15-أغسطس-2019

أوتو ماكيلا/ فنلندا

أجدك

وإن غبت

بكل نجمة لمعت

وكل شهب أضاء

سماؤك ملأى بالنجوم

وعيناي معلقتان بها

وإني إذ

أطيل النظر إليها

أقول مهدئة من روعي

إن تغشى النجوم بصري مرة

فإنها بأخرى ستشحذه.

*

 

أحب الرمل

مرتاحًا في بطن الصحراء

متعرجًا

في باطن قدميك

حيث ولدت الصحاري أول مرة

ثم راحت تتكاثر

للأبد.

*

 

وصلنا باكرًا

لعمر ظنناه بعيدًا

وليست الآلام التي بدت

ولا الشقاء الذي تجلى

إلا طريقًا مختصرًا

أو حيلة دقيقة

لإنجاز الأمر

أما هذه الدموع الشيقة

التي ظلت تنهمر من عينيك

دون أن تسيل

لأن تجاعيد كثيرة

نبتت

على وجنتيك

حالت دون ذلك

لم تعد تثير أحد

بعد أن كان بريقها يحمل

إجابات وافية

وأسئلة لا تُنسى.

*

 

لستَ وضاء في حياتي

أو مشعًا

لكنني أشعر بحرارتك من بعيد

لا تحفل بهذا لو شئت

وإن كان حري بك أن تفعل

إذ تدفئني.

*

 

أبحث عن مكانتي

من مكان منزوٍ وبعيد

أدقق في عيون الآخرين

وأيديهم

وأقول

هذه ذاكرة عيني

وتلك ذاكرة يديّ

أحفظ أصواتهم عن ظهر قلب

لأحاجج بها

كل فجوة يحدثها غيابهم

وإن لم أكن أكثر حصافة

أو أرسخ منطقًا

وجدتك بهذا أيها الحب

وبهذا افتقدتك

ولست أعلم إن كنت ميتًا أو حيًا

غير أن

غيابك الكبير هذا

لم يترك مرة

أي مجال للشك

بأنك هنا

أو هناك

فأنت على ما يرام.

*

 

كل يوم

حيث أجلس وإياك مرارًا

لساعات

أتملى وجهك الماثل أمامي

كتمثال

ولست أدري

إن كان ثمة شتيمة بالأمر أو

انتقاص

غير أنك تنفعل بطريقة واحدة إزاء

كل الأشياء

دون إسراف

أو ملل

لولا أنك تربكني

بنظرة صافية تحدجني

بها

كلما ناديتك

فلا أحفظ وجهك البتة

مهما بدا مكررًا

ومألوفًا.

*

 

حنيني لك محفوظ كتأريخ

إنك في قلبي

مذ كان التعب أقل ضراوة من أن يستشري

وإن كان يجيء...

أرأيت كيف أستدل على حجتي؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

نجمة على ركبتك

الجياع يسيرون على الرصيف كأعقاب سجائر