رفضها"، مشيرًا إلى أن خطة ترامب "من شأنها أن تقلل من احتمالات التعايش السلمي"، موضحًا أن الخطة ستجعل من إسرائيل "دولة ذات حزب واحد وغير ديمقراطية، تعتمد على الاضطهاد الدائم لملايين الفلسطينيين اليائسين والمستائين، ما قد يؤجج العنف والصراع المسلح مجددًا في المنطقة".

كما أعربت حركة "إن لم يكن الآن" التي يقودها شباب أمريكيون يهود، عن رفضها لخطة ترامب، في سلسلة من التغريدات وصفت فيها الخطة بأنها "مفلسة تمامًا، وتكشف عن الطريقة المخزية التي قدمتها الحكومة الأمريكية لليمين الإسرائيلي على حساب الحرية للفلسطينيين".

وأشارت الحركة إلى أن الإعلان عن الخطة، جاء في الوقت الذي يواجه فيه ترامب مساءلة عزله، بالإضافة لمواجهة نتنياهو ثلاثة تهم فساد، معتبرةً أن اختيار هذا التوقيت، إنما غرضه "تشتيت الانتباه عن إساءة استخدامهما (ترامب ونتنياهو) للسلطة"، وأن الخطة "مصممة لمساعدة نتنياهو على الفوز بالانتخابات" المزمع عقدها في آذار/مارس القادم. كما أكدت الحركة على أن الخطة "ليست إلا استمرار لإستراتيجية ترامب لحرمان الفلسطينيين من حقوقهم كافة".

قراءة نقدية لموقف الديمقراطيين والجمهوريين من صفقة القرن

يقدم كبير محللي برنامج الشرق الأوسط لدى مجموعة الأزمات الدولية المختص بالشأن الفلسطيني، ناثال ثرال، في مقال نشر بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قراءة نقدية لموقف الديمقراطيين والجمهوريين معًا من صفقة القرن، من خلال مقارنته بين خطتي الرئيس الجمهوري ترامب والرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون، لعملية السلام في الشرق الأوسط.

فلسطين المحتلة
خريطة توضيحية لمساحة فلسطين في اتفاق أوسلو وخطة ترامب

 ويرى مؤلف كتاب "اللغة الوحيدة التي يفهمونها: فرض التسوية في إسرائيل وفلسطين"، أن إدارتي ترامب وكلينتون حصرا العرب/الفلسطينيين في أقل من ربع الأراضي الفلسطينية، فضلًا عن فرضهم قيود بعيدة المدى على السيادة الفلسطينية، لافتًا إلى أن التصريحات التي عارضت خطة السلام كانت محدودة لأنها لم تكن مصحوبة بردود عكسية لمنعها، على حد تعبيره.

وأشار ثرال إلى أن الأصوات المعارضة للخطة، يمكنها أن تطالب، على سبيل المثال، بـ"تخفيض المساعدات المالية لإسرائيل بالمقدار الذي تنفقه في الأراضي المحتلة، أو مطالبة الحكومة الأمريكية للشركات العاملة في المستوطنات غير الشرعية بالانسحاب منها، أو تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى تنهي الحصار المفروض على مليون شخص في قطاع غزة المحاصر". 

وقال الكاتب إن الديمقراطيين المعارضين لخطة ترامب "ليسوا أفضل حالًا منه، لأنهم على الرغم من عدم تأييدهم لها بالقول، فإنهم بأفعالهم يؤيدون ضم المستوطنات للأراضي الإسرائيلية، وإخضاع الفلسطينيين أيضًا".

محلل سياسي أمريكي: الديمقراطيون مع رفضهم لصفقة القرن ليسوا أفضل حالًا من ترامب بأفعالهم التي تؤيد إخضاع الفلسطينيين

وفي حوار سابق نشر قبل أكثر من عامين، توقع ثرال، أن يحظى كوشنير بتأثير أكبر على علمية السلام في الشرق الأوسط، أكثر من سفير واشنطن لإسرائيل ديفيد فريدمان، لافتًا إلى أن هذا ما كان يحدث مع الإدارات الأمريكية السابقة، حيث لم يكن السفير في تل ابيب هو المؤثر الفعلي في صياغة السياسات الأمريكية، نظرًا لاقتصار عمله على إيضاح السياسات الأمريكية لا صياغتها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"صفاقة القرن".. غضب عربي من خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية

"صفقة القرن" وأُفول الدّور الوظيفيّ للأردن